بغداد اليوم - بغداد
أعلنت وزارة البيئة العراقية، اليوم الثلاثاء، عن وضع خطط لتوسيع مشاريع زراعة النخيل في البلاد، بهدف تقليل الاحتباس الحراري والتصحر الذي يعاني منه البلد.
وقال المدير العام للدائرة الفنية في الوزارة، عيسى الفياض، في تصريح صحفي تابعته (بغداد اليوم) إن " الوزارة تسعى لتوسيع زراعة النخيل بالطرق الحديثة، حيث تتم زراعة فسائل النخيل التي يصل وزنها إلى ما بين 3 إلى 5 كيلوغرامات"
وأضاف بأن "الوزارة تعمل على فصلها عن الأم وغرسها بالأرض، حتى تبدأ بالتجذر. أما الجزء المقطوع، فسيوضع في السنادين وهي علب بلاستيكية صغيرة بطريقة تفيد تكثير الفسائل وتوسيع مساحات زراعتها".
وأشار إلى أن "الطريقة التقليدية لزراعة النخيل هي غرس الفسيلة بالأرض بعد أن يصل وزنها إلى 15 كيلوغراماً، وهي تحتاج لمدة سنتين حتى تصل إلى هذا الوزن، حيث تقطع من الأم وتتحول إلى الأرض، وبعد ذلك تحتاج الفسيلة حتى تنمو وتبدأ بإنتاج التمور إلى ما بين 4 إلى 5 سنوات"، مؤكداً أن "الطريقة الحديثة تختصر الوقت والكلف المادية".
وأكد الوزير أن "وزارة البيئة لديها خطط لزراعة الأراضي الهشة، التي تعرضت للهجرة من قبل سكانها، وكذلك زراعتها في الأهوار، وتحتاج إلى دعم حكومي"
وأوضح أن "أهم الوسائل الضرورية لإنجاح الزراعة في العراق، وهو رفع مستوى الوعي لدى الفلاحين بكيفية السقي الحديث واستخدام الأسمدة، وهذا يحتاج إلى مرشدين مجانيين في عموم العراق".
وأشار إلى أن "غابات النخيل لها دور مهم في تقليل الاحتباس الحراري، حيث إن زراعة النخيل ستخدم العراق باتفاقية باريس، وقد بدأ العمل فعلياً بتطبيق زراعة النخيل بالطرق الحديثة".
وأوضح أن "الوزارة لديها حالياً مشروعان ناجحان للتمور ذات الأصناف الجيدة، الأول هو مشروع مزرعة فدك الذي تشرف عليه العتبة الحسينية في كربلاء جنوبي العراق، ويضم 30 ألف نخلة على مساحة ألف دونم. أما المشروع الثاني، فهو مزارع نذير للبرحي بمحافظة ديالى، وهي مزارع خاصة مملوكة لمزارعين".
ولفت إلى أن "طريقة السنادين جُرِّبَت في مزارع ديالى، حيث لدينا 5 آلاف نخلة، وبذلك سنحافظ على التمور وكيفية تسويقها ومعالجتها"،
وتابعت (بغداد اليوم) أيضاً تصريح الخبير البيئي، برهان الفتلاوي، الذي أكد أن "الطريقة الحديثة في تكثير فسائل النخيل المجذرة أثبتت نجاحاً واسعاً في السنوات الأخيرة بالعراق".
وأكد أن "الإقبال على زراعة النخيل يعود لأسباب عدة، من أهمها أن النخيل بعدما ينمو وتمر عليه 3 سنوات أو أكثر تكون حاجته للمياه أقل من بقية الأشجار، وهذا يتناسب مع شحّ المياه في البلد".
وأشار إلى أن "التوسع بزراعة النخيل إذا ما استمر وحاز الدعم الحكومي والتشجيع، فسيجري التخفيف كثيراً من نسب التصحر والاحتباس الحراري".
ويذكر ختاما أن العراق يعاني العراق من اتساع مشكلة التصحر الذي بات يهدد 55 بالمائة من مساحة البلد. ومع تأثيرات التغير المناخي، فإن الجفاف الذي يعانيه وضع البلاد أمام أزمة جفاف غير مسبوقة، أدت إلى تقليص المساحات الزراعية إلى النصف، وحرمان محافظات عدة الزراعة بشكل كامل، وفقاً للخطط الزراعية الموسمية التي تصدر بحسب وفرة المياه.