بغداد اليوم-متابعة
في الكهوف المحيطة ببحيرة إياسي، في الوادي المتصدع الكبير في تنزانيا، تعيش قبيلة هادزا الإفريقية، في ظروف أقل ما يقال عنها أنها بدائية، إذ إنّ عُمر هذه القبيلة يعود إلى 10 آلاف سنة بحسب تقريرٍ لصحيفة the sun البريطانية.
تعتمد قبيلة هادزا أساساً، على الصيد وجمع الثمار البرية لتوفير غذائها، وتستعمل من أجل ذلك أدوات بدائية مثل الأقواس والسهام، كما أنها تعيش في خيام من أغصان الأشجار، وفي قبيلة هادزا المرأة والرجل سيّان.
وتحاول حالياً قبيلة هادزا، مقاومة التحولات التي تُفرض عليها من محيطها الخارجي، إذ تحاول الحكومة التنزانية إجبارها على التمدن رغم بقاء 1300 فرد منها فقط.
يعتمدون نظاماً غدائياً معقداً ويحبون اصطياد القردة
تعتمد قبيلة هادزا على الصيد وجمع الثمار من أجل تأمين لقمة العيش، فأفراد قبيلة هادزا ليس لديهم حيوانات مدجنة، ولا يزرعون أو يخزنون طعامهم، وإنما يكتفون بصيد طعامهم بالأقواس والسهام المصنوعة يدوياً والبحث عن الثمار البرية والنباتات الصالحة للأكل.
لقبيلة هادزا نظامٌ غذائيٌّ معقد، يتكوّن بشكلٍ أساسيٍّ من النباتات والفواكه البرية كالتوت وفاكهة الباوباب الغنية بالفيتامين سي.
كما أنّ نظامها الغذائي لا يخلو من اللحوم، إذ يقوم أفراد هادزا بصيد 30 نوعاً من الثدييات.
ويعدّ قردة البابون أكثر الحيوانات التي يفضّل أفراد هادزا صيدها، والطعام المفضل بالنسبة لهم.
يستخدم شعب هادزا في عمليات الصيد، أدوات بدائية هي الأسهم والرماح التي تُصنع يدوياً وتسمّم قبل الشروع في عمليات الصيد.
يقوم أفراد هادزا بأكل اللحم الحيوانات بعد وقت قصير من صيده، وفي كثير من الأحيان يأكلون الحيوان بعد سقوطه مباشرة، ويقومون بجلب ما تبقى من لحم في رحلة الصيد إلى القبيلة، من اجل إطعامه لكبار السن.إذ أنّ كبار السن يتقاعدون عن مهنة الصيد لما يبلغوا 45 سنة بحسب ما نقله مدونة focus east africa tours.
يساهم النظام الغذائي لقبيلة هادزا، على تجنبهم الإصابة بمختلف الأمراض، نتيجة التنوع والثراء الذي يمتلكه أفراد قبيلة هادزا في ميكروبيومات الأمعاء التي تلعب دوراً رئيسياً في عمل جهاز المناعة بحسب تقرير لـ بي بي سي.
وللحفاظ على قوة أبدانهم، يمضي أفراد قبيلة هادزا يومياً حوالي 9 إلى 10 ساعات، في جلسة القرفصاء لاعتقادهم أنها تساعد في تقوية عضلاتهم، وتساهم في إطالة أعمارهم كما يعتقدون.
في قبيلة هادزا الجميع سواسية
ينتظم أفراد قبيلة هادزا في مخيمات، تجمع عادة بين 20 إلى 30 فرداً من هادزا، ويرتدون ملابس مصنوعة من جلود الحيوانات التي يتمّ صيدها، كما أنّهم يسكنون أكواخاً مصنوعة من أوراق الأشجار.يتمُّ تشييدها في اماكن قريبة من أبار المياه والغابات المليئة بالحيوانات.
عند شعب هادزا، لا يوجد ترتيب قبلي بخصوص نظام الحكم، فكل القرارات عند هذه القبيلة، تتخذ عبر نقاش جميع أفرادها، علاوة على ذلك، تتميّز قبيلة هادزا بالمساواة، إذ إنّ جميع أفراد قبيلة هادزا متساوون في الحقوق والواجبات.
ويستثنى فقط كبار السن، الذين يتميّزون بقدر أكبر من الاحترام، أمّا نساء قبيلة هادزا، فيتمتعون بحقوق متساوية مع الرجال النساء.
وأما لغة تواصل أفراد قبيلة هادزا، فبحسب National geographic، يتحدث هادزا لغة فريدة من نوعها تُعرف باسم هادزان، والتي تتضمن أصوات النقر والفرقعة بالإضافة إلى أصوات مألوفة أكثر، يتواصل بها أفراد شعب هادزا مع بعضهم البعض.
محاولات مستمرة لتوطين قبيلة هادزا
تعاني قبيلة هادزا من ضغطٍ كبير من أجل توطينها، فالأراضي التي تستقر بها شعب هادزا بات مطمعاً للمزارعين والرعاة التنزانيين، مما شكّل تهديداً كبيراً لاستمرار قبيلة هادزا في من حياتها البدائي.
فمنذ بدأ أوّل اتصال بين أفراد قبيلة هادزا والعالم الخارجي في القرن الثامن عشر الميلادي، عندما بدأ المزارعون والرعاة يدخلون إلى أراضي قبيلة هادزا، تصاعد خطر اندثار هذه القبيلة، خصوصاً أنّ ردّ فعل أفراد هادزا على هذا التواصل كان عنيفاً، مما أدى إلى انخفاض عددهم مع نهاية القرن الـ19م.
وضاعف أول اتصاٍلٍ بين أفراد شعب هادزا والأوروبيين مع بداية الاحتلال البريطاني لـ تنزانيا، في أواخر القرن التاسع عشر، من ذلك الخطر، فكانت هناك محاولات عديدة من قبل البريطانيين، والحكومة التنزانية، لتوطين شعب هادزا، وتغيير نمط حياتها القائم على الصيد، وإجبار أفرادها على الاستقرار والزراعة بحسب مجلة nature.
رغم ذلك، فقدت قبيلة هادزا ما بين 75% إلى 90% من أراضيها على مدى السنوات الخمسين الماضية، وذلك بسبب المستوطنات المؤقتة والممارسات الزراعية التي باتت تهدد نمط عيش سكان قبيلة هادزا.
كما أنّ أعداد شعب هادزا تناقص إلى حدود 1300 فرد، 200 إلى 300 منهم لا يزالون يعيشون حياة بدائية معتمدة على الصيد وجمع الثمار حسب بي بي سي.