بغداد اليوم -متابعة
وصل باص خليجي 25 إلى مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمالي العراق، وهو يحمل أعلام دول الخليج العربي التي ستشارك في بطولة كأس الخليج التي ستنطلق في مدينة البصرة العراقية، يوم الجمعة المقبل. وقد لقي الباص والوفد المرافق له استقبالاً شعبياً.
وباص خليجي 25 مصنوع من الخشب الذي كان العراقيون يستخدمونه في تنقلاتهم خلال القرن الماضي. وكان الباص قد بدأ برحلة تحمل عنوان "المحبة والسلام" من مدينة البصرة إلى مدن ومحافظات العراق، مروراً بدول الخليج في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، دعماً لبطولة كأس الخليج الـ25 لكرة القدم.
ويعد باص خليجي 25 أيقونة للبصرة، فقد استُخدم منذ خمسينيات القرن الماضي في المدينة، وساهم في تزيينه النحات أحمد البحراني، الذي أهدي كأس الخليج ليتم تثبيته في مقدمة الباص. أما المقاعد فقد نُسجت بأيدي فلاحات من مدينة السماوة، وكُتبت عليها كلمات ترحيب، مثل: "خليجنا واحد"، "خليجي 25 بصراوي"، "هلا بضيوف البصرة".
رحلة "باص الخليج" تم الإعداد لها منذ أكثر من سنتين من قبل المخرج السينمائي البصري عصام جعفر، ويقوده السائق جاسم الأسمر، وهو ليس السائق فقط، بل هو آخر صُنّاع هذا الباص الخشبي في العراق، وقد ورث المهنة من والده الذي كان يعمل في صنع الحافلات الخشبية.
هذا النوع من الباصات الذي يسير في البصرة ومدن العراق منذ عشرات السنين لم تتبقَ منه سوى 4 عربات تسير بشكل جيد في البصرة. عمره 65 عاماً، تم إصلاحه وترميمه بجهود فردية كي يصبح صالحاً للعمل مجدداً.
وكان سكان مدينة الموصل بكافة طوائفهم قد استقبلوا الباص والوفد المرافق له على وقع الأغاني التراثية الموصلية، مرتدين الأزياء الفلكلورية.
يقول جاسم الأسمر لـ"العربي الجديد": "طلعنا من البصرة إلى محافظة ذي قار، الاستقبال كان رائعاً، ومن ذي قار إلى بغداد، ثم إلى الأنبار والمحافظات الأخرى"، مشيراً إلى أنّ استقبال محافظة نينوى (مدينة الموصل) كان "جميلاً للغاية، وحتى القوات الأمنية استقبلتنا بشكل جميل والمحافظ وكبار السن، عمران المحافظة حلو وكلنا عائلة واحدة".
وقال الشاب الموصلي بندر العكيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مبادرة باص الخليج رائعة تعمل في تناغم بين جميع المحافظات العراقية من البصرة مروراً بالناصرية وبغداد والأنبار ومن ثم الموصل، كان الاستقبال بالموصل يليق بالبصرة".
جدير بالذكر أنّ "باص الخليج" سيستمر في رحلته داخل المدن العراقية مذكّراً العراقيين بأهميته التاريخية.