بغداد اليوم - متابعة
نشر موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) تقريرا عما وصفه بالشرق الأوسط الذي عرفته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية عندما تقلدت تاج المملكة المتحدة في السادس من فبراير/شباط 1952، التي كانت لا تزال إمبراطورية وقوة عظمى تهيمن على مساحات شاسعة من الكرة الأرضية وخضع لها مئات الملايين من الأشخاص. ومنذ ذلك الحين، شهد العالم حروبا وثورات وانقلابات واختفت الإمبراطورية البريطانية إلى حد كبير.
وأشار التقرير الذي تابعته (بغداد اليوم) إلى أن جزءا كبيرا من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي لا يزال منطقة ترتبط فيها بريطانيا بعلاقات عميقة، كان تحت السيطرة البريطانية إلى حد كبير، بشكل مباشر أو غير مباشر، عندما اعتلت الملكة العرش.
فقد كانت قبرص والكويت وقطر والإمارات وجنوب اليمن وعُمان والسودان كلها تخضع لحكم الإمبراطورية البريطانية بحكم القانون أو بحكم الواقع، بينما كانت مصر والأردن والعراق والسعودية تحت نفوذ الإمبراطورية.
وقد ارتكز كثير من مظاهر السيطرة التقليدية التي مارستها بريطانيا على الشرق الأوسط في مجموعة من الملكيات التي دعمتها الإمبراطورية وحافظت على روابط وثيقة مع العائلة المالكة في بريطانيا.
وفي ذلك الوقت، عندما اعتلت إليزابيث العرش، سيطرت بريطانيا بشكل مباشر على معظم دول الخليج العربية، مع بقاء السعودية واليمن الشمالي فقط كدولتين مستقلتين، وإن كانتا على صلة وثيقة بالإمبراطورية.
فلك النفوذ الغربي
وأضاف الموقع البريطاني أنه كان على الكويت أن تنتظر حتى عام 1963 قبل أن تنال استقلالها رسميا، بينما ستظل الإمارات (التي كانت تعرف آنذاك باسم الإمارات المتصالحة) وقطر وعُمان محميات بريطانية حتى سبعينيات القرن الماضي.
وكانت كل من العراق وإيران ومصر والأردن ممالك متحالفة مع بريطانيا، في حين أن جمهورية تركيا ستنضم إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ذلك العام وتدخل في فلك النفوذ الغربي. وفي عام 1955، انضم العراق وإيران وتركيا إلى باكستان والمملكة المتحدة في ميثاق بغداد المناهض للشيوعية.
وتابع الموقع بأنه قبل 4 سنوات من أن تصبح إليزابيث ملكة، انسحبت بريطانيا من فلسطين، ولكن ليس قبل تشجيع المهاجرين اليهود وخطة الحركة الصهيونية للاستيطان هناك، وكانت تلك سياسة هزت منطقة لا تزال تتأقلم مع إنشاء إسرائيل.
النفوذ البريطاني
وأشار موقع ميدل إيست آي إلى أنه على الرغم من مغادرة بريطانيا لفلسطين، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فإن الشرق الأوسط كان راسخا في المعسكر الغربي، بالرغم من أن الخوف من الشيوعية والقومية العربية لم يكن بعيدا عن أذهان الحكام.
وأشار أيضا إلى دور بريطانيا وحليفتها الولايات المتحدة في الإطاحة برئيس وزراء إيران محمد مصدق في انقلاب عام 1952 بعد عام من تأميمه صناعة النفط الإيرانية؛ لأنه أصبح يشكل تهديدا للإمبراطورية البريطانية.
وأضاف أنه بعد 5 أشهر فقط من تولي إليزابيث العرش وقع "انقلاب" في مصر ألغى الملكية وأعلن البلد جمهورية، وكان هذا الحدث، ربما أكثر من أي حدث آخر، بداية عملية إنهاء دور بريطانيا كقوة مهيمنة في الشرق الأوسط.
وختم التقرير بأنه بنهاية السبعينيات، كان النظام الملكي الوحيد المتبقي خارج الخليج هو الأردن، حيث أصبح جنوب اليمن دولة ماركسية بعد الاستقلال عام 1967 (اتحدت لاحقا مع الشمال عام 1990)، وتحولت إيران إلى جمهورية إسلامية بعد ثورة عام 1970.