بغداد اليوم - ترجمة
شهدت العلاقات الأمريكية الأوروبية تدهورا جديدا عقب إصدار الولايات المتحدة قرارين مؤثرين على الاقتصاد الأوروبي خلال الأيام القليلة الماضية، أحدهما إعلان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تمرير قانوني "الرقائق الذكية ومكافحة التضخم"، على حساب دول أوروبا.
الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كان أول من سجل الانتقاد الشديد للقرارات الامريكية من خلال تصريحاته التي اتهم خلالها الولايات المتحدة بانها "تسعى لتفكيك الغرب من خلال خلق التباين بين أوروبا والولايات المتحدة"، في إشارة الى القرار الذي سيؤدي الى تحسين أوضاع الدولار في الولايات المتحدة فيما يؤدي الى تقليل قيمته في أوروبا وباقي دول العالم.
الآثار الاقتصادية الكبيرة على أوروبا عبرت عنها وكالة شينخوا الصينية من خلال تقرير نشرته اليوم الجمعة وترجمته (بغداد اليوم)، مؤكدة ان "القرار الأمريكي الذي سيرفع من نسب صناعة الرقاقات الذكية داخل الولايات المتحدة سيؤدي الى احتكار تقني يضعف السوق الأوروبي، بالإضافة الى قرار مكافحة تضخم الدولار داخل الولايات المتحدة، والذي ستدفع ثمنه أوروبا من خلال فرق العملة على اقتصاداتها المتاثرة سلبا في الأساس بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الطاقة الحالية"، على حد تعبيرها.
تصاعد حدة الخلافات الأوروبية والأمريكية وتحديدا مع فرنسا، دفعت بوزير الخارجية الصينية زاو ليان الى اصدار تصريح رسمي عن حكومة بكين، وصف خلاله الأفعال الامريكية بانها "ضرب لحلفائها في أوروبا اقتصاديا من خلال تحسين اقتصادها الداخلي على حساب اقتصادات دول أوروبا".
ليان أعلن أيضا "ان الولايات المتحدة باتت تجبر دول أوروبا على دفع ثمن الازمة التي تسببت بها وقادت الى الحرب الأوكرانية الروسية"، مؤكدا "التشريعات الأخيرة التي أصدرها البيت الأبيض مصممة لتحسين المصالح الامريكية دون أدنى اعتبار لمصالح البلدان الأخرى، وحتى من تسميهم حلفائها وشركائها"، على حد قوله.
الوكالة أكدت ان "العديد من القادة الأوروبيين اعلنوا عن امتعاضهم من القرار الأمريكي الذي قالوا انه سيؤدي الى جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال من أوروبا الى الولايات المتحدة، مشيرين الى القرار الأمريكي بالحفاظ على قيمة الدولار داخليا فيما تتركه ينهار خارجيا على انه استخدام واشنطن لعملتها لضرب حلفائها، امر يجب ان لا تقوم به".
وزير الخارجية الصينية انهى تصريحاته بهجوم على الولايات المتحدة معلنا "فيما تنزف أوروبا بسبب تضخم الدولار وأسعار الطاقة التي وصلت الى مستويات غير مسبوقة، باتت الولايات المتحدة تتربح من الازمة الأوروبية وترفع من اقتصادها".
يشار الى ان وسائل الاعلام الأوروبية شنت ومنذ امس هجوما على الإدارة الامريكية بسبب القرارات التي قالت انها "تستهدف اضعاف أوروبا بمقابل تحسين الاقتصاد الأمريكي"، الأمر الذي قاد الى موجة انتقادات أخرى من القادة الاوربيين.