بغداد اليوم-بغداد
بدأت حكومة محمد شياع السوداني بتدشين ثاني أولوية على أجندة اولويات حكومته، التي بدت وكأنها تذهب بعيدًا عن الاولويات التي كانت الحكومات السابقة تعمل على أساسها.
ومنذ تسنمه المنصب، يردد محمد شياع السوداني في تصريحاته عن "عدم رضاه" على الأولويات التي تعمل وفقها مؤسسات الدولة والمحافظات العراقية وصرف الاموال على مشاريع "ثانوية"، مؤكدًا أن الاوليات دائما بالنسبة لحكومته هي البنى التحتية.
وبالاطلاع على قائمة المشاكل في العراق، يتضح أنها مرتبطة تماما بالبنى التحتية بالضبط، مثل الازدحامات وازمة السكن وارتفاع اسعار العقارات وقلة الخدمات، وهي تفاصيل ومشاكل "مستدامة" في حياة العراقيين، ويتضح انها مرتبطة تماما بمشاكل البنى التحتية.
ودشن السوداني حكومته بانشاء فريق الجهد الخدمي التي تستهدف ايصال الخدمات للمناطق المحرومة، وهي خطوة ستؤدي الى توسيع العاصمة بغداد وفك الاختناق وتوجه المواطنين للسكن في الاطراف والمناطق الجديدة بدلا من التكدس، فيما باشر السوداني بالاولوية الاخرى والمتمثلة بحل مشكلة الازدحام التي تكلف المواطنين والدولة خسائر كبيرة في الوقت والجهد ومصاريف البنزين ايضا وتؤخر التقدم.
تحتوي العاصمة بغداد على اكثر من 3 ملايين عجلة وتسير في شوارع لا تستوعب أكثر من 250 الف سيارة فقط، مايعني ان عدد السيارات في بغداد اكبر من طاقتها التصميمية بـ12 ضعفا.
السوداني ووفق خطته الاولية لفك الازدحام، قام برفع 9 سيطرات رئيسية من العاصمة بغداد حتى الان، فضلا عن 7 سيطرات اخرى قد يتم رفعها بجانب الكرخ، فضلا عن القيام بـ"تفكيك المنطقة الخضراء"، واعادة ربطها بالشوارع والمناطق الاصلية التي تحيطها.
وتقضم المنطقة الخضراء اجزاءً من مناطق اصلية، مثل الحارثية والقادسية وكرادة مريم، وتبلغ مساحة المنطقة 10 كيلومتر مربع "معزولة" عن العاصمة بغداد وتحتجز بداخلها شوارع مختصرة وواسعة تحرم منها العجلات والبغداديين الراغبين بالتنقل بين مناطق العاصمة.
وتم رفع حتى الان سيطرات الجادرية والطابقين والفراشة (بغداد الجديدة) وشقق زيونة فضلا عن سيطرة ابي نؤاس والاقواس وجسر ديالى، هذا فيما يخص جانب الرصافة، اما في الكرخ فقد رفعت سيطرة ام الطبول، والطوبجي (سيطرة المرور)، ومن المؤمل ان يتم رفع 7 سيطرات اخرى في جانب الكرخ.
وتتضمن خطة البرنامج الحكومي للسوداني، فتح اربع انفاق قريبة من مجلس النواب، وفتح باب شارع الزيتون الطريق المؤدي من معرض بغداد الدولي باتجاه المنطقة الخضراء، وفتح باب قيادة عمليات بغداد، فضلا عن الطريق المؤدي من ساحة الاحتفالات باتجاه شارع الزيتون، بالاضافة الى فتح النفق الموازي لشارع الزيتون، بالاضافة الى فتح الطريق الموازي لقصر عدنان الممتد من مطعم علي باريس الى المنطقة الخضراء، بالاضافة الى فتح شارع (سايدين) موازي لسريع محمد القاسم، يبدأ من محطة وقود الكيلاني، وينتهي بالجامعة التكنولوجية".
وبلغت مجمل الشوارع المفتوحة داخل المنطقة الخضراء 20 طريقا بحسب المعلومات، وسيكون فتح الشوارع كمرحلة أولى من 5 فجرا الى 7 مساء (اوقات الزخم) في المنطقة الخضراء كمرحلة تجريبية.
ويرى مختصون ان فتح هذه الشوارع والانفاق والطرق المختصرة ستساعد بشكل كبير في تقليل زخم العجلات في بغداد ومنع الازدحامات حيث ستمتص المنطقة الخضراء وشوارعها جزءا من الزخم المشكل على باقي المناطق والطرق في العاصمة بغداد وتمنح طريقا مختصرا للتنقل بين مناطق العاصمة.
وتعد هذه الاجراءات جزءا بسيطا من خطة تخفيف الزخم المروري، حيث من المؤمل ان يفتتح طريق الدورة يوسفية قريبا وهو ماسيؤدي الى تقليل الزخم على مدخل العاصمة بغداد الجنوبية للعجلات القادمة من المحافظات الجنوبية.
فضلا عن ذلك، تخطط وزارة الاعمار والاسكان الى البدء بتنفيذ مشروع الطريق الحلقي الرابع وهو طريق يحيط بالعاصمة بغداد من جميع الاتجاهات ومن المؤمل ان يقلل الزخم المروري بنسبة 60% في العاصمة بغداد.