الصفحة الرئيسية / البروفيسور العراقي نائل حنون.. تعرف على أول من ترجم السومرية للعربية

البروفيسور العراقي نائل حنون.. تعرف على أول من ترجم السومرية للعربية

بغداد اليوم-متابعة

 

نهمه الكبير في قراءة كتب الآثار في مراحل دراسته الأولية قاده لدراسة هذا التخصص في كلية الآداب جامعة بغداد عام 1968، وتوج شغفه بشهادة الدكتوراه في فلسفة اللغة الأكدية من جامعة تورنتو في كندا.
وبداية من شهادة البكالوريوس عام 1972، وبعدها شهادة الماجستير في الآثار القديمة من الكلية ذاتها عام 1976، ثم ماجستير آداب في اللغات المسمارية من جامعة تورنتو الكندية عام 1982، وصولا إلى الدكتوراه؛ برز البروفيسور نائل حنون عالما وباحثا وكاتبا وأول مترجم للنصوص السومرية والأكدية إلى العربية.

سيرة باحث
يقول البروفيسور نائل حنون عن أيام صباه للجزيرة نت "لم أكن أتوقف عن المطالعة، فلم أنه المراحل الدراسية الثلاث الأولى إلا وقد كنت قرأت عددا هائلا من الكتب، ومن بينها مجلة سومر، التي كانت حينذاك مجلة علمية أثرية مرموقة على المستوى العالمي. وكانت تجذبني كتابات الأستاذ طه باقر والدكتور فيصل الوائلي (رحمهما الله) ولم يخطر في ذهني آنذاك أنه كان مقدرا لي أن ألتقي هاتين القامتين يوما، ناهيك عن كوني سأكون تلميذا لهما، ولقد توجهت من مدينة العمارة إلى بغداد لأدرس علم الآثار في جامعة بغداد، وأنا مطلع على مجلة سومر وأكملت قراءة كتاب الأستاذ طه باقر بجزأيه الضخمين".

الخط المسماري واللغة الأكدية
أمضى البروفيسور نائل حنون أكثر من نصف قرن في الدراسة والتدريس والتنقيب الأثري والكتابة والبحث العلمي، ترجم شريعة حمورابي مباشرة من نصها المنقوش بالخط المسماري وباللغة الآكّدية إلى اللغة العربية، خلافا للترجمات السابقة التي تمت ترجمتها من اللغة الإنجليزية واللغة الألمانية إلى اللغة العربية، ليكون بذلك أول من ترجم اللغة السومرية إلى العربية مباشرة.
يقول حنون للجزيرة نت "جمعت دراسة كل من اللغتين السومرية والأكدية شرحا لهما وقراءة لنصوصهما، من جميع لهجاتهما ومواضيعهما، في كتبي أيضا (اللغتان السومرية والأكدية، نصوص مسمارية تاريخية وأدبية) وتصديت لتقديم ترجمات مباشرة من النصوص المسمارية إلى اللغة العربية، في مواضيع لم تترجم قبلي رغم أهميتها، ومن هذه نصوص قانونية "شريعة حمورابي" وأدبية "ملحمة جلجامش، قصة الخليقة البابلية" ونصوص تاريخية وأدبية واقتصادية".

اشتهر حنون بمؤلفاته التاريخية التي زادت على 20 مؤلفا، كما عمل أستاذا في العديد من الجامعات العراقية والعربية، ومنها جامعة دمشق، وشغل العديد من المناصب العلمية، وأهمها رئاسة شعبة العصور التاريخية في هيئة الموسوعة العربية، وقسم المتاحف في معهد الآثار والحضارة في سوريا.
منهج التنقيب
اختط حنون منهجا خاصا في التنقيب، وجمع بين التنقيب الأثري وقراءة النصوص، منذ أن تولى أعمال التنقيب في مواقع أثرية عراقية عام 1978، وكانت حصيلتها اكتشاف مدينتين قديمتين، وتحديد مواقع عشرات المدن القديمة غير المكتشفة.
يقول حنون "لا يفلح العمل المقتصر على جزء واحد من إحدى الركيزتين الأثرية واللغوية والجهل بما غير ذلك، ويبقى ما يقدم لقومنا مقتصرا على معلومات قليلة مكررة، فالإنجاز الذي حققته في مجال التصدي لهذا التشظي، وقصور المعرفة بهذه الحضارة العظيمة وتراثها الهائل، هو شمول بحوثي وكتبي على كلتا الركيزتين الأثرية واللغوية، وفي الركيزة الأولى جميع العصور، وفي الركيزة الثانية نصوص كلتا اللغتين السومرية والأكدية بجميع لهجاتهما".
وأثرى حنون العديد من الجامعات العربية والعالمية ببحوثه التاريخية، كما نشر عشرات المقالات والتقارير في الصحف والمجلات العراقية والعربية، بالإضافة إلى ابتكاره أنظمة توثيقية، ليتفرد بابتكار نظامي التوثيق الأثري والمتحفي.

ويتابع حنون "أوصلني البحث في كتابة رسالتي للماجستير في منتصف سبعينيات القرن العشرين إلى نقض الفهم الذي كان سائدا حينذاك في أوساط المختصين الأجانب عن العقائد الخاصة بتموز وعشتار، وخطأ ربطها بعقائد الخلق والخصوبة، ونتج عن ذلك بناء تصور جديد للمعتقدات الدينية في الحضارة القديمة، وبعد نشر عدة بحوث عن هذا الموضوع أصبحت الأطروحات التي قدمتها عن هذا الموضوع هي السائدة حاليا".
وحاز البروفيسور نائل حنون على وسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب عام 2014، كما نال عضوية اتحاد الكتاب العرب في سوريا، ويشغل حاليا مدير متحف الذاكرة العماني، ويقيم في العاصمة العمانية مسقط.

ويختم البروفيسور نائل حنون "إن علم الآثار يختص في هدفه النهائي بالكشف عن الحضارات القديمة، وحضارة وادي الرافدين من أقدم الحضارات وأكثرها إنجازًا وأطولها عمرًا وأوسعها انتشارًا، وشملت إنجازات هذه الحضارة مختلف جوانب الحياة على نحو لا يصدق، والدليل على ذلك يظهر من خلال آثارها المادية والنصوص الكتابية".

4-09-2022, 20:46
العودة للخلف