بغداد اليوم - متابعة
تزايدت التوترات في السوق النفطية منذ بدء تطبيق سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي على مبيعات النفط الروسي، في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن روسيا قد تتجه إلى خفض إنتاج النفط ورفض بيعه إلى الدول التي تطبق القرار.
وتراجع كل من خام برنت والخام الأمريكي بنحو 11 في المائة على أساس أسبوعي في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، وهو أسوأ أداء أسبوعي منذ أغسطس الماضي بسبب اتساع مخاوف الركود الاقتصادي رغم اتجاه الصين إلى القيود المتعلقة بجائحة كوفيد - 19.
وقال تقرير "ريج زون" النفطي الدولي، "إن انخفاض السيولة في أسواق النفط أدى إلى تأرجح الأسعار بشكل كبير، فيما أدت توقعات استئناف وشيك لخطوط الأنابيب الرئيسة إلى تخفيف مخاوف الإمداد، أو ذلك بعد أن سجل النفط الخام أكبر خسارة أسبوعية منذ أبريل الماضي".
وأشار إلى أن خام غرب تكساس الوسيط انخفض إلى أدنى مستوى سعري في عام، كما تخلى خام برنت ومعه الخام الأمريكي عن جميع مكاسبهما لهذا العام، وهبطا نحو 11 في المائة في ختام الأسبوع، كما أدى ضعف التداول إلى تفاقم تقلبات الأسعار على خلفية بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أقوى من المتوقع.
ولفت التقرير الذي نشر أمس، إلى أن هناك بعض المخاوف من أن الاضطرابات في خط "كي ستون" الأمريكي الكندي بعد إغلاقه بسبب تسرب نفطي ستؤثر في مخزونات النفط الخام في كوشينج في أوكلاهوما وهو أكبر مركز تخزين في البلاد.
ونوه بأن الموجة الهبوطية تسيطر على السوق، ولا يتم تحفيز المشترين للدخول في صفقات حتى يروا تحسن إشارات الطلب، لافتا إلى أن استمرار التقلبات يأتي على خلفية تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده قد تخفض الإنتاج ردا على فرض مجموعة السبع سقفا على مبيعات سعر نفطها الخام.
وعد التقرير أسعار النفط الخام تتجه إلى تسجيل أول انخفاض فصلي لها منذ منتصف 2019 على خلفية توقعات اقتصادية متدهورة، حيث تقوم البنوك المركزية بتشديد السياسة النقدية، وذلك على الرغم من أن جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية لا تزال ترى أن الولايات المتحدة تتجنب موجة حادة من الركود.
وذكر أن التجار يقومون أيضا بتقييم تداعيات تحديد سقف لأسعار النفط الروسي، ما أدى إلى ازدحام الناقلات في المياه التركية بسبب مشكلات بشأن التأمين، ولا تزال السوق تشير إلى وفرة المعروض على المدى القريب، مع بدء العقوبات على النفط الروسي وتنفيذ سقف السعر وهذا المتغير لم يمنح السوق كثيرا من الثقة من حيث التسعير الأعلى لمخاطر العرض التي تشكلها العقوبات، وعدم وجود حركة سعرية إيجابية في السوق يلفت النظر إلى أن العقوبات الأوروبية ستكون قابلة للتغير.
وأبرز التقرير أن السوق لا تزال مندهشة من التراجع الحاد في الأسعار وهو اتجاه ظل يحدث باستمرار منذ يونيو الماضي، حيث تتسبب الفوائض في الإمدادات ونمو العرضفي تسجيل أسعار النفط أقل خاصة الإنتاج من كل من الولايات المتحدة وغرب إفريقيا وبحر الشمال. وعد التقرير تراجع الأسعار يعزز مخاوف المنتجين من نقص الاستثمار الهيكلي في مشاريع المنبع، ما يوجد أسواقا صاعدة ضيقة.
من جانب آخر، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أن أسعار النفط كانت مترددة في الارتفاع في الأسبوع الماضي على الرغم من المحفزات الصعودية المتعددة، حيث يبدو أن المتداولين غير مستعدين بشكل متزايد للمخاطرة بأرباحهم في سوق لا يمكن التنبؤ بها للغاية.
وعد التقرير ضعف السيولة هو أم كل الشرور الحالية في سوق النفط، ونظريا كانت هناك أسباب كثيرة للارتفاع في الأسبوع الماضي أبرزها تخفيف القيود المفروضة على فيروس كورونا في الصين وتسبب تسرب نفطي أمريكي في وقف شحنات خطوط الأنابيب من كندا، إضافة إلى وجود قائمة انتظار ضخمة من الناقلات، التي لا يمكنها عبور المضيق التركي.
ولفت إلى أنه مع ذلك يبدو أنه لا شيء يمكن أن يعيد أسعار النفط إلى مسار النمو خلال الشهر الجاري بعدما بددت الأسعار كل الأرباح، التي تحققت على مدار 2022 مرجحا أن يبقى خام برنت حول مستوى 75 - 78 دولارا للبرميل لفترة أطول من المتوقع.
ونوه بتأثر السوق النفطية كثيرا بأخبار سيئة قادمة من كندا، حيث تم إيقاف النقل عبر خط أنابيب "كي ستون" الذي يوفر 622 ألف برميل يوميا، حيث يشحن النفط الخام الكندي من ألبرتا إلى الغرب الأوسط الأمريكي وساحل الخليج، لافتا إلى أن التوقف يعود إلى تسرب النفط، ما يضيف اضطرابا إلى سوق النفط العالمية غير المستقرة.
ووصف التقرير عزم الرئيس الروسي خفض إنتاج بلاده بأنه إجراء يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، ما يؤدي إلى زيادة عائدات روسيا حتى لو تراجعت مبيعاتها، لافتا إلى أن روسيا لا تزال تبيع أنواعا خاصة من نفطها للمشترين في آسيا بأكثر من 60 دولارا، نظرا لأن طرق الشحن المستخدمة لا تتبع الدول الموقعة على الحد الأقصى للسعر، وهو ما يشير إلى أنه على الأقل في الوقت الحالي وجدت روسيا طريقة لشحن إنتاجها النفطي على الرغم من سقف السعر.
من ناحية أخرى، استقرت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الأول، على الرغم من أن كلا الخامين القياسيين تكبدا خسارة أسبوعية، وسط مخاوف من ضعف الآفاق الاقتصادية عالميا، ما قد يؤثر في الطلب على النفط.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 76.20 دولار للبرميل بارتفاع خمسة سنتات، بينما سجل خام برنت أدنى مستوى له في 2022 هذا الأسبوع. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 42 سنتا، إلى 71.88 دولار للبرميل، وفقا لـ"رويترز".
وحقق الخامان خسائر أسبوعية بنحو 10 في المائة لكل منهما، وهو أسوأ انخفاض أسبوعي لهما بالنسبة المئوية منذ أغسطس وأبريل على الترتيب.
هذا وكشفت بيانات شركة "بيكر هيوز" الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر عن تراجع عدد منصات التنقيب عن النفط في أمريكا بنحو اثنتين إلى 625 في الأسبوع الجاري، مقارنة بتوقعات زيادتها بنحو منصتين.