الصفحة الرئيسية / تجار النفط في أوروبا وأمريكا يستعدون لشتاء صعب

تجار النفط في أوروبا وأمريكا يستعدون لشتاء صعب

بغداد اليوم- متابعة

ذكر تقرير "ريج زون" الدولي أن أسعار النفط الخام سجلت أكبر مكاسب أسبوعية منذ أوائل آذار (مارس)، حيث عوضت التوقعات السلبية المتزايدة عن الإمدادات مخاوف الاقتصاد الكلي المزعجة.
وأشار التقرير الذي صدر أمس، إلى استقرار العقود الآجلة للخام الأمريكي بعد ارتفاعها بأكثر من 16 في المائة خلال الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن مشكلة الإمدادات جاءت قبل أن يعلن تحالف "أوبك+" خفض الإنتاج، وأدت إلى تسريع ارتفاع النفط رغم انهيار الأسهم وارتفاع الدولار وتقرير الوظائف الأمريكي الذي أعاد إشعال المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة.
وسجلت أسعار النفط الخام مكاسب أسبوعية كبيرة حيث ربح خام برنت 15 في المائة بينما ربح الخام الأمريكي 16.5 في المائة وذلك في أعقاب اجتماع تاريخي لوزراء الطاقة في تحالف "أوبك" والمستقلين "أوبك +" الذي انتهى إلى خفض الإنتاج في نوفمبر المقبل بنحو مليوني برميل يوميا استجابة لمخاوف التباطؤ في الاقتصاد العالمي.
ولفت التقرير إلى أن ارتفاع أسعار النفط هذا الأسبوع يمثل انعكاسا كبيرا عن مسار التعاملات في الأسبوع الماضي الذي جعل النفط يسجل أسوأ ربع له منذ 2020، لا سيما أن التخفيضات التي أجرتها "أوبك+" تتزامن مع العقوبات الأوروبية الوشيكة على الخام الروسي والعودة المحتملة للطلب الصيني في نهاية العام حيث كررت روسيا هذا الأسبوع أيضا أنها لن تبيع النفط للدول التي تتبنى سقفا تقوده الولايات المتحدة وهو ما زاد من حالة عدم اليقين بشأن الإمدادات.
ونبه التقرير إلى استعداد تجار النفط لشتاء صعب وسط ندرة في الوقود، حيث إن الأسعار في أوروبا والولايات المتحدة آخذة في الارتفاع المطرد، مشيرا إلى ارتفاع أسعار النفط الخام لأربعة أيام متتالية في الأسبوع الماضي في وقت كانت فيه الأنظار كلها على اجتماع "أوبك+".
وأضاف التقرير أن في الأشهر القليلة الماضية تراجعت أسعار النفط بسبب مخاوف من ركود عالمي محتمل من شأنه أن يضر بالطلب، إضافة إلى ذلك فإن قرارات رفع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد عززت الدولار، ما تسبب في تراجع المستثمرين الأجانب.
وأشار إلى أن الخفض الواسع لإنتاج "أوبك+" هو الأكبر الذي يقوم به التحالف منذ تدمير الطلب الناجم عن الوباء وقد أظهر تقرير المخزون الأسبوعي الرئيس انخفاضات شاملة، ما أضاف مزيدا من الدعم إلى الارتفاع، وأصبح من الواضح أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يأخذ قسطا من الراحة في رفع أسعار الفائدة بينما يستمر الدولار في قوته، لكنه لم يكبح أسعار النفط في الأسبوع الماضي.
ونوه التقرير إلى أن الزيادة التي اقتربت من ثمانية دولارات للبرميل في أسعار خام غرب تكساس الوسيط في الأسبوع الماضي لعقود نوفمبر الآجلة لم تكن مفاجئة إلى حد ما، لافتا إلى أن أسعار النفط الخام قد ارتفعت "بعيدة جدا وسريعة جدا" في الأسبوع الماضي وقد نشهد بعض عمليات بيع لجني الأرباح الأسبوع المقبل.
من جانبه، ذكر تقرير وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية أن صادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحرا تراجعت إلى أدنى مستوى لها في 12 شهرا مع بدء إعلان خطط حظر الاتحاد الأوروبي وسقوف الأسعار.
وأشار إلى أن تركيا أصبحت ثالث أكبر مشتر للنفط الخام لروسيا بينما انخفضت الصادرات الروسية إلى أوروبا إلى أقل من مليون برميل يوميا فيما تسببت عقوبات الاتحاد الأوروبي وفرض مجموعة السبع لسقف أسعار في إعادة توجيه مزيد من تدفقات النفط الروسي شرقا، مشيرا إلى أن الطلب العالمي على النفط لا يزال يتعافى من عمليات الإغلاق الوبائي وفقا لبيانات ستاندرد آند بورز العالمية حيث انخفضت التدفقات الروسية إلى هولندا -موطن أكبر مركز للتكرير في أوروبا- بأكثر من النصف في الشهر الماضي إلى 165 ألف برميل يوميا.
ولفت التقرير إلى تجنب المشترين الأوروبيين صفقات شراء النفط الروسي وذلك قبل عقوبات الاتحاد الأوروبي على واردات الخام والمنتجات الروسية التي من المقرر أن تبدأ في 5 ديسمبر و5 فبراير 2023 على التوالي، كما أن انخفاض شحنات الخام الروسية المتجهة إلى أوروبا الآن إلى أقل من مليون برميل في اليوم للمرة الأولى منذ يوليو 2020 بانخفاض عن مستويات ما قبل الحرب البالغة 1.5 مليون برميل في اليوم.
وتظهر البيانات بحسب التقرير أن الصين والهند تواصلان الهيمنة على قائمة مستوردي النفط الخام الروسي حيث اشترتا 60 في المائة من الصادرات الروسية في الشهر الماضي ارتفاعا من 54 في المائة في أغسطس وانخفضت التدفقات إلى الصين بمقدار 76 ألف برميل في اليوم على مدار الشهر لكن الواردات الهندية ارتفعت بمقدار 60 ألف برميل في اليوم إلى متوسط 1.77 مليون برميل في اليوم.
وتوقع التقرير أن تزداد تدفقات الخام الروسي إلى آسيا بنهاية العام إذا بدأ سريان سقف تقوده الولايات المتحدة لأسعار النفط الروسي فيما تحتاج موسكو إلى إعادة توجيه 2.5 مليون برميل يوميا من صادرات النفط الخام والمنتجات التي يتم تصديرها حاليا إلى أوروبا.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات الجمعة للجلسة الخامسة على التوالي كما سجلت مكاسب أسبوعية كبيرة، إذ ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنحو 4.7 في المائة، إلى 92.64 دولار للبرميل وهو أعلى سعر تسوية منذ جلسة الـ29 من أغسطس، كما سجل مكاسب أسبوعية بنحو 16.5 في المائة.
فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 3.7 في المائة، عند 97.92 دولار للبرميل، وهو أعلى سعر تسوية منذ جلسة الـ30 من أغسطس، كما سجل الخام مكاسب أسبوعية بنسبة 15 في المائة. من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 3 هذا الأسبوع حيث انخفض إجمالي عدد الحفارات إلى 762 هذا الأسبوع بزيادة 229 منصة على عدد الحفارات هذه المرة في 2021.

9-10-2022, 09:05
العودة للخلف