بغداد اليوم- متابعة
يفتتح الفنان التشكيلي العراقي محمد سامي (1984) معرضه الجديد بعنوان "النقطة صفر"، في مساء الجمعة، السابع والعشرين من الشهر الجاري، في "مركز كامدن للفنون" بلندن ويتواصل حتى الثامن والعشرين من أيار المقبل، ويضمّ عشر لوحات جديدة بالإضافة إلى أعمال نفّذها خلال السنوات الأربع الماضية.
وكتبت صحيفة (العربي الجديد)، اليوم الإثنين، تقريراً عن معرض الفنان سامي، وتابعته (بغداد اليوم)، وقالت إن "الفنان التشكيلي العراقي محمد سامي يركّز في لوحاته، التي ينفّذها بأحجام كبيرة غالباً، على الدلالات اللغوية مثل الفهرس والكناية والرمز لتقديم قراءة بديلة للماضي والصراع والذاكرة؛ الثيمات الأساسية التي تشغله في رؤيته للامتداد الحضاري لبلاده حتى يومنا هذا"
وأضافت أن "لوحاته الأولى التي ضمّها معرضه الأول، منذ نحو عقدين، نزعت نحو واقعية في تصوير مفردات مثل الحصان وأشكال إنسانية: ذكورية وأنثوية، ضمن إحالتها الأسطورية في حضارات الرافدين، ليتوّجه بعد ذلك التجريد الذي يعتمد خطوطاً توحي بأثر تلك الأشكال التي لم تعد ملامحها واضحة في اللوحة.
ويضيء الفنان المشاعر واللحظات والأمكنة التي تعاود الظهور كلّما تقادمت في الذاكرة، ولكنها تبدو عند استرجاعها غامضة ومقلقة، تتداخل فيها محطّات عديدة عاشها بدءاً من دراسته في بغداد، حيث رسم في تلك الفترة جداريات ذات طابع دعائي تمجّد شعارات السلطة قبل احتلال العراق عام 2003، ثم ذكرياته كلاجئ قدِم إلى السويد سنة 2007، ومقارباته لحياته الشخصية التي تمتزج بالأحداث السياسية والاجتماعية التي وقعت في العراق.
وقال التقرير إن "الفنان سامي يرسم في أعماله تصميمات داخلية لبيوت مهجورة، ومناظر لمدينة خانقة، وصوراً غريبة للأشياء التي تؤثّث حياته اليومية بما في ذلك الكراسي والطاولات والأرائك والملابس، وهناك غياب مُطلق للبشر الذين يُفترض أن يوجدوا داخل هذه الفضاءات، ولكنّ أثرهم حاضر بطريقة أو بأُخرى".
وأضاف أن "الكراسي الفارغة في قاعة البرلمان تتحوّل بإحدى اللوحات إلى مقبرة واسعة، كما تظهر الميداليات المثبّتة على قميص عسكري تخترقه ثقوب الرصاص والزهور في أحد الحقول، بينما يتحوّل ظلّ نبات العنكبوت (من فصيلة الهليون)، إلى وجود مهدّد ومؤذٍ".
وقالت الصحيفة إن "الفنان لا يذهب إلى تصوير الصراع الذي عاشه العراقيون خلال أكثر من أربعة عقود والصدمات التي لا تزال واضحة في حياتهم بشكل مباشر، إنما يجرى نقل إحساس عميق بعدم الارتياح، فهو باقٍ في العمق تشير إليه الملابس والأغطية والسجاد وأشياء أخرى، وكلٌّ من هذه العناصر ذو تأثير خانق ويبعث على الإحساس بالحصار وانسداد الأفق، كما يعمل بديلاً عن الشكل البشري، أو نوعاً من الأطراف الاصطناعية أو الوهمية، التي تبقى لفترة طويلة بعد رحيل أصحابها أو مغادرتهم أمكنتهم".