بغداد اليوم- متابعة
اختتمت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع، بينما تكبدت ثالث خسارة أسبوعية على التوالي بفعل تصاعد مخاوف الطلب العالمي، في وقت تتوجس فيه السوق من استمرار الضغوط التضخمية المتصاعدة ومن ثم قد يندفع الفيدرالي الأمريكي وغيره من البنوك المركزية نحو تشديد السياسات النقدية برفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي أن المعنويات الهبوطية سيطرت على أسواق النفط بشكل حقيقي، حيث لا تزال المخاوف من الركود العالمي العامل الرئيس في أسواق النفط، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من المحفزات الصعودية، التي تلوح في الأفق هذا الشتاء وفي بداية 2023، لكن هذا لا يكفي لإلهاء الأسواق عن الظروف الحالية.
وأوضح أنه مع تراجع الأسهم بقوة لا يزال التهديد بحدوث ركود عالمي يلوح في الأفق، حيث يبدو أن المخاوف من حدوث انكماش اقتصادي لها ما يبررها، مشيرا إلى أن ذلك يجيء وسط توقعات واسعة النطاق بأن اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل سيشهد ارتفاعا حادا آخر في أسعار الفائدة.
وعد التقرير أن المعنويات في سوق النفط هبوطية بلا ريب بعد تسجيل أسعار النفط انخفاضا أسبوعيا ثالثا على التوالي في حين أن هناك كثير من المحفزات الصعودية لأسواق النفط في المستقبل غير البعيد إلا أن أيا منها ليس فوريا بما يكفي لمواجهة المخاوف الاقتصادية الحالية.
وحذر من أن إضراب السكك الحديدية، الذي تم تجنبه يخيف قطاع الطاقة في الولايات المتحدة، وذلك مع اتفاق السكك الحديدية والنقابات الأمريكية على صفقة مبدئية هذا الأسبوع وتجنب إغلاق السكك الحديدية في جميع أنحاء البلاد، مشيرا إلى تراجع مخاطر حدوث اضطراب كبير في أسواق السلع الأساسية.
ونبه إلى ارتفاع العقود الآجلة للغاز 10 في المائة في يوم واحد فقط، حيث إن الإضراب كان سيعوق عمليات تسليم السكك الحديدية معتبرا أن هذا الخوف يسلط الضوء على مدى دقة توازن أسواق الطاقة الأمريكية حاليا.
وسلط الضوء على قيام الهند ببدء التجارة بالروبية مع روسيا بعد أن وافق بنك الدولة الهندية على تسهيل آلية التداول الجديدة، ما يعني أن حجما متزايدا من معاملات السلع سيتم تنفيذه دون الدولار، مشيرا إلى أن فنزويلا – وهي من أبرز منتجي "أوبك" - مهددة بمزيد من العقوبات إذا فشلت المفاوضات مع المعارضة، التي يقودها جوايدو في تحقيق أي نتائج، وذلك بعد أن فرضت بالفعل عقوبات على أكثر من 140 كيانا بما في ذلك البنك المركزي وشركة النفط الوطنية.
وذكر التقرير أنه يجري تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لشهر ديسمبر على انخفاض حاد بعد اتفاق مبدئي من شأنه أن يتجنب إضرابا للسكك الحديدية الأمريكية قضى على ثلاثة أيام من مكاسب المضاربة، حيث كان البائعون مدفوعين أيضا بتوقعات ضعف الطلب العالمي واستمرار قوة الدولار قبل زيادة سعر الفائدة بمقدار نقطة مئوية واحدة الأسبوع المقبل من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وعد أن الأخبار، التي كانت تفيد بتجنب إضراب السكك الحديدية هي التي دفعت الأسعار للانخفاض لكن الأساس لعمليات البيع كان يتزايد طوال الأسبوع، بسبب عدد من العوامل الهبوطية، التي فاقت الأخبار الصعودية المحتملة.
من جانبه، أكد تقرير "ريج زون" الدولي أن تقديرات كل من إدارة معلومات الطاقة وأمانة منظمة "أوبك" بشأن التغييرات الضمنية للمخزون العالمي في 2021 والأرباع الثلاثة الأولى من 2022 تظهر عجزا كبيرا، لافتا إلى أن التقديرات تشير في المقابل إلى فائض في الربع الثالث بنحو 1.82 مليون برميل يوميا.
ونقل التقرير عن مستشارين وبنوك قولهم إن انخفاض الأسعار أدى إلى إخفاقات في آلية السوق، خاصة التذبذب والسيولة المنخفضة.
وأشار إلى التأثير المحدود لإصدارات المخزون النفطي الاستراتيجي في الولايات المتحدة ووكالة الطاقة الدولية على السوق، مضيفا أن الولايات المتحدة وحدها حولت متوسط 0.83 مليون برميل يوميا إلى المخزونات التجارية في الربع الثالث.
وأضاف أنه مع وجود فائض كبير في التدفق العالمي، وتلك التحويلات المتاحة لإعادة بناء المخزونات كانت بيانات النفط الأمريكية هبوطية بشكل أساسي في الربع الثالث من العام الجاري، مقدرا أن المؤشرات الأولية للطلب في سبتمبر الجاري ضعيفة، حيث انخفض الطلب على جميع المنتجات على أساس سنوي باستثناء الزيوت الأخرى.
ولفت إلى أن بيانات نواتج التقطير ضعيفة بشكل خاص مع زيادة كبيرة في المخزون بلغت 4.22 مليون برميل وأدنى طلب ضمني في 20 شهرا، ناقلا عن محللين دوليين أن أسواق النفط ظلت هادئة نسبيا مع تمديد خام غرب تكساس الوسيط لتسويات الشهر المقبل أقل من 100 دولار للبرميل.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الجمعة، لكنها لا تزال تعاني تكبد بعض الخسائر نتيجة المخاوف بشأن الطلب العالمي على الخام.
يأتي ذلك في ظل صدور بيانات التضخم الأمريكية، التي سجلت قراءة أعلى من التوقعات، ما يشير إلى استمرار الضغوط التضخمية المتصاعدة، ومن ثم، يندفع الفيدرالي الأمريكي وغيره من البنوك المركزية نحو تشديد السياسات النقدية. ويخشى بعض المحللين من أن تؤدي زيادات أسعار الفائدة إلى ركود اقتصادي عالمي، ما يضر بالطلب على السلع، ومن بينها النفط.
ويأتي ذلك فيما تراجعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية الجمعة لتواصل خسائرها لليوم الثاني على التوالي، حيث تكبدت ثالث خسارة أسبوعية على التوالي بفعل تصاعد مخاوف الطلب العالمي. وضغط على الأسعار أيضا ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني على التوالي في علامة سلبية لمستويات السحب والطلب المحلي في أكبر مستهلك للوقود في العالم.
وانخفض الخام الأمريكي 0.9 في المائة إلى مستوى 84.29 دولار للبرميل، من مستوى الافتتاح عند 85.09 دولار، وسجل أعلى مستوى عند 86.21 دولار، وتراجع خام برنت 0.4 في المائة إلى مستوى 90.29 في المائة للبرميل، من مستوى الافتتاح عند 90.65 دولار، وسجل أعلى مستوى عند 92.26 دولار.
من جانب آخر، ارتفع إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار أربع هذا الأسبوع، حيث أشار التقرير الأسبوعي لشركة "بيكر هيوز" الأمريكية لأنشطة الحفر إلى ارتفاع إجمالي عدد الحفارات إلى 763 هذا الأسبوع و251 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021.
ولفت التقرير إلى ارتفاع الحفارات النفطية في الولايات المتحدة بمقدار ثمانية هذا الأسبوع إلى 599 وتراجع عدد منصات الغاز أربعا، إلى 162 حيث بقيت منصات متنوعة على حالها عند 2، منوها إلى زيادة عدد الحفارات في حوض بيرميان من ثلاثة إلى 343 هذا الأسبوع، حيث ارتفع عدد الحفارات في إيجل فورد بواقع 1 إلى 72، كما ارتفعت منصات النفط والغاز في بيرميان 84 أعلى مما كانت عليه في هذا الوقت من العام الماضي.
وذكر أنه على الرغم من ارتفاعه على أساس سنوي ظلت أنشطة الحفر النشط في بيرميان بالقرب من المستوى الحالي منذ منتصف مايو عندما كان عدد منصات النفط والغاز 342.
ولفت إلى بقاء إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة عند 12.1 مليون برميل يوميا للأسبوع الثالث على التوالي للأسبوع المنتهي في 9 سبتمبر، وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، مؤكدا زيادة مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 400 ألف برميل يوميا على أساس سنوي وبزيادة مليوني برميل يوميا، مقارنة بالعام الماضي.