بغداد اليوم - ترجمة
انتقدت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، اليوم الاحد، موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يرى في الغزو الروسي لأوكرانيا تكرارا لغزو العراق للكويت خلال تسعينات القرن الماضي، حيث استعان بخطاب "حماية القيم المتحضرة للعالم" لتبرير تدخلاته في الشأن الأوروبي.
وبينت الصحيفة بحسب تقرير ترجمته (بغداد اليوم)، أن المحاولات التي يقوم بها بايدن الان لتبرير التدخل الأمريكي في الشؤون الأوروبية، مرتبطة بالقرار الذي أصدره الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان عام 1947، واعلن خلاله اطلاق "استراتيجية ترومان" التي قال فيها إن "على سياسة الولايات المتحدة أن تكون داعمة للشعوب التي تحاول التحرر من الدكتاتورية والقمع واستهداف الأقليات".
وتابعت، أنه "خلال العمليات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة ضد العراق لإخراجه من الكويت تحت مبررات الحفاظ على النظام الدولي ومنع القمع والاحتلال غير القانوني، كانت تجري في البوسنة مجازر اثنية جماعية، تركتها الولايات المتحدة لأوروبا ولم تفعل حولها شيئا، في مخالفة واضحة للخطابات التي كانت تطلقها".
وبينت الصحيفة، أنه "ببساطة لم يكن للولايات المتحدة مصلحة في التدخل بالشؤون الأوروبية حينها، على عكس العراق، الامر الذي ينفي عنها المبادئ التي ادعت انها السبب وراء الحرب ضد العراق".
واشارت الى أنه "لو فشلت الولايات المتحدة في الاستجابة لغزو العراق للكويت لما كان حصل أي شيء إضافي، على عكس ما وقع نتيجة لتدخلها والذي ما تزال الولايات المتحدة والعالم، تدفع ثمنه حتى اليوم"، على حد وصفها، فيما لفتت الى أن "ادعاءات بايدن بأن غزو روسيا لأوكرانيا يماثل غزو العراق للكويت، هو فعل ينم عن نفاق، بالنظر الى مخالفتها "المبادئ الإنسانية التي ادعت العمل على أساسها وتجاهلت خلالها الاحداث في أوروبا والمجازر التي كانت تقع في البوسنة.
وأكد التقرير على أن "الولايات المتحدة كانت تدير وجهها للجانب الاخر" حين يتعلق الامر بالمجازر والخروقات الإنسانية التي تقع في البلدان التي ليس لواشنطن مصلحة في التدخل بشؤونها، ومنها امثلة دارفور، رواندا، الكونغو وكمبوديا"، مبينة أن "العراق وما وقع فيه من احداث كشفت الأكاذيب الامريكية وزيف الادعاءات التي اقامت على أساسها سياستها الخارجية وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط".