بغداد اليوم- متابعات
اجبرت عمليات الإغلاق المرتبطة بمكافحة فيروس كورونا المستجد في مدن صينية عدة، الملايين على البحث عن طعام وسلع أساسية أخرى، وسط حالة من اليأس بسبب إبقاء الناس في منازلها.
وتم وضع حوالي 65 مليون شخص في 33 مدينة في جميع أنحاء الصين تحت الإغلاق الجزئي أو الكامل، حيث تضاعف السلطات من القضاء على تفشي فيروس كورونا قبل المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني منتصف أكتوبر.
حيث تعد مدينة تشنغدو عاصمة مقاطعة سيشوان الجنوبية الغربية المدينة الأكثر تضررا بشدة من الإغلاق، كما تعرضت خلال الأشهر الأخيرة لموجات حر وانقطاع التيار الكهربائي ثم زلزال بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر أسفر عن مقتل 65 شخصا.
كان من المفترض في البداية أن يستمر الإغلاق في تشنغدو سبعة أيام فقط، لكن السلطات المحلية مددت القيود إلى أجل غير مسمى مما أدى لإثارة شعور متزايد بالقلق واليأس بين العديد من المواطنين، بحسب صحيفة "الغارديان".
في الساعات التي سبقت دخول تشنغدو في إغلاق مرتبط بسياسة "صفر كوفيد" مطلع سبتمبر الحالي، اندفع السكان إلى أسواقهم المحلية للتزاحم بحثا عن أي طعام يمكنهم الحصول عليه.
وبينما تستمر الاختبارات اليومية لكوفيد-19 على مستوى المدينة، فإن سكان تشنغدو في المناطق المعرضة للخطر محصورون في منازلهم.
وتسمح السلطات لشخص واحد من كل أسرة بالخروج لمدة ساعتين مرة واحدة يوميا لشراء الضروريات شريطة حصوله على نتيجة سلبية من فحص كوفيد في غضون 24 ساعة فقط.
وحتى في المناطق التي تم فيها رفع الإغلاق، يُمنع السكان من زيارة أحياء أخرى أو مغادرة المدينة لأسباب غير ضرورية. ويجب على الأشخاص تقديم نتيجة اختبار سلبية خلال 24 ساعة للدخول إلى وسائل النقل العام والأماكن.
في غضون ذلك، يتصاعد الغضب والذعر في قوييانغ، عاصمة مقاطعة قويتشو المجاورة لسيشوان.
بعد أكثر من أسبوع من القيود، اشتكى سكان هواغويوان - وهو حي سكني مغلق يبلغ عدد سكانه حوالي 500 ألف نسمة - بمرارة من أنهم لم يتمكنوا من تأمين الطعام لعدة أيام.
وجاء الإغلاق المفاجئ دون سابق إنذار مما ترك الناس عالقين تماما في منازلهم. ومع بدء نفاد الطعام، قال كثيرون إنهم يشعرون باليأس بشكل متزايد بعد أن تم إغلاق المصاعد في الأبراج لمنع الناس من المغادرة.
وفي وقت سابق اعتذر مسؤولو المدينة عن ذلك، قائلين إن نقص الغذاء في هواغويوان كان بسبب نقص عمال التوصيل بسبب قيود كوفيد.
وقال السكان المحليون الذين قابلتهم صحيفة "الغارديان" إن السبل تقطعت بهم لمدة ثمانية أيام منذ تنفيذ الإغلاق دون سابق إنذار، وكانوا قلقين أيضا من نفاد الطعام.
وقال أحدهم: "إنه خطأ الحكومة. أستطيع أن أفهم إغلاق المدينة لفترة قصيرة، لكن لم يعطنا أحد أي تحذير حتى أنهم أغلقوا المصاعد ولم يخبرنا أحد إلى متى سيستمر هذا".
ينينغ الآن تعيش حظرا وبائيا مرهقا مستمر منذ أسابيع مع مطالبة السكان بالمساعدة بشأن الطعام المحدود وصعوبة الحصول على الأدوية ونقص حاد في الفوط الصحية للنساء.
وأُمرت السلطات المحلية، الناس في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 600 ألف نسمة بالبقاء في منازلهم منذ أوائل أغسطس، مما أجبر الكثيرين على الاعتماد إلى حد كبير على مسؤولي الحي لتوصيل الإمدادات.