بغداد اليوم - متابعات
قُتل أكثر من أربعين شخصاً ليل الأربعاء - الخميس في مجزرة نُسبت إلى متمرّدي "القوات الديمقراطية المتحالفة" التابعة لتنظيم "داعش" في شرق الكونغو الديمقراطية. وقالت مصادر محلية إنَّ 44 شخصاً على الأقل قضوا في الهجوم الذي نُفذّذ بفؤوس وأسلحة بيضاء أخرى.
وكانت "القوات الديمقراطية المتحالفة"، وهي جماعة مسلحة أوغندية تنشط في شرق الكونغو منذ عقود، قد أعلنت الولاء لتنظيم "داعش" وتشنُّ هجمات مميتة على نحو متكرر على القرى باستخدام المناجل والفؤوس في بعض الأحيان.
وفي حين يشكك بعض المراقبين في وجود صلة بين مجموعة "القوات الديمقراطية المتحالفة" وتنظيم "داعش"، يؤكد الأخير دوماً أنها فرعه في المنطقة، حتى أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في شهر مارس (آذار) من عام 2021، إدراج "القوات الديمقراطية المتحالفة" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بسبب اتهامات بصلتهما بتنظيم "داعش". كما رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار، لكل مَن يدلي بأي معلومات تفضي إلى توقيف زعيم "القوات الديمقراطية المتحالفة"، سيكا موسى بالوكو، وهو من أصل أوغندي تولى قيادة الجماعة عام 2015، بعد اعتقال زعيمها السابق جميل موكولو في تنزانيا. ويُعتقد أن بالوكو من مواليد عام 1977، حسب ما تشير إليه تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، وتشير أيضاً إلى أنه اعتنق الفكر المتطرف وهو في سن صغيرة، قبل أن يصبح إماماً لأحد المساجد في كامبالا، عاصمة أوغندا، ثم كان بعد ذلك من أوائل المنخرطين في صفوف "القوات الديمقراطية المتحالفة"، وحين انتقلت المجموعة لشن هجماتها في جمهورية الكونغو الديمقراطية أصبح بالوكو أحد أبرز قادتها، وكُلف التخطيط لعمليات إرهابية، وقاد بنفسه تنفيذ حدود تتماشى مع تفسيره لما يعتقد أنه "الشريعة".
وتشير التقارير إلى أنه في مرحلة معينة كان يتولى تدريب وتأطير المنخرطين الجدد في "القوات الديمقراطية المتحالفة"، وزرع فيهم النهج الأيديولوجي للتنظيم، قبل أن يتولى منصب "كبير القضاة الشرعيين"، كما تولى مهمة "المسؤول السياسي" لـ"القوات الديمقراطية المتحالفة". وحين قبضت تنزانيا على زعيم التنظيم، جميل موكولو، عام 2015، أصبح بالوكو خليفته في القيادة، مستفيداً من كون إحدى زوجاته ابنة الزعيم المعتقل، وكونه أحد أقدم القادة في التنظيم وأكثرهم شكيمة وقوة، حتى إنه يوصَف من طرف بعض المقاتلين السابقين في صفوف التنظيم بأنه "متوحش ودموي". بالوكو حين تسلم قيادة "القوات الديمقراطية المتحالفة" عمل على تغيير أسلوب إدارة الأمور، محدثاً قطيعة مع أسلوب سلفه وصهره؛ فركز بشكل كبير على تجنيد مقاتلين جدد في صفوف الشباب باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وقاد هجمات لاختطاف الأطفال الذين حوَّلهم إلى مقاتلين في صفوف التنظيم. كما منح بالوكو نفسه لقب "الشيخ"، وأعلن بعد ذلك البيعة لتنظيم "داعش"، كما تشير بعض التقارير إلى أنه عمل على إقامة علاقة مع "حركة الشباب" في الصومال، في إطار سعيه لدخول شبكة إرهابية واسعة تنشط في مختلف مناطق القارة الأفريقية.
وأصيب بالوكو في هجوم شنه جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2017، على معسكرات تابعة لتنظيمه، ولكنه نجا من تلك الإصابة، وبدأ اسمه يظهر بشكل متكرر في التقارير، حين فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شخصيات من "القوات الديمقراطية المتحالفة"، كان هو في مقدمتها.