بغداد اليوم - بغداد
اثار افتتاح مبنى الجامعة الامريكية في بغداد الكثير من التساؤلات حول كيفية حصولها على قطعة الارض التي تحتوي العديد من القصور الرئاسية التي تعود لزمن النظام السابق في العراق، حيث باشرت الجامعة باستقبال الطلبة بشكل رسمي وإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب الراغبين بالتقديم منذ فترة قريبة.
وافتتحت الجامعة الامريكية ببغداد ابوابها رسميا في كانون الثاني عام 2021، حيث تم تحويل أحد المنتجعات الخاصة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين إلى أقسام جامعية تعد بتعليم على النمط الأميركي لتلبية احتياجات الشباب المتنامية، على حد وصف وكالة أسوشيتد برس.
وفي ذلك الوقت، كان قد قال رئيس الجامعة الأميركية في العراق، مايكل مولنيكس، في تصريح تابعته (بغداد اليوم)، إنه "في الوقت الحالي، اتخذت الجامعة الأميركية هذا الاسم شكليا فحسب، في انتظار أن يتم اعتمادها في الولايات المتحدة"، ما يدل على أنه غير حاصلة على الرخصة الامريكية كممثلة للولايات المتحدة في العراق لتعتبر احدى مؤسساتها الحكومية فعليا، وهو ما يثير جملة من التساؤلات ابرزها كيف حصلت على مكان يعتبر من ابرز المعالم المعمارية في قصور الرضوانية.
ويضيف رئيس الجامعة، حول شرط اعتماد الجامعة رسميا، أن "اعتماد الجامعة يشترط أولاً تخريج دفعة من الطلاب".
ناشطون في بغداد قالوا لـ (بغداد اليوم)، إن "المعلومات حول الجامعة تشير الى أنها استحوذت على مساحة 107 دونم تتضمن القصر وما يحيط به تحت اسم مشروع مشبوه لعدد من المتنفذين في الدولة العراقية وليس له علاقة بالحكومة الامريكية، كما أن ملف المشروع تحت نظر هيئة النزاهة، في وقت تعد فيه اكبر مساحة لجامعة عراقية هي جامعة بغداد، تبلغ 70 دونما فقط.
ويؤكد الناشطون، أن "مشروع الجامعة الامريكية تديره شركة اسمها "التعمير" لصاحبها سعد وهيب الصيهود"، مشيرين الى أن "فرع الجامعة الأميركية ببغداد لا يمتلك حتى الآن موافقات من أي جامعة أمريكية، سواء من داخل الولايات المتحدة أو من الجامعات الأمريكية في الدول المجاورة، ولا أساس لصحة كل ما يشاع بخصوص ذلك".
وأوضح عدد من المدونين في مواقع التواصل الاجتماعي، أن "المشروع برمته صفقة فساد عفنة لنهب أموال وأراضي وعقارات الدولة بما فيها قصور رئاسية باسم جامعة أهلية".
كما تؤشر مصادر عليمة، لـ (بغداد اليوم)، أن "الجامعة الأمريكية حصلت على كل الموافقات من الجهات الأخرى كوزارات الصحة والزراعة والموارد المائية والتخطيط، حيث منحت الجامعة كل ما تحتاجه وتطلبه وبوقت قياسي، وحتى مخاطبات مكتب رئيس الوزراء التي تؤكد على إبداء معاملة خاصة لهذه الجامعة"، مؤكدة أن "أراضي جامعة بغداد مستثناة من الاستثمار وفق قرار مجلس الوزراء 185 لسنة 2021، لكن موافقات الجامعة الأمريكية صدرت قبل هذا التاريخ".
وتضيف، أن "الحكومة العراقية منحت الضوء الأخضر لتأسيس الجامعة الأمريكية في العام 2018، وذلك بعد حصولها على الإجازة الاستثمارية من الهيئة الوطنية للاستثمار، بالرقم (256/2018 ب)".
وحول مبلغ ايجار الارض، تكشف المصادر، أن " "القصور وملحقاتها قد منحت للمستثمر بثمن بخس جدا لا يعادل 0.01 % من قيمتها الحقيقية، حيث تم استئجار هذه القصور بمبلغ مليونين ونصف مليون دينار سنويا، ولفترة طويلة تمتد لـ100 سنة".
وتقع الجامعة الامريكية في الموقع الذي كلف فيه صدام ببناء منتجع على مشارف جزيرة الفاو، اذ تضمن مشروع صدام، قصر الفاو الكبير، والعديد من الفيلات والقصور الأصغر في التسعينيات للاحتفال باستعادة العراق لشبه جزيرة الفاو خلال الصراع الإيراني العراقي.
وتشكلت بحيرة عن طريق تحويل المياه من نهر دجلة وامتلأت بسلالة خاصة من الأسماك أطلق عليها اسم "باس صدام"، حيث لا تزال الأحرف الأولى من اسم صدام محفورة على الجدران والأعمدة والسقوف، وبعد اعتقاله من قبل القوات الأميركية، تم سجنه في أحد مباني القصر.
وبعد تلك الفترة، استخدمت قوة التحالف بقيادة الولايات المتحدة المكان مقرا لها وأطلق عليه اسم كامب فيكتوري.
وبحسب تقارير صحفية اطلعت عليها (بغداد اليوم)، فقد "تم قبول أقل من 300 طالب في الجامعة في عامها الافتتاحي هذه السنة، وهو عدد أقل بكثير من المعدل الذي يأمل مؤسسوها الوصول إليه، والذي يتراوح ما بين 10 آلاف إلى 30 ألف طالب".