بغداد اليوم - ترجمة
كشفت صحيفة "نيكاي اسيا اليابانية" الاقتصادية، اليوم الخميس، عن أهداف القمة العربية الصينية، معتبرةً انطلاقها توسعة لنفوذها في الشرق الأوسط والعراق بشكل خاص لتحدي نفوذ الولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته (بغداد اليوم)، أن "الصين وعبر العقود الماضية حرصت على ان تبقى بعيدة عن المشاكل السياسية والصراعات المحلية في الشرق الأوسط بشكل عام، وبضمنها الملف النووي الإيراني، التواجد الأمريكي في العراق والروسي في سوريا، بالإضافة الى التحركات التركية في المنطقة".
وأضافت أن "تلك المنهجية انتهت الان، نحن نرى وبوضوح تحرك صيني واضح من بكين نحو بناء تورطها في الشرق الأوسط بشكل أكبر من أي وقت مضى معتمدة على الاستثمارات الاقتصادية التي نجحت بتمريرها في المنطقة"، مشيرةً الى "العراق وتعاملاتها الاقتصادية مع الصين بالإضافة الى التقارب السعودي الأخير كأحد امثلتها".
وتابعت أن "الجهود التي تمكنت الصين عبرها من الحصول على عقود إعادة الاعمار في العراق وبناء العاصمة الجديدة في مصر بالإضافة الى محطة المترو في مدينة جدة السعودية، ساهمت وبشكل فاعل في نقل الصين من مرحلة الى أخرى جديدة، تكون فيها بكين شريكة اقتصادية لست دول عربية، أهمها العراق والسعودية والامارات".
وأوضحت الصحيفة أن "الأهداف الصينية لم يكن من الممكن ان تتحقق خصوصا في العراق لولا الانشغال الأمريكي وما قاد اليه من فشل في المنطقة"، متحدثة عن "تورط الولايات المتحدة في الصراع الأوروبي بين أوكرانيا وروسيا، واهمالها لالتزاماتها مع حلفائها الخليجيين ومراعاة استمرار نفوذها في العراق، الذي قاد الى فتح البوابة امام رومانسية صينية عربية لم تكن على الحسبان"، على حد تعبيرها.
وبحسب تحليل الصحيفة أن "الصين لا تهدف فقط الى توسعة نفوذها الاقتصادي وتحسين علاقاتها مع اهم الدول المصدرة للطاقة في العالم مثل العراق والسعودية، انما تحاول الحصول على دعم الدول العربية دبلوماسيا في داخل مجلس الامن الدولي والأمم المتحدة، امر من الممكن تحقيقه بالنظر الى ان العرب يرون في تقارب العلاقات مع الصين امرا مغريا، خصوصا وان النظام الصيني على عكس الأمريكي والاوروبي، لا يتهم او يحاول التدخل بالقضايا المحلية وحقوق الانسان في الدول التي يتعامل معها"، بحسب قولها.
هدف اخر أوضحته الصحيفة تضمن حصول الصين على طرق تجارية مباشرة الى الشمال الافريقي وقارة أوروبا من خلال العراق والسعودية، امر باتت تحرص على تحقيقه من خلال القمة العربية الصينية التي من المؤمل ان تعقد خلال الأيام القليلة المقبلة.
اما على صعيد دول الخليج والعراق، فقد اكدت الصحيفة ان "الصين باتت توفر ضمانا كبديل عن القوات الامريكية التي يتزايد اهمالها للشرق الأوسط مع توجهها نحو منافسة الصين في مناطق الهند والمحيط الهادي"، في إشارة الى هونغ كونغ، متابعة "دول الخليج خصوصا باتت تشعر بان الولايات المتحدة تنسحب وبشكل تدريجي من الشرق الأوسط، الامر الذي يضعها امام الخطر الإيراني مع قوتها العسكرية الضئيلة، التعاون مع الصين يوفر حليفا يعتمد عليه يقلل من الاتكال الكامل على القوات الامريكية، خصوصا وان الصين تملك نفوذا على طهران من خلال اعتماد الأخيرة عليها للحصول على الدعم بمواجهة العقوبات المفروضة عليها".
واختتمت الصحيفة تقريرها "بالتأكيد على ان الأهداف الصينية التي ستحاول تحقيقها خلال القمة العربية الصينية، ستهدد موقف الولايات المتحدة بشكل او باخر، لكنها ستكون فرصة غير مسبوقة للدول العربية وخصوصا العراق والخليج، للعب الطرفين لحساب مصلحتهم الخاصة، امر لم تحظى به تلك الدول منذ نهاية الحرب الباردة في أوروبا، وحتى اليوم"، على حد تعبيرها.