بغداد اليوم-متابعة
يشهد عالمنا حالياً تطوراً كبيراً في كل المجالات، لكن هناك العديد من القبائل لا تزال تعيش في حقب العصور ما قبل التاريخ تعيش في مختلف قارات الكرة الأرضية.
كل واحدة من هذه القبائل تميزها ثقافات ومعتقدات غريبة، فمنها من يعاني من طفرة جينية وآخرون يحنطون زعماءهم، أما أكثرهم غرابةً ووحشية فهم آكلو لحوم البشر، من خلال هذا التقرير سنسلط الضوء على أغرب القبائل خلال القرن العشرين.
1- الطفرة الجينية لقبيلة أرجل النعامة
شعب الفادوما "Vadoma" أو "قبيلة النعامة" هي إحدى القبائل الإفريقية ذات العادات الغريبة التي لا مثيل لها في باقي بقاع العالم، تعيش هذه القبيلة شمال زيمبابوي وخاصة على ضفاف نهر "زامبيزي".
تتميز القبيلة بحالة وراثية نادرة تسمى علمياً بـ "انعدام الأصابع"؛ حيث تغيب الأصابع الوسطى الثلاث، فيما تنحني الأصابع الخارجية للداخل لتشبه إلى حد كبير أرجل النعامة.
عوامل وراثية
يكمن السبب وراء ظهور هذه الحالة الوراثية الغريبة أن قانون القبيلة يحرم الزواج من خارجها؛ حيث يكون الزواج بين الأقارب في القبيلة فقط، كما ما زالت هذه القاعدة سارية المفعول إلى يومنا الحالي.
يعيش هذا الشعب حياته بشكل طبيعي للغاية ولا تمثل تلك الحالة النادرة مشكلة صحية لديهم، كما لا تعوق حركتهم بل على العكس ساعدتهم أشكال أقدامهم في تسلق الأشجار، لكن هذه الحالة تجعلهم غير قادرين على الركض طويلاً، أو استخدام النعال والأحذية.
مقدسات شعب الفادوما
حسب الأساطير في هذه القبيلة فأصولهم تعود إلى شجرة "الباوباب" والتي تعرف أيضاً بشجرة خبز القرود؛ حيث تعتبر ثمارها محبوبة عند هذه الحيوانات، يعود تاريخ تواجد هذه الأشجار إلى 50 ألف سنة، يستخدمها شعب الفادوما لتأمين الطعام والشراب فهي تحفظ الماء خلال موسم الجفاف؛ لأنها تمتص مياه الأمطار خلال موسم الأمطار؛ إذ يقوم هذا الشعب بعصر فاكهتها واستخراج المياه من جذوعها خلال موسم الجفاف.
2- القبائل المستوطنة للبحار بسواحل آسيا
تعرف إندونيسيا بوفرة الموارد المائية، وذلك لكونها دولة أرخبيلية "مكونة من مجموعة من الجزر"؛ ما دفع بعض القبائل للاستيطان فوق هذه المساحة المائية، من بينهم قبيلة الباجاو أو غجر البحر كما يطلق عليهم سكان المدن المجاورة.
تقطن قبيلة الباجاو في شرق إندونيسيا رغم أن أصولهم تنحدر من جزر سولو بالفلبين، إلا أن طبيعتهم الترحالية جعلتهم يعيشون بداخل قوارب صغيرة قرابة سواحل إندونيسيا.
يبرع غجر البحر في صيد الأسماك الذي يعتبر مصدر رزقهم؛ حيث يبيعونه في السواحل القريبة من مكان إقامتهم.
يتبع 95% من شعب الباجاو الدين الإسلامي وتعاليمه، إلا أنهم ما زالوا يحتفظون ببعض المعتقدات الروحانية التي يختص بها بعضهم، وهي عبارة عن تراتيل خاصة يقومون بها من أجل الحفاظ على سلامة المجموعة.
حياة بدو الباجاو جعلت اهتمامهم بتعليم الأجيال الجديدة تندثر مع مرور الوقت، لذلك فهم عبارة عن شعب أمي، لا يقرأ ولا يكتب، كما أنهم لا يعرفون أعمارهم الحقيقية، ولا هويتهم، حيث لا يعترف بهم كمواطنين تابعين لأي دولة نظراً لتنقلهم المستمر بين إندونيسيا وماليزيا والفلبين.
الطفرة الجينية لشعب الباجاو
رغم تغذيتهم على الأسماك، لا يزال شعب الباجاو يستخدم طرقاً بدائية في الصيد؛ حيث باستطاعتهم الغوص لمسافة تقارب سبعين متراً تحت سطح البحر في نفس واحد تصل مدته في بعض الأحيان إلى 15 دقيقة.
هذه القدرة جعلت العديد من العلماء يقومون بأبحاث حول الموضوع، من بينهم الدكتورة الدنماركية "ميليسا ياردو"؛ حيث أكدت أن شعب الباجاو يملك طحالاً أكبر بـ50% بالمقارنة مع الإنسان العادي، وبرجع السبب في هذه الطفرة التعلم المبكر للغوص الحر؛ ما يؤدي إلى كبر حجم الطحال الذي بدوره يزود الدم بالأوكسجين؛ ما يمكنهم من المكوث لمدة أطول تحت الماء.
3- النساء بدون أصابع!
في عزلة تامة عن العالم وصخبه، وضعت قبيلة داني في إندونيسيا لنفسها دستوراً وقوانين خاصة، حيث تمسكت بعاداتها وتقاليدها المتوارثة عبر الأجيال والتي تثير الدهشة والغرابة في عالمنا الحالي، ففي عمق معتقدات هذه القبيلة تظل كل تعابير الاندهاش قليلة بداية بتقطيع أصابعهم تعبيراً عن الحزن، وصولاً إلى تحنيط محاربيهم القدامى.
تم اكتشاف هذه القبيلة بالصدفة من قِبَل رجل الأعمال الأمريكي "ريتشارد أرشبولد" سنة 1938، لتصبح هذه القبيلة منذ ذلك الوقت فريدة من نوعها بحكم تمسكهم القوي بعاداتهم وتقاليدهم البدائية.
ففي قبيلة الداني بوسط إندونيسيا نساء يقدمن على قطع أصابعهن تعبيراً منهن عن الحزن والألم عند وفاة أحد أقاربهم، هذا الطقس قد يؤدي إلى بتر أكثر من إصبع، حيث يقومون بربطها في حبل رفيع حتى يتم تخدير الإصبع ومن ثم قطع الجزء العلوي منه وكيّ بقية الإصبع.
تحنيط محاربيهم بالتدخين
لشعوب الداني عادات وتقاليد مختلفة؛ حيث يقومون بتحنيط محاربيهم أو زعمائهم، إذ يقومون بدهن جثثهم بشحوم الحيوانات ومن ثم تدخينهم بواسطة وضعهم فوق دخان يكونون قد جهزوه خصيصاً لهذه الطقوس.
يحتفظ شعب الداني بثماني جثث محنطة تعود إحداها إلى 370 سنة، كما لا يسمح لأي أحد برؤيتها أو لمسها، فحسب معتقداتهم لهذه المومياوات قدسية خاصة، لم تسمح قبيلة الداني لأحد بالكشف عن جميع الجثث المحنطة عندها، بل اكتفت بالكشف عن اثنين فقط.
نظام لباس محدود
حسب مقال نُشر عبر صحيفة " ديلي ميل " البريطانية لشعب الداني عادات غريبة أخرى غير التحنيط وقطع الأصابع، فرجال القبيلة يرتدون قطعاً غير عادية في الملابس تسمى "كوتيكا" ولا يسمح بلبس أشياء أخرى.
أما النساء فيرتدين تنانير مصنوعة من الألياف الساحلية المنسوجة والمزينة بالأكياس والقش، فحسب هذا الشعب لا يمكن تغيير نظام اللباس الذي يميزهم عن القبائل الأخرى.
معارك وهمية
إلى جانب كل هذا وذاك من العادات الغريبة، عادة أخرى تنضاف لما سبق حيث تنظم القبيلة في شهر أغسطس/آب من كل عام، معارك وهمية مع القبائل المجاورة؛ حيث تحضر كل القبائل "داني ويالي ولاني" أفضل المحاربين لخوض المعركة الوهمية وإظهار ثقافتهم الغنية، وذلك بغية الاحتفال بالخصوبة فضلاً عن دعم التقاليد القديمة.
ويأتي من ضمن هذه التقاليد حفل طبخ الخنزير، حيث يؤدي أفراد القبيلة رقصة المحارب، ويشعلون النار باحتكاك الخشب، فيما يتم ذبح الخنازير بسكاكين من شظايا الخيزران قبل طهيها مع الخضار.
4- لطرد الأرواح الشريرة يأكلون لحوم الموتى
يعرف عالمنا العديد من القبائل التي لا تزال تعيش في فترة ما قبل التاريخ من بينها قبيلة الكورواي الواقعة بغابات بابوا غينيا الجديدة بإندونيسيا، هذه القبيلة لا تزال تتبع تقاليد وعادات أسلافهم إلى يومنا الحالي، كما أنهم لم يدركوا أن هناك حياة بشرية فوق سطح الكرة الأرضية إلا بعد اكتشافهم بمحض الصدفة من قِبَل مجموعة من العلماء للمنطقة خلال السبعينيات من القرن الماضي؛ إذ يعتقد في هذه القبيلة أن الغرباء يجلبون الأرواح الشريرة، ما دفعهم إلى اعتزال العالم طوال تلك السنين.
طقوس وعبارات لطرد الشيطان
تتميز قبيلة الكورواي بعادات غريبة فهي من القبائل التي ظلت إلى حدود يومنا الحالي تأكل لحوم البشر، فحسب موقع The culture trip يذكر أن سبب أكل شعب الكورواي لموتاها هو طرد الأرواح الشريرة التي تسكنها بعد موتها.
كما يلعب السحر دوراً مهماً في حياة أفراد هذه القبيلة، فبالرغم من اتباع البعض منهم الديانة المسيحية، إلا أن الكثير لا يزال متشبثاً بتقاليد أجدادهم وأسلافهم، حيث يتبعون طقوساً وعبارات سحرية يعتقدون أنهم يطردون بها الشيطان الذي يمكن أن يتجسد بداخل الطفل حديث الولادة.
زواج مبكر والملابس ممنوعة
لا ترتدي قبيلة الكورواي ملابس إطلاقاً سواء كانوا رجالاً أو نساء، كما أنهم يعيشون في بيوت مبنية على علو 140 قدماً، يتم وضع هذه البيوت الشجرية على ركائز متينة، تم تصميمها لحماية أنفسهم من خطر محتمل.
تتزوج النساء في هذه القبيلة فور بلوغهن، فيما يتزوج الرجال ما بعد سن العشرين، كما قد يصل عدد زوجات بعض الرجال إلى أكثر من خمس نساء.
5- صائدو الأسود ساكنو غابات كينيا
تعيش قبيلة الماساي بالقرب من بحيرة توركانا التي تعد ضمن الامتداد الجغرافي الطبيعي للبحر الأحمر، والذي يمتد شمال كينيا وجزءاً من تنزانيا، فبالرغم من أن عدداً كبيراً من القبائل في غينيا انتقلوا للعيش في المدن، إلا أن هذه القبيلة ظلت متشبثة بمعتقداتها القديمة.
من عادات هذه القبيلة أن الشاب يرغم على العيش في الغابات ليتعلم كيف يحارب الأسود والحيوانات المفترسة، حتى لقبوا عند بعض المدن الغينية بصائدي الأسود، أما بخصوص تقاليدهم في الزواج، فبإمكان الرجل في شعب الماساي أن يتزوج بعدد كبير من النساء وصل أعلاها إلى قرابة الـ70 امرأة.
الدفن يضر بالتربة
لا تدفن قبيلة الماساي موتاها، فحسب المعتقدات السارية في القبيلة، فإن الموت هو الاختفاء الأبدي للإنسان، كما أنهم يقولون إن الدفن مضر بالتربة، لهذا يقدم شعب الماساي على دهن موتاهم بالدم، ومن ثم تركه في الغابة؛ لكي تنهشه الحيوانات المفترسة.