بغداد اليوم-متابعة
كشف فريق دولي من الباحثين الجيولوجيين في جامعة تورنتو الكندية (University of Toronto) مياهًا جوفية عمرها 1,2 مليار عام على عمق حوالي 3 كيلومترات تحت سطح الأرض، في أعماق منجم لإنتاج الذهب واليورانيوم في جنوب إفريقيا.
ويتم إثراء هذه المياه الجوفية القديمة بأعلى تركيزات من المنتجات المشعة التي تم اكتشافها في السوائل مما يجعلها مؤهلة يومًا ما للاستخدام كمصدر للطاقة.
ولهذا الاكتشاف آثاره خارج الأرض أيضًا، حيث توجد المياه الجوفية على الكواكب الصخرية مثل المريخ، وتستمر على نطاقات زمنية طويلة على الرغم من ظروف السطح التي لم تعد توفر منطقة صالحة للسكن.
الدراسة التي نشرت في مجلة "nature communications"، يشدد باحثوها على أن الرؤى الجديدة لهذا البحث حول مقدار انتشار الهيليوم في أعماق الأرض، هي خطوة حاسمة إلى الأمام مع نفاد احتياطيات الهيليوم عالميًا والانتقال إلى موارد أخرى أكثر استدامة.
وفي هذا الإطار، أوضح الاختصاصي في علم المتحجرات والجيولوجيا البروفيسور داني عازار، أن اكتشاف المياه الجوفية الجديد مهم، لكنه ليس الأول، وأن الفريق البحثي من الجامعة الكندية نفسه، قد اكتشف في وقت سابق مياهًا جوفية أقدم تعود لـ1,8 مليار عام، لكنه أشار إلى أن الملفت في هذه المياه هو قدمها وتعد من أوائل المياه التي وجدت على كوكب الأرض.
وأضاف في أن أهمية اكتشاف هذه المياه تكمن في فهم بدايات الحياة، بسبب امتصاصها العديد من المواد من القشرة الأرضية التي قد تساعد في الكثير من الدراسات على صعيد توليد الطاقة.
وشرح عازار أن تفاعل هذه المياه مع القشرة الأرضية جعلها تمتص موادًا مشعة، حيث ولدت بعض الغازات كالهيليوم الذي يعد من الغازات النبيلة وأحد العناصر الأولى التي ظهرت في الكون بالإضافة إلى الهيدروجين، مشيرًا إلى إمكانية استخدام هذه الغازات في توليد الطاقة.
ونبه الاختصاصي في علم المتحجرات والجيولوجيا إلى أن هذه المياه الجوفية تحتوي على كميات كبيرة من المواد المشعة التي قد تؤثر بشكل سلبي على الحياة.