بغداد اليوم-متابعة
ساد الهدوء العاصمة الليبية، الأحد 28 أغسطس/آب 2022، بعد يوم من أسوأ قتال هناك منذ عامين، أسفر عن مقتل 32 شخصاً وإصابة 159 آخرين، فيما أخفقت القوات المتحالفة مع إدارة يدعمها البرلمان في طرد الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها.
حيث ازدحمت الطرق في المدينة بالسيارات، وفتحت المتاجر أبوابها، وأزال الناس الزجاج المحطم وأنقاضاً أخرى خلفتها أعمال العنف، التي وقعت السبت 27 أغسطس/آب، فيما تناثرت سيارات محترقة في بعض الشوارع في وسط طرابلس، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
أثار القتال مخاوف من اندلاع صراع أوسع في ليبيا، بسبب المواجهة السياسية بين رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، وفتحي باشاغا الذي يسعى لتنصيب حكومة جديدة في العاصمة. وهذه هي ثاني محاولة من جانب باشاغا للسيطرة على طرابلس، منذ مايو/أيار.
بينما ذكرت شركات طيران في ساعة مبكرة من صباح الأحد أن الرحلات تعمل بشكل طبيعي في مطار معيتيقة في طرابلس، في مؤشر على استقرار الوضع الأمني في الوقت الحالي.
فيما قالت وزارة الصحة، الأحد، إن 32 شخصاً قُتلوا في الاشتباكات، أمس السبت، وأصيب 159 ارتفاعاً من تقدير سابق لمصدر بالوزارة، بلغ 23 قتيلاً و87 جريحاً.
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إنهاء فوري للعنف، وإلى حوار حقيقي لتجاوز المأزق السياسي في ليبيا.
حسب رويترز فإن فشل باشاغا في الإطاحة بالدبيبة يُظهر أنه على الرغم من فترة إعادة الاصطفاف بين الفصائل المسلحة في العاصمة وحولها، ما زال بإمكان حكومة طرابلس الاعتماد على تحالف عسكري قادر على التصدي لأعدائها.
فيما بدا أن عدة جماعات متحالفة مع باشاغا في طرابلس فقدت السيطرة على أراض داخل العاصمة، أمس السبت، في حين باءت محاولات القوات غربي وجنوبي المدينة للتقدم إليها بالفشل.
عاود رتل عسكري كبير أدراجه قبل أن يصل إلى العاصمة، بعد أن انطلق من مصراتة شرقي طرابلس، حيث يقيم باشاغا منذ أسابيع.
قال أسامة الجويلي، القائد الكبير في القوات المتحالفة مع باشاغا، إن القتال يوم السبت اندلع بسبب الاحتكاك بين الجماعات المسلحة في العاصمة، لكنه أضاف في تصريحات لقناة الأحرار التلفزيونية، أن محاولة استقدام حكومة بتكليف من البرلمان "ليست جريمة".
لكن يبدو أن الأزمة السياسية الشاملة في ليبيا حول السيطرة على الحكومة لم تتغير إلى حد كبير، بمحاولة باشاغا أمس السبت تولي السلطة في طرابلس.
لا يوجد ما يشير إلى أي تحرك نحو تسوية بين المعسكرين الرئيسيين، أو إلى وجود جهود دبلوماسية جديدة للجمع بينهما، من أجل الدفع مجدداً نحو إجراء انتخابات وطنية لحل الخلاف حول السيطرة على الحكومة.
بينما فشلت القوات المتحالفة مع باشاغا في تنصيبه السبت، فإنها ما زالت تحتفظ بمواقع مؤثرة حول العاصمة، في حين تبدو قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر متأهبة.