بغداد اليوم - بغداد
حذر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الاربعاء، الوكالة الدولية للطاقة الذرية من “أي تحرك سلبي” محتمل تجاه طهران متوعداً اسرائيل بدفع ثمن باهظ اذا ما هاجمت بلاده.
وقال عبد اللهيان، في كلمة له في مؤتمر نزع السلاح للأمم المتحدة المنعقد في جنيف، وتابعتها (بغداد اليوم)، أن برنامج بلاده النووي “سلمي وسيبقى سلمياً”، منبهاً إن "طهران ستحتفظ بحقها في الرد في مواجهة “أي تحرك سلبي” خلال الاجتماع المقبل لمجلس المحافظين، مع التأكيد أنها “سترد بشكل مناسب”، فيما توعد إسرائيل قائلاً إنه “إذا ما ارتكب هذا الكيان هذا الفعل الأحمق، فسيدفع ثمناً باهظاً لن يكون قادراً على تحمّله”، على حد وصفه.
واضاف عبد اللهيان، أن "المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، سيزور طهران خلال الأيام المقبلة، للتباحث بشأن الخلافات بين الطرفين". لافتاً الى اننا “سنكون قريبين من الحل الفني إذا تخلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن توجهها السياسي”، منوهاً إلى زيارة “وفدين فنيين” من الوكالة إلى إيران خلال الأيام الأخيرة.
وتُعدّ قضية التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ثلاثة مواقع إيرانية أعلنت الوكالة سابقاً أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب، إحدى أهم العقبات أمام الاتفاق بالمفاوضات النووية الحالية المتعثرة منذ سبتمبر/أيلول الماضي، والرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، إذ تصرّ إيران على ضرورة إغلاق تحقيقات الوكالة بشأن هذه المواقع، لكن الوكالة، والولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، أكدت رفضها إغلاق هذا الملف “سياسياً”.
ويأتي الاجتماع التالي للوكالة الدولية خلال الشهر المقبل أيضاً على وقع مستجد آخر، وهو ما ذكرته وكالة “بلومبيرغ” الأميركية، لأول مرة، الأسبوع الماضي، حول أنّ المفتشين اكتشفوا جزيئات يورانيوم مخصبة بنسبة تصل إلى 84 بالمئة. ولم تنفِ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة ومقرها فيينا، التقرير، واكتفت بالقول إنها “تناقش مع إيران نتائج أنشطة التحقق الأخيرة للوكالة”.
وعزا الوزير الإيراني انسداد المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة الأميركية إلى “الحسابات الخاطئة” للإدارة الأميركية، مؤكداً أن “القضايا المتبقية يمكن حلها سريعاً وبسهولة إذا توفرت الإرادة وحسن النية، ومن دون وجود شروط مسبقة”.
وفيما أعلن استعداد طهران لاتخاذ “الخطوة الأخيرة” بالمفاوضات النووية، اتهم واشنطن بأنها “تفتقر إلى الإرادة والقدرة على اتخاذ القرار في هذا الشأن”، حسب قوله.
إلى ذلك، وفي ضوء تصاعد التهديدات الإسرائيلية بضرب البرنامج النووي الإيراني، من خلال استهداف منشآته النووية، حذر وزير خارجية إيران إسرائيل من أي هجوم، قائلاً إنه “إذا ما ارتكب هذا الكيان هذا الفعل الأحمق، فسيدفع ثمناً باهظاً لن يكون قادراً على تحمّله”.
كما اقترح أمير عبداللهيان إنشاء معاهدة دولية ذرية جديدة، قائلاً إنه “لأجل الوصول إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية، فإن وجود معاهدة تمنع (إنتاج) المواد الانشطارية المستخدمة في الأسلحة النووية وبقية الأدوات التفجيرية النووية سيكون مفيداً وقيماً”.
ودعا إلى أن تغطي المعاهدة الجديدة “الاحتياطات النووية المنتجة السابقة، وألا تمنع الدول غير النووية من الأنشطة السلمية”.