الصفحة الرئيسية / الشركات العاملة في إقليم كردستان "تكدس" النفط في صهاريج حتى انفراج الازمة

الشركات العاملة في إقليم كردستان "تكدس" النفط في صهاريج حتى انفراج الازمة

بغداد اليوم -  متابعات

يواجه نفط كردستان العراق مصيرًا مجهولًا، بعد أن أوقفت تركيا الصادرات عبر خطوط الأنابيب، تنفيذًا لحكم قضائي لصالح بغداد أسفر عن إنهاء قضية استمرت لما يقرب من 9 سنوات. 

فقد اضطرت الشركات العاملة في إقليم كردستان إلى تحويل النفط لصهاريج التخزين، التي تكون سعتها محدودة، في انتظار نتيجة المناقشات الجارية بين أنقرة وبغداد وحكومة إقليم كردستان، لإيجاد طريقة لاستئناف الصادرات.

كانت صادرات نفط كردستان العراق قد توقفت إلى ميناء جيهان التركي في البحر المتوسط، نهاية الأسبوع المنصرم، بعد انتهاء قضية التحكيم طويلة الأمد بين أنقرة وبغداد، وفقاً لبيانات، اليوم الاثنين، نقلًا عن وكالة رويترز.

كان العراق قد قدّم ادّعاءً بغرفة التجارة الدولية في باريس عام 2014، أن تركيا انتهكت شروط اتفاق عام 1973 الثنائي من خلال السماح لحكومة إقليم كردستان بتصدير النفط الخام عبر خط أنابيب كركوك-جيهان دون موافقة بغداد.

ودفع قرار الأسبوع الماضي تركيا إلى المطالبة في 25 مارس/آذار بوقف تدفّق نفط كردستان العراق إلى ميناء جيهان.

بلغ متوسط صادرات النفط الخام من شمال العراق -الذي يتمثل في مزيج كركوك- 452 ألف برميل يوميًا العام الماضي (2022)، وفقًا لبيانات تتبّع نقلًا عن منصة "آرغوس ميديا" (Argus Media).

وجرى تسويق أكثر من 380 ألف برميل يوميًا من قبل حكومة إقليم كردستان، وكانت شركة تسويق النفط العراقية (سومو) مسؤولة عن الباقي، وكلها ذهبت إلى شركة تكرير النفط التركية توبراس.

كانت آخر شحنة من مزيج كركوك قد غادرت ميناء جيهان على متن السفينة الأفريقية "ماريتا"، وفقًا لبيانات من شركة فورتكسا لتحليلات النفط.

وغادرت الناقلة الميناء في 24 مارس/آذار، ومن المتوقع أن تصل إلى عسقلان في إسرائيل في 29 مارس/آذار.

ومنحت شركة "سومو" شحنة من مزيج كركوك للتحميل في أبريل/نيسان لشركة التكرير اليونانية موتور أويل هيلاس، عبر مناقصة فورية في وقت سابق من هذا الشهر، وفقًا لمشاركين في السوق.

كان من المقرر تحميل الشحنة من ميناء جيهان في 3-5 أبريل/نيسان، ومن غير الممكن إعادة توجيه الصادرات من الحقول في شمال العراق إلى ميناء آخر.

وقالت شركتا "دي إن أو" النرويجية و"جينيل إنرجي" البريطانية -اللتان تعملان أيضًا في المنطقة-، إنهما تقومان حاليًا بتخزين النفط في صهاريج، التي يمكن أن تستوعب عدّة أيام من الإنتاج.

فقد أعلنت شركة "دي إن أو" أنها بدأت في تحويل الإنتاج من الحقول التي تديرها شمال العراق إلى صهاريج التخزين في 25 مارس/آذار.

تدير "دي إن أو" حقلَي طاوكي وبشكابر، اللذين أنتجا معًا 107.1 ألف برميل يوميًا في عام 2022، وقالت الشركة، إن مرافق التخزين الخاصة بها يمكن أن "تستوعب عدّة أيام من الإنتاج" من الحقول.

في غضون ذلك، قالت شركة جينيل إنرجي، والتي تشارك "دي إن أو" في حقلي طاوكي وبشكابر، إن التصريحات الصادرة عن بغداد وحكومة إقليم كردستان، منذ صدور الحكم، دفعتها "إلى الاعتقاد بأن الإغلاق سيكون مؤقتًا".

وقالت الشركة البريطانية، إنها تواصل إنتاج النفط وتخزينه.

بالإضافة إلى حصصها في حقلَي طاوكي وبشكابر، تمتلك جينيل أيضًا حصة تشغيلية تبلغ 30% في حقل سارتا وحصة 44% في حقل طق طق، اللذين أنتجا 4710 برميلًا يوميًا و4490 برميلًا يوميًا على التوالي، العام الماضي (2022).

وقالت شركة غلف كيستون -التي تمتلك أصول إنتاجها الوحيدة هي حقل شيخان النفطي في إقليم كردستان العراق-، إنها "قلّصت" إنتاجها منذ إبلاغها بوقف الصادرات إلى تركيا، لكنها قالت مثل جينيل، إنها تعتقد أن التعليق سيكون مؤقتًا.

وأوضحت أن "منشآتها لديها طاقة تخزينية تسمح باستمرار الإنتاج بمعدل مخفض خلال الأيام المقبلة، وبعد ذلك ستوقف الشركة الإنتاج".

أنتج شيخان 44.2 ألف برميل يوميًا من النفط الخام في عام 2022، على الرغم من أن شركة غلف كيستون أعلنت الأسبوع الماضي فقط أنها تمكنت -منذ ذلك الحين- من زيادة الإنتاج إلى مستوى قياسي بلغ 55 ألف برميل يوميًا.

ومن جانبها، قالت شاماران بتروليوم، وهي شركة مشغّلة أخرى، في بيان: "ستبقى الشركة على اتصال وثيق مع منتجي النفط الآخرين في إقليم كردستان ومع المسؤولين الحكوميين المعنيين، وستواصل مراقبة هذا الوضع عن كثب".

من غير الواضح إلى متى سيستمر هذا الاضطراب، لكن النشاط الدبلوماسي المتزايد بين الجانبين عزّز الآمال في التوصل إلى حل سريع للنزاع، سواء كان مؤقتًا أو دائمًا.

وقال رئيس شؤون الإعلام الخارجي في حكومة إقليم كردستان، لاوك غفوري، إن قرار محكمة التحكيم الدولية "لن يعوق علاقاتنا مع الحكومة الفيدرالية العراقية".

ومن جانبه، أكد رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني أن وفدًا من إدارته كان من المقرر أن يصل بغداد في 26 مارس/آذار، لمناقشة كيفية التغلب على تأثير حكم المحكمة.

وقال: إن "تفاهماتنا الأخيرة مع بغداد أرست الأساس لنا للتغلب على حكم التحكيم، سيزور فريق من حكومة إقليم كردستان بغداد للبناء على حسن نوايا مناقشاتنا".

27-03-2023, 21:57
العودة للخلف