بغداد اليوم- متابعة
لم يتأخر الملك تشارلز الثالث كثيرا في إعادة ترتيب البيت الداخلي للعائلة المالكة، فبعد أشهر من رحيل الملكة إليزابيث الثانية واستلامه للعرش، بدأ الملك هيكلة شاملة داخل الأسرة، من خلال تقليص أعداد الأمراء الذين لهم مهام رسمية، وإبعاد الأمراء "المزعجين" أو الذين ورطوا الأسرة الملكية في فضائح سيسجلها التاريخ.
وظهرت صرامة الملك في التعامل مع ابنه الأمير هاري الذي تخلى عن كل صفاته وألقابه داخل الأسرة الملكية، إضافة للأخ الشقيق للملك، الأمير أندرو، وكلاهما يجر خلفه الكثير من المواقف التي سببت الكثير من الحرج للأسرة الملكية.
ووصل إلى هاري طلب من القصر الملكي ممهورا بختم والده الملك، يطالبه بإخلاء إقامته داخل المجمع الملكي بمنطقة "وندسور" إحدى ضواحي العاصمة لندن، خصوصا بعد أن تحولت قلعة "وندسور" إلى مكان الإقامة الرسمي للملك، وهو المكان الذي دفنت فيه الملكة الراحلة.
كما قرر الملك حرمان أخيه الأمير أندرو، الذي كان متهما في قضايا جنسية، من نسبة كبيرة من الدعم المالي الذي كان يحصل عليه من ميزانية الأسرة الملكية.
الأمير مطرود
فبعد أسابيع من إصدار هاري كتابه "الاحتياطي" والذي كشف فيها الكثير من كواليس حياة الأسرة المالكة، وصله الخطاب من القصر الملكي يطالبه بإخلاء إقامة كان يقطن فيها رفقة زوجته ميغان سنة 2019 ويقع داخل التجمع الملكي في بلدة "وندسور".
وتحدثت تسريبات إعلامية أن الغرض من هذه الخطوة هو انتقال الأمير أندرو إلى هذه الإقامة بعد أن أصبح يعاني ضائقة مالية، وما عاد قادرا على تدبير مصاريف إقامته خارج القصر.
وجاءت هذه الخطوة بعد سلسلة من الخطوات التي اتخذها الملك بحق ابنه، بغرض إبعاده تماما عن المشهد، خصوصا بعد الاتهامات التي وجهها هاري لأخيه الأكبر وليام بضربه، ومنها حرمانه من أي حماية خاصة في حال زيارته للبلاد.
ورغم استقرار هاري رفقة زوجته بالولايات المتحدة، إلا أنهما ظلا يحتفظان بهذه الإقامة التي أنفقا عليها حوالي 2.4 مليون جنيه من أجل تجديدها، لكن يجب عليهما الآن إخلاؤها، ولن يصبح للأمير أي مكان إقامة رسمي في بلاده، وسبق أن حصل هاري على هذه الإقامة -هدية لزواجه- من جدته الملكة الراحلة.
وظهر أن العلاقة بين الأب وابنه وصلت مرحلة اللاعودة، عندما التقطت عدسات الكاميرا علامات الغضب على الملك عندما طالبه أحد المواطنين -خلال نشاط رسمي- بإعادة هاري إلى البلاد، فلم يرد عليه الملك وتجاوزه مسرعا.
وإضافة إلى غضب الأب، فهناك غضب الأخ الأكبر وليام التي تحدثت تقارير صحفية عن امتعاضه الشديد من التفاصيل التي سردها هاري في كتابه، وحسب نفس المصادر فإن ولي العهد بات على قناعة أن العلاقة مع أخيه وصلت لطريق مسدود ولا يمكن إصلاحها.
الأخ المنبوذ
لن يكون حظ أندرو (شقيق الملك) بأفضل من حظ هاري، ذلك أنه هو الآخر وصله قرار من تشارلز بأنه لن يحصل على أي تمويل إضافي من القصر الملكي بحلول أبريل/نيسان المقبل.
وكان أندرو يحصل على 250 ألف إسترليني سنويا من مداخيل "دوقية لانكستر" التي تعتبر من أهم مصادر دخل الأسرة الملكية البريطانية.
ولن يكون بمقدوره أن يتدبر تكاليف العيش في قصره خصوصا وأن تكاليف تدبيره السنوي تصل إلى 400 ألف في السنة، لهذا سيكون عليه الانتقال إلى الإقامة الأصغر داخل المجمع الملكي في قلعة "وندسور" مباشرة بعد إفراغها من طرف هاري خلال هذا الصيف.
وقد تضرر الوضع المادي لأندرو بسبب التكاليف الباهظة لدفع تكاليف الدفاع عن نفسه ضد تهم الاعتداء الجنسي الذي كانت تلاحقه بالولايات المتحدة، قبل أن يتوصل لتفاهم مع المشتكية ويدفع لصالحها حوالي 12 مليون دولار، وهو ما أزم وضعه المالي أكثر، مع رفض الملكة الراحلة تمويل أي شيء يتعلق بهذه القضية.
ومنذ سنة 2019 أعلن أندرو تخليه عن كل مناصبه الأميرية والانسحاب من الحياة العامة، إلا أنه يبحث عن العودة من جديد بعد الحصول على التبرئة من تهم كانت منسوبة إليه، لكن يظهر أن الملك غير متحمس لهذه الفكرة.
هيكلة شاملة للأسرة
تتسق الإجراءات، التي اتخذها تشارلز الثالث بحق ابنه وأخيه، مع ما كان أعلن عنه مباشرة بعد توليه الحكم في البلاد، من إعادة هيكلة للأسرة الملكية.
وتقوم رؤية الملك على تقليص دائرة الأمراء الذين لهم مهام رسمية، وباتت هذه الدائرة محددة بالملك وعقيلته وولي العهد وزوجته و(أخت الملك) الأميرة آن، و(أخي الملك الأصغر) الأمير إدوارد وزوجته، مما يعني أن أفراد الأسرة الملكية الذين يحق لهم الظهور بالمشهد سبعة، مع التركيز على (ولي العهد) الأمير وليام وزوجته الأميرة كيت.