بغداد اليوم - متابعة
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن الاتفاق بين إيران والسعودية يمكن أن يكون قوة دافعة لتحقيق الاستقرار لصالح المنطقة بأسرها.
وفي مقال كتبه حول الاتفاق بين إيران والسعودية، قال ناصر كنعاني: "يمكن اعتبار إعلان استئناف العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية أحد أهم أحداث العام الإيراني الجاري في منطقة الجوار، وستلعب هذه الاتفاقية، التي تم التوصل إليها باستضافة ومساعدة الصين في أعقاب جهود ومساعي جمهورية العراق وسلطنة عمان الماضية دورا مهما في تقارب التعاون الإقليمي وتنميته".
وأردف كنعاني: "يمكننا أن نأمل أن يكون مستقبل غرب آسيا ومنطقة الخليج، بموقعهما الجغرافي والسياسي المهمين للغاية وموارد الطاقة الغنية، والثروة الطبيعية والموارد المالية الوفيرة في طريق ازدهار شعوب هذه المنطقة".
وأكمل: "إن السياسة الإقليمية للجمهورية الإسلامية الايرانية تمتعت بنوع من الاستمرارية خلال العقود القليلة الماضية"، مضيفا: "لقد أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدى العقود الماضية القليلة في علاقاتها الإقليمية على مبادئ وأسس عديدة منها حسن الجوار، والتركيز على القواسم المشتركة، وحل سوء التفاهم وتعزيز الآليات الموجهة نحو الحوار والموجهة نحو التعاون والأمن الجماعي، والتعامل مع العوامل التي تزعزع أمن المنطقة واستقرارها".
وكتب كنعاني: "لطالما كانت التفاعلات الحكومية والعلاقات بين الشعبين موجودة بالرغم من بعض المشاكل والاختلافات..لم يكن لدى الجمهورية الإسلامية الايرانية أبدا نظرة إقصائية لدور السعودية وموقعها فهي تدرك دورها وفعاليتها في العالم الإسلامي"، متابعا: "تتمثل إحدى الاستراتيجيات الأساسية للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في تعزيز العلاقات مع دول منطقة غرب آسيا والعالم الإسلامي، وإن الجهد المستمر لتحقيق هذه الاستراتيجية في شكل سياسات ومبادرات الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال فترات مختلفة هو علامة على التصميم والإرادة الكبيرين من قبلها لتعزيز العلاقات مع جيرانها وزيادة سلطة ودورالمنطقة في المعادلات الدولية وإضعاف التدخلات الأجنبية ذات المصلحة الذاتية في منطقة الخليج وغرب آسيا بحيث تعتبر الجمهورية الاسلامية الايرانية أن استمرار المشاكل والصراعات بين دول الجوار وتحويلها إلى أزمات لم يخدم سوى مصالح القوى الخارجية".
واستطرد: "بالنظر إلى التجارب والعواقب المريرة لسنوات طويلة من سوء التفاهم والأزمات وعدم الاستقرار والحروب المدمرة في المنطقة، والتي كانت في الأساس نتيجة التدخلات الاجنبية المدمرة، فقد حان الوقت لحل الخلافات والمشاكل القائمة، لما فيه من مصلحة لدول المنطقة، عن طريق الحوار والاحترام المتبادل وحسن الجوار، وقد أظهرت تجارب عديدة أنه يمكن استخدام الدبلوماسية حتى في حالات الأزمات مما يبشر بمنطقة مستقرة ذات أفق أكثر إشراقاً وازدهار أكبر للأجيال القادمة..كما تعتمد مصلحة العالم الإسلامي والأمة الإسلامية على تلاقي الدول الإسلامية وتعاونها وتوحيد أفرادها وتلاقيهم حول أصول الدين الإسلامي وأسسه، وتجنب الانقسام والصراع بين اتباع المذاهب الإسلامية. لذا يمكن للإتفاق الإيراني -السعودي استئناف العلاقات فيما بينهما، إذا اهتموا وركزوا على مصالح الأمة الإسلامية، ما يخلق أساسا لتوجه جديد ودور متزايد في خدمة مصالح دول وشعوب المنطقة".
وأكد كنعاني أن "الكيان الصهيوني باعتباره نظاما وهميا مفروضا على جغرافية العالم الإسلامي، سعى دائما إلى تحقيق أمنه في ظل انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم الإسلامي، ولا يزال الكيان الصهيوني يحتل القدس وهي القبلة الأولى للمسلمين ولا يزال يرتكب جرائمه اليومية بحق الفلسطينيين"، معتبرا أن "توسع وجود هذا الكيان الصهيوني في الجغرافيا السياسية للعالم الإسلامي هو تهديد للاستقرار والأمن للدول بشكل عام ولدول المنطقة بشكل خاص".
وكانت المملكة العربية السعودية وإيران قد اتفقتا على استئناف العلاقات الثنائية، وإعادة فتح السفارتين والبعثات الدبلوماسية خلال مدة أقصاها شهران، وذلك بعد 7 سنوات من انقطاعها.