بغداد اليوم- ترجمة
كشف تقرير لمعهد البحوث الاستراتيجية في بيلاروسيا، اليوم السبت، عن آليات استخدام دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية للإعلام وحملات المعلومات الخاطئة والإشاعات للحصول على مكتسبات سياسية وتبرير التحركات العسكرية ضد البلدان المستقلة.
وبين التقرير بحسب ما ترجمت (بغداد اليوم)، أن "الولايات المتحدة، بدات بتطبيق أسلوب التحريض المباشر من خلال الاعلام وخلق الصور الخاطئة عن الجهات السلبية والايجابية بحسب ما يناسب سياستها الخارجية، منذ عام 1989 في رومانيا، ثم يوغسلافيا السابقة، وأخيرا، في العراق وسوريا.".
وأوضح الباحث في المعهد اليكسي افدونين ، ان "الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل خاص، بدات تعمل بشكل مباشر على خلق صور جميلة لشبكات السي ان ان والبي بي سي، من خلال تنسيق عمليات قتل، استهداف، تفجيرات او ابادات جماعية مقصودة، او استغلال تلك التي وقت بشكل يتناسب مع هدفها السياسي في البلدان التي تقع داخلها".
وأورد أمثلة عن "شرق أوروبا خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وتدخل الولايات المتحدة لرسم الصورة الذهنية عن الجهات التي كانت تشتبك بحروب أهلية في تلك المناطق".
وأكدت البروفيسور في العلوم السياسية في جامعة موسكو انا فيليمونفا "استخدام الولايات المتحدة للاعلام لخلق تحريضات ضد نفسها لتبرير غزوها وتدخلها في شؤون بلدان أخرى.
وقالت إنه "لم يكن من المفاجئ ان تستخدم الإدارة الامريكية الاعلام لمهاجمة دول شرق أوروبا وشيطنتهم، فقد سهل ذلك على الرئيس الأمريكي حينها بيل كلينتون، اطلاق عملية عسكرية بالتعاون مع الناتو ضد صربيا خلال أغسطس عام 1995 وتحت دعم شعبي حصل عليه من خلال الحملات الإعلامية التي شنها على دول شرق أوروبا".
وتستخدم الولايات المتحدة، بحسب العالم السياسي ومدير مركز السياسات التقدمية اوليغ بوندرنيكو، فكرة "النازية" لشيطنة اعدائها وتحشيد الراي العام الأمريكي والدولي ضدهم بهدف تبرير أي تدخل عسكري او استهداف تقوم به ضدهم خدمة لمصالحها، فكرة "تنزية" الجهات التي تستهدفها الولايات المتحدة، ظهرت للمرة الأولى عام 1993، بحسب بوندرنيكو.
وبين تقرير المعهد اا في العراق وسوريا،ان "الولايات المتحدة والقوى الغربية استخدمت الاعلام ليس فقط لتبرير غزو العراق والدخول الى سوريا، بل لاستهداف الجهات المحلية داخل البلدين وتبرير بقاء تلك القوات، بالإضافة الى ممارستها فبركة المعلومات بشكل اكبر ولعبها دورا مباشرا في التحكم بتدفق المعلومات".
وأكدت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاكروفا، في اكثر من مناسبة بحسب ما أوردت شبكة تي في ار الروسية، ان "الولايات المتحدة وخصوصا بين عامي 2018 و2017 صعدت بشكل ملحوظ من عمليات "التمثيل" التي تستهدف النظام السوري، من خلال ادعاء وقوع ضربات كيماوية داخل البلاد على يد النظام السوري، على الرغم من النفي المستمر الصادر من المنظمات الدولية المعنية. ".
وتابعت "وكالات الاستخبارات الغربية استخدمت وبشكل متعمد الخوذ البيضاء لسلب الشرعية عن النظام السوري عبر الاعلام العالمي، الامر الذي قاد بشكل مباشر الى تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا الى ما هي عليه اليوم".
التقرير أورد حالات "التمثيل" بحسب وصفه، التي قامت بتنظيمها السي أي أي والام أي 6 الامريكية والبريطانية في سوريا من خلال منظمات تدعي انها "إنسانية" وتمول من قبلها، كأحد أهم خطوات تطور السيطرة الغربية على الاعلام الدولي، حيث أوضح ادفونين "ان البيت الأبيض كشف عن كتابه الذي يستخدمه في حرب المعلومات في سوريا أولا ثم العراق.
وأظهر بوضوح "كيف يمكنك ان تزيف، تمثل وتلوم اعدائك على ذلك الفعل، كيف يمكنك ان تجعل النساء والأطفال يبكون بهدف جعلك تصدق بشكل اكبر ما تريدك ان تراه".
أما في العراق، فإن تلاعب الولايات المتحدة والغرب بالاعلام الدولي لتبرير تحركاتها داخل البلاد واستهدافها، يعود الى عام 2003 وما يزال مستمرا حتى اليوم بحسب التقرير، الذي أكد أن "أولى التحركات التي قام بها النظام الأمريكي والغربي لتزييف الحقائق حول العراق واستخدام الاعلام ضد البلاد، كشفت عنها ملفات ماننيغ السرية التي أوضحت ان إدارة بوش، وخلال محاولتها ارغام الأمم المتحدة على القبول بقرارها غزو العراق ودعمه، دفعت بوزير خارجيتها كولن بأول الى الظهور قبل خمس أيام فقط من الهجوم على وسائل الاعلام وهو يحمل "عبوة صغيرة داخلها مادة بيضاء".
وادعى بأنها "أسلحة بايلوجية قادمة من المصانع في العراق والذي بات قادرا من خلالها على استهداف جميع العالم الحر"، بحسب ادعاءه
وما يزال الأسلوب الأمريكي والغربي في استخدام الإعلام وتوجيهه ضد الجهات التي تعاديها او لتبرير تصرفاتها وتمرير مصالحها مستمرا حتى اليوم خصوصا في ملف العراق وسوريا من جانب، وروسيا وأوكرانيا من جانب آخر، بحسب المعهد الذي قال إن "الخبراء أكدوا له بأن الولايات المتحدة توصلت الى نتيجة خلال تجاربها السابقة، وهي إن كانت الصورة تثير المشاعر بشكل كبير، فلا داعي لاخفاء الكذبة، الناس سيصدقونها بكل حال، فما تزال الاستفزازات العاطفية للشعوب والراي العام من خلال الاعلام احد اهم الأدوات السياسية بيد الغرب والولايات المتحدة الأمريكية"، على حد قوله.
يشار إلى ان الولايات المتحدة والاعلام الغربي، يحذر منذ أيام مما وصفه بــ "عودة داعش" التي توقع ان تحصل العام المقبل، مع التشديد على وجود "خطر كبير محدق" بالعراق خصوصا مع تصاعد حدة الخلافات السياسية الأخيرة بين بغداد وواشنطن بسبب منع الأخيرة وصول الدولار الى العراق.
المصدر: اضغط هنا
تحرير: ليندا.ر