بغداد اليوم - بغداد
كشفت النائب عالية نصيف، اليوم الجمعة، عن وجود إرادات داخلية وخارجية تقف في طريق إبرام الاتفاقية العراقية الصينية، مشيرة الى أن العراق هو الخاسر بسبب عدم إبرامها في حين تتسابق بعض الدول العربية كالسعودية للتعاقد مع الصين متحديةً الضغوط الأمريكية.
وقالت نصيف في بيان تلقته (بغداد اليوم)، إن "القمة السعودية الصينية أثمرت عن توقيع 35 اتفاقية مشتركة تتضمن استثمارات ضخمة في كافة المجالات، بينما ماتزال الاتفاقية العراقية معطلة منذ عدة سنوات بسبب الإرادات الداخلية المتمثلة بالفاسدين وأعداء العراق، والإرادات الخارجية المتمثلة بالجانب الأمريكي الذي يريد جعل العراق غارقاً في الفساد والفشل ".
واضافت، أن "أية حكومة تحكم العراق يجب أن تختار أحد الطريقين: أما تغليب مصلحة الشعب العراقي وإبرام الاتفاقيات التي تسهم في إعمار البلد، أو الرضوخ لتلك الإرادات التي لا تريد الخير للعراق"، موضحة أن "الوقت ليس بصالحنا وهناك دول تخلصت من الهيمنة الاقتصادية الامريكية وتوجهت الى الصين لعلمها بأن الخارطة الاقتصادية للعالم ستشهد تغيرات كبيرة خلال السنوات القليلة القادمة".
ويشارك رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في القمة العربية الصينية التي تحتضنها السعودية اليوم الجمعة ويحضرها الرئيس الصيني شي جين بينغ بمشاركة 30 دولة ومنظمة دولية؛ لمناقشة وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين بغداد وبكين للفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول للعام الجاري 38.82 مليار دولار، بزيادة قدرها 44.3% على أساس سنوي مقارنة بالعام السابق.
وحسب احصائيات صادرة عن السفارة الصينية ببغداد، فإن الصين استوردت من العراق خلال الفترة المذكورة 39.84 مليون طن من النفط الخام بقيمة 28.62 مليار دولار.
وقع الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، امس الخميس، والرئيس الصيني، شي جين بينغ، اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين المملكة والصين، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وكانت الوكالة كشفت في وقت سابق أن الرئيس الصيني وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وقعا أيضا اتفاقية للتنسيق بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق في بكين، ضمن اتفاقيات أخرى أبرزها: مذكرة تفاهم في مجال الطاقة الهيدروجينية، واتفاقية التعاون والمساعدة القضائية في المسائل المدنية والتجارية والأحوال الشخصية.
وبعد ساعات من وصوله، الأربعاء الماضي، أعلنت وسائل الإعلام الحكومية السعودية عن 34 اتفاقية استثمار في قطاعات تشمل الهيدروجين الأخضر وتكنولوجيا المعلومات والنقل والبناء.
وستشهد الزيارة توقيع اتفاقيات بنحو 29,3 مليار دولار في عدة مجالات، في وقت تسعى الصين إلى تعزيز اقتصادها المتضرر من فيروس كورونا، بينما يسعى السعوديون، حلفاء الولايات المتحدة التاريخيون، إلى تنويع تحالفاتهم الاقتصادية والسياسية.
ولم تقدّم وكالة الأنباء السعودية الرسمية تفاصيل عن جميع تلك الاتفاقيات، لكنها قالت إن إجمالي التجارة بين البلدين بلغ 304 مليارات ريال سعودي (80 مليار دولار) في عام 2021 و103 مليارات ريال سعودي (27 مليار دولار) في الربع الثالث من عام 2022.
ويرى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أن الصين شريك مهم في "رؤية 2030" الاقتصادية الاصلاحية، حيث يسعى إلى إشراك الشركات الصينية في مشاريع عملاقة طموحة تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وفق وكالة فرانس برس.
وتشمل هذه المشاريع مدينة نيوم المستقبلية التي تبلغ قيمة الاستثمارات فيها 500 مليار دولار وستعتمد بشكل كبير على تقنية التعرف على الوجه والمراقبة.
وقال وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، إن زيارة شي ستسهم في رفع وتيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وفق ما نقلته فرانس برس.