الصفحة الرئيسية / نظام التفاهةُ عالمٌ جديد

نظام التفاهةُ عالمٌ جديد

قلم: خميس الخزرجي 


اضحى العالم قرية صغيرة يتحكم فيها اناس مجهولون لرسم عالم جديد افتراضي تسودُ فيه التفاهة التي حلت في اولويات مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي حيث على وقع هزات كرشه المنتفخ التركي ياسين جنكيز الذي حصد ملايين المشاهدات وتأتي مروة راتب لتحقق ملايين المشاهدات على وقع هزات اردافها حيث انزلقت العقول وشاهت الثقافات لتتحول  الى ثقافة هجينة مشوهة تحمل افكاراً غريبة تزرع التفاهه في عقول الشباب في سن المراهقة.


وضع الكتب جانباً والتحول الى ثقافة جديدة تحمل افكار جديده ملؤها التفاهة والانحطاط والانحلال لا هدف سامي ولا سؤال استفهامي سوى الصدح والقدح والاستهبال والوقاحة والسفاهة دون مراعاة ادنى معايير للقيم الاجتماعية حيث المحتوى الهابط الذي اسهم في انحرافات دينية وعقائدية لا تمثل واقع المجتمعات العربية والاسلامية التي تربت على قيم ومبادئ سامية لا تمثلها الدياثة  والميوعة حيث وضع العالم الكتب جانباً ليمثل لنا واقع العلم والفكر بهز الارداف وارخاء الشفتين والعُري الذي يجسد المجتمع المُتحضر ليذهب 

اهم  عشرة  اختراعات في تاريخ البشرية الى الجحيم اختراع الكـتـــابـة اختراع الســفــن الســـــاعة إيجاد النقـــود اختراع الصـــفـر اختراع الكـهـربـاء اختراع البـوصـلـة اختراع المصباح،لتسيطر سيادة التفاهة وتحولها الى نظام اجتماعي يحكم العالم عندما يتحول النقاش بين المشاهير الى ازمة قميص واجمل طلة ناهيك عن اجتماع الخبراء والمفكرين والفلاسفة لاختيار اجمل عيون وطلة وخصر منحوت في زمن لم  تعد المعرفة ركناً اساسياً وهدفاً سامياً يسعى العالم والمفكرين لاكتشاف المستقبل والغوص في الاسباب التي جعلت الناس سذجاً ينجذبون دون أدنى تفكير.


هل التفاهة جزءً من كينونة البشر للهروب من ثقل نمط الحياة  الحديثة ام انها سياسة العالم الجديد لجعل الشعوب غارقة في السطحية وانعدام الثقافة الامر الذي يتطلب البحث عن المعالجة السريعة من خلال ايجاد مصل مضاد لنظام التفاهة التي بدأ التهافت عليها دون ادنى شعور لركوب الموجة والسباحة في التيار مع الناس في بحر التفاهة لتحقيق الاحلام  دون العلم في المعرفة التي هجرها الناس ولم يحلمو بها ولو أنك سالت طفلاً عن احلامه لاجابك بصراحة اريدُ سيارة وفتاةً جميلة واموال كثيرة ليس المهم مصدر هذا المال فهو الذي اصبح مقدم على كل القيم التي جاءت مواقع التواصل الاجتماعي لتحقق هذا الحلم التي اتاحت لاي شخص يروج لامور تافهة دون الشعور بتفاهتها مجرد جني الاموال بمجرد زيادة عدد المشاهدات بغض النظر عن مايقدمهُ من محتوى متفوقاً على اي محتوى هادف التي سحقت القيمة العلمية والفكرية والثقافية التي تعلمناها ونشأنا عليها طالما أنها غير مربحة حيث ينفق مالكي تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي ملايين الدولارات على التفاهات التي تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي حيث يحصل المشترك الواحد في تيك تيك لوحدة الى ١٠٠ الف دولار مجرد أنهُ يعمل لتسويق التفاهة والابداع والابتكار فيها حتى وأن مست القيم الانسانية والاجتماعية والثقافية دون ادنى مراعاة لها.

9-02-2023, 16:16
العودة للخلف