بغداد اليوم– ترجمة
كشفت صحيفة "البوليتكو" الألمانية، اليوم الثلاثاء عن ما وصفتها بـ"قنبلة موقوتة" بيد اميركا، فيما اتهمت واشنطن بالاحتفاظ بعناصر "داعش" الإرهابي بدلا من القضاء عليهم.
وذكر تقرير نشرته الصحيفة وترجمته (بغداد اليوم) تفاصيل جديدة حول العمليات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي وقادت الى احتجاز عدد كبير من عناصره داخل مخيمات وسجون تتحكم بها فصائل سورية مسلحة ممولة من الولايات المتحدة، وفقا للتقرير.
وقالت الصحيفة أن "الولايات المتحدة تملك الان في الشرق الأوسط وتحديدا سوريا، ما يزيد عن 26 سجن مؤقت يضم ما يقارب العشرة الاف عنصر من عناصر التنظيم الإرهابي، فضلا عن 54 الف من عوائلهم داخل المخيمات الأخرى".
وبينت بحسب التقرير أن الإدارة الامريكية والتي تبدي "انشغالا" بالملف الإيراني بشكل مستمر على حساب تنظيم "داعش" الإرهابي، باتت "تتجاهل عمدا" وجود خطر، وأن سكان مناطق الشرق الأوسط حيث توجد تلك المخيمات باتوا يحذرون منه.
الصحيفة اجرت مجموعة مقابلات مع قادة داخل القيادة الامريكية الوسطى في العراق وسوريا، ومنهم قائدها مايكل كوريلا الذي أكد للصحيفة أنه "بات يشعر أيضا بالخطر الكبير الذي يمثله إبقاء تنظيم داعش الإرهابي محتجزا في سجون مؤقتة وتحت إدارة من الميليشيات الكردية دون إيجاد حل نهائي"، مشيرا الى أن "قواته تمتلك 900 جندي فقط في سوريا، فيما يتواجد 10 الاف داعشي في السجون داخلها".
وشدد قائد القيادة الوسطى الامريكية، على أهمية أن "تقوم الإدارة في واشنطن وبشكل عاجل باتخاذ إجراءات توفر حلا نهائيا لوجود معتقلي داعش في داخل مناطق ما تزال حتى اليوم غير مستقرة امنيا" مضيفا "يجب على جميع أذرع الحكومة الامريكية التركيز على هذا الملف والعمل عليه بالتعاون مع المجتمع الدولي، إعادة تأهيل او دمج هؤلاء السجناء بأسرع وقت ممكن".
وأكدت الصحيفة أيضا أن "الحكومة الامريكية لم تنقل أي من معتقلي داعش الإرهابيين حتى الان الى سجن خليج غوانتانمو الذي تخصصه للإرهابيين"، معلنة أن "السجن الشهير لا يحتوي الان سوى على 31 نزيلا فقط، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة ستحتاج الى ثلاثة عشر سجن اخر بحجم غوانتامو لاستيعاب العشرة ألف إرهابي من داعش، الا انها لم تقم حتى الان باي خطوة لإيجاد حل نهائي لوجودهم الخطر".
التقرير أوضح أيضا، أن "الأوضاع الحالية في سوريا واستمرار التدهور الأمني يضع ضغطا إضافيا على الولايات المتحدة بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام لإيجاد حل نهائي لسجناء داعش والمخيمات التي تحوي عوائلهم والمرتبطين بهم، خصوصا وان العدد الكلي قد وصل بحسب اخر الاحصائيات الى 65 الفا يحملون جنسيات 55 بلد مختلف".
الخطورة بحسب تقرير الصحيفة الألمانية، "لا تأتي فقط من وجود العشرة الاف سجين لداعش داخل سوريا، بل يتعداه الى وجود عشرين الفا اخرين في العراق"، موضحة أنه "على الرغم من أن السجون العراقية رسمية وليست مؤقتة، الا ان التنظيم الإرهابي قد يتمكن من تحريرهم في حال هرب من سجون سوريا المؤقتة واتجه صوب العراق لتعزيز اعداده".
"البوليتكو" حذرت أيضا من "احتمالية أن تكون لداعش مخططات حالية لتهريب عناصره من سوريا وتحديدا من سجن غويران"، مبينة أن "الهروب من الاعتقال صفة من صفات التنظيم، واخر محاولة منظمة قام بها كانت في يناير من العام الماضي وتضمنت اقتحام للسجن بالسيارات المفخخة، الامر الذي تطلب تحرك القوات الخاصة الامريكية والبريطانية في معركة استمرت لعشرة أيام مستمرة لمنع افراد التنظيم من الهروب.
وشددت الصحيفة على أن "هذا السيناريو قد يتكرر في أي وقت قريب وبشكل أكثر خطورة بالنظر الى ضعف اعداد القوات الامريكية الحالية في سوريا، وانشغال الفصائل الكردية بالمشاكل مع تركيا".
وما يزيد من احتمالية وقوع هذا السيناريو في وقت قريب، أن التنظيم شن عدة محاولات استهدفت مخيم الحول خلال الأشهر القليلة الماضية، وليس السجن ذاته، بحسب الصحيفة، مشيرة الى أن تلك التحركات قد توضح نية التنظيم بتحرير الخمسين الفا من عوائلهم القاطنة في المخيم المؤقت، واستخدامهم لتعزيز صفوفه قبل شن الهجمات الرئيسة على السجون.
مخيم الهول تحديدا، يمثل بحسب تقرير الصحيفة "قنبلة موقوتة" قد تنفجر قريبا لتغذي إعادة احياء التنظيم مرة أخرى، حيث بينت أنه "خلال سبتمبر الماضي، شنت قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن المخيم حملة لتطهيره، وجدت خلالها ما اثار قلق المختصين، مدارس لتعليم الأطفال استخدام المتفجرات وتدريبهم على السلاح واعتناق أيدلوجية داعش، أسلحة متنوعة، فضلا عن مطلوبين رئيسيين داخل المخيم".
هذا الاكتشاف دفع القيادة المركزية الامريكية الى التحدث بصراحة حول توقعاتها للفترة المقبلة مع الصحيفة، معلنة لها بأن ما يحصل في مخيم الهول هو "تجهيز لجيل جديد من مقاتلي داعش، يحرر جيشهم في المعتقل"، بحسب ما أوردت الصحيفة.
التقرير اختتم "بالتساؤل عن الأسباب التي دعت الإدارة الامريكية الى ترك "جيش داعش" محتجزا لديها دون إيجاد حل نهائي لأغلاق ملفه؟ ، وعما اذا كانت الإجراءات الحالية كافية لمنع ما توقعت انها "عودة حتمية" للتنظيم عبر المخيمات التي تحولت الى مراكز تدريب وأدلجة للأجيال القادمة من الإرهابيين؟، دون وجود رادع او حلول نهائية".
حتى اللحظة، وبحسب الصحيفة، ما تزال الأسباب التي تدعوا الإدارة الامريكية لــ "الاحتفاظ بجيش داعش" في مخيمات وسجون مؤقتة غير واضحة بالكامل مع غياب أي تحرك فعلي لأغلاقها والتعامل مع قاطنيها بشكل نهائي.