بغداد اليوم - متابعات
كشفت مجلة فوربس الامريكية، اليوم الخميس، ان شركات التكنولوجيا المالية تحظى بثقة المستهلكين بشكل عام و إن 68% من الأشخاص على استعداد لاستخدام الأدوات المالية التي طورتها المؤسسات غير التقليدية.
وقالت المجلة في تقرير لها وتابعته (بغداد اليوم)، ان" الاستثمار العالمي زاد في "الفنتك" (التكنولوجيا المالية) بأكثر من 12000% من 930 مليون دولار في عام 2008 إلى 121.6 مليار دولار في عام 2020. وشهد عام 2019 ارتفاعاً قياسياً؛ حيث بلغ إجمالي الاستثمار العالمي في الفنتك 215.3 مليار دولار، منها الربع الثالث وحده، الذي يمثل 144.7 مليار دولار في استثمار بهذه الصناعة.
وفي النصف الأول من عام 2021، بلغ حجم صفقات التكنولوجيا المالية 2456 صفقة تمثل استثمارات بقيمة 98 مليار دولار. وشهدت الأمريكتان حوالي 51.4 مليار دولار من الاستثمار في الفنتك في النصف الأول من عام 2021، حيث مثلت الولايات المتحدة وحدها 42.1 مليار دولار.
وفي منطقة أوروبا والشرق الأوسط، كان الاستثمار في التكنولوجيا المالية قوياً للغاية؛ حيث بلغ 39.1 مليار دولار في النصف الأول من العام 2021. وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، نما الاستثمار في التكنولوجيا المالية بين النصفين 20 و21 – حيث ارتفع من 4.5 مليار دولار إلى 7.5 مليار دولار، على الرغم من أنه كان ضعيفاً بالمقارنة مع المستويات القياسية السابقة.
وتوسع قطاع التكنولوجيا المالية في إفريقيا بشكل سريع، حيث كان هناك أكثر من 1000 شركة نشطة في مجال الفنتك اعتباراً من أبريل 2022، بارتفاع بنسبة 450 عن العام 2020".
واضاف التقرير عن المنطقة العربية وتحديداً الخليج، "أظهرت بيانات "فنتك السعودية"، وهي إحدى مبادرات برنامج تطوير القطاع المالي لتحقيق رؤية 2030 الحكومية، ارتفاع عدد شركات التقنية المالية بالمملكة بنسبة 37% في العام 2021.
أشارت البيانات إلى أن حجم الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا المالية بلغ، في 2021، قرابة 1.3 مليار ريال (نحو 350 مليون دولار). ورصدت "فنتك السعودية" أن 74% من السعوديين استخدموا على الأقل حلاً واحداً من حلول التكنولوجيا المالية في 2021.
أما في الإمارات، فوفقاً لبيانات نشرتها وزارة الاقتصاد الإماراتية، في يونيو 2022، فإن الإمارات تقود سوق التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد أن بلغت قيمته في العام 2021 نحو 2.5 مليار دولار.
وفي يونيو 2022، كشف استطلاع جديد أجرته "Checkout"، مزوّد حلول الدفع، عن أن أكثر من نصف سكان دولة الإمارات يستخدمون المحافظ الرقمية لأول مرة. وأبدى نحو 40% من المشاركين في الاستطلاع أن ثقتهم بالمحافظ الرقمية توازي مستوى ثقتهم بالبنوك.
وكشف الاستطلاع أن نحو 83% من المقيمين في الدولة الخليجية يعتزمون مواصلة أو زيادة معدلات إنفاقهم الحالية على التجارة الإلكترونية خلال عام 2022.
وقد استكمل عدد من الدول العربية منها السعودية والإمارات وقطر والبحرين وضع تشريعات وتأسيس مكاتب رسمية تتبع البنوك المركزية لترخيص وتحفيز شركات التكنولوجيا المالية "الفنتك"، والتي تعول عليها دول المنطقة لانتشالها من الترتيب المتأخر للشمول المالي، والذي أبعد ما يزيد على نصف سكان المنطقة من الدخول في النظام المالي المصرفي التقليدي السائد.
فحتى عام 2017، وبحسب بيانات البنك الدولي للشمول المالي، فقد تبين أن الدول العربية لا تزيد نسبة الشمول المالي فيها على 51%، وتتصدر لبنان الترتيب العربي، تليها عمان، ثم الكويت، ثم قطر، ثم الأردن، وقد تأخر ترتيب الدول العربية الثرية مثل الإمارات (33.9%) والسعودية (25.86).
وتصنف كل من مصر والمغرب ضمن أكثر 10 دول في العالم اعتماداً على النقد الورقي، طبقاً لبيانات "ميرشنت ماشين"، وذلك بسبب ارتفاع نسبة غير المتعاملين مع البنوك لمستوى يتجاوز 67% في السوق المصري، فيما يصل في السوق المغربي إلى 71%، وهو المعدل الأعلى ضمن القائمة.
يُعتبر نظام "الفنتك Fintech" أحد أهم وأبرز المصطلحات التكنولوجية التي بتنا نسمع بها مؤخراً، وهو مصطلح مختصر من الكلمتين Financial وTechnology، أي "التقنية المالية" أو استخدام التكنولوجيا الجديدة في الخدمات المالية.
ويشير مصطلح الفنتك إلى البرامج وتطبيقات الهاتف المحمول والتقنيات الأخرى التي تم إنشاؤها لتحسين وأتمتة أشكال التمويل التقليدية للشركات والمستهلكين على حد سواء. ويمكن أن يشمل الفنتك كل شيء من تطبيقات الدفع المباشرة عبر الهاتف المحمول إلى شبكات بلوكتشين المعقدة التي تحتوي على المعاملات المشفرة.
ويُمكن تطبيق التكنولوجيا المالية على أي ابتكار فيما يتعلق بكيفية تعامل الأفراد مع الأعمال، مثل: اختراع أموال جديدة كعملة "البيتكوين"؛ حيث يُسهم نظام Fintech في القضاء على عادات التمويل القديمة، والتي تقتضي اتجاه المستثمر نحو البنك وتقديم طلب الحصول على قرض أو حتى سحب أموال. كما أن هذا النظام يُبطل العادات المتعلقة بقبول بطاقات الائتمان من جانب الشركات، والتي كانت تتطلب حساباً مع مزود ائتماني كبير.
استخدامات الفنتك
لعل أحد أبرز الأمثلة على تطبيقات تقنية الفنتك Fintech التي نستخدمها في حياتنا اليومية؛ هو التسوق الإلكتروني والدفع عن طريق شبكة الإنترنت، أو عندما تخرج أنت وأصدقاؤك من دون تخطيط وتنسى محفظتك في المنزل، وتتذكر أنه بإمكانك الدفع عبر المحافظ الرقمية، أو عندما تبدأ في تنفيذ مشروعك الصغير وتنتهي من دراسة المشروع وتكتشف احتياجك للتمويل، فتتجه لمنصات التمويل الجماعي.
لذا يُمكننا القول إن نظام الفنتك يتمثل في شركة مالية متكاملة، يُمكن حملها في أي مكان، وتنجز من خلالها جميع أمورك المالية بكل سهولة ويُسر. ويتميز نظام الفنتك بأنه يدخل في الدفع الإلكتروني عن طريق الهاتف المحمول، وتحويل الأموال وتحويل القروض وجمع التبرعات وإدارة الأصول والأملاك.
بالإضافة إلى أنه يعمل على تسهيل جميع الإجراءات المالية للعملاء، ويُمكنهم دفع فواتير الشراء من خلال شبكة الإنترنت عبر تطبيقات الدفع الإلكتروني على الهواتف المحمولة.
تطور نظام الفنتك، وفي هذا الصدد يتوقع عدد من الخبراء والمتخصصين أن التكنولوجيا المالية أو نظام الفنتك سيشهد نمواً كبيراً خلال السنوات العشر المُقبلة، خاصة بعد ظهور العديد من الطرق الحديثة والخدمات المصرفية التي تتوافق مع التكنولوجيا المالية، مثل إطلاق التداول وتقديم الخدمات المصرفية عبر الهواتف المحمولة، وإنشاء المحافظ الإلكترونية مثل: محفظة جوجل ومحفظة أبل، ومحافظ شبكات الاتصال.
يعتمد نظام الفنتك على تقنيات حديثة مثل: الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة وتوقّع السلوك التحليلي والتطبيقات التي تهدف لتغيير سلوك المستخدم في اتخاذ قراراته المالية كمساعدته في الادخار عن طريق تقنيات الألعاب "Gamification".