الصفحة الرئيسية / "خروف العيد" لم يعد ضيفا منتظرا في بيوت السعوديين

"خروف العيد" لم يعد ضيفا منتظرا في بيوت السعوديين

بغداد اليوم - متابعة
في العاشر من شهر ذي الحجة من كل سنة يضرب المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها موعداً مع واحد من أهم الأعياد الدينية في الإسلام، عيد الأضحى المبارك، الذي تبدأ الاستعدادات له قبله ببضعة أيام، سواء من الناحية المعنوية، أو المادية، ليستمر ثلاثة أيام، أو أكثر، بحسب تقاليد المجتمعات المختلفة.

الاستعداد المعنوي للعيد عادةً ما يكون بالأعمال الصالحة من الصدقة وصلاة العيد التي تليها التضحية على الهدي النبوي الذي خوطب في القرآن بآية الكوثر التي يحفظها صغار المسلمين وكبارهم، "إنا أعطيناك الكوثر فصلِّ لربك وانحر"، فتتجهّز المنازل لنحر الأضحية التي كانت تلازم منازلهم قبل العيد بأيام للتآلف مع أفراد الأسرة، وبخاصة الأطفال، الذين يتعاملون معها كحيوان أليف تم اقتناؤه للعيش معهم، ولم يكن في حسبانهم فقدانها خلال أيام معدودة.

مغريات الراحة

لكن في السنوات الأخيرة مع انتشار التقنيات الحديثة افتقدت أغلب المنازل في السعودية تلك الأجواء لأسباب تعود إلى توفر سبل الراحة من "تطبيقات الهواتف الذكية" التي تقدم خدمات لاختيار الأضاحي من خلالها لتصل إلى منازلهم مجهزة بشكل كامل، لحماً أحمر، ليس عليهم إلا طبخه، وقد قام أرباب التطبيقات نيابةً عنهم بكل شيء، من الشراء إلى الذبح والسلخ والتقطيع والتنظيف، وغيرها.

يقول عبد العزيز، وهو من الأسر السعودية التي ما زالت تمارس طقوس عيد الأضحى في المنزل، "نعم، أطفالنا غالباً ما يتعلقون بخروف العيد، لكن يمكننا شرح فكرة الأضحية لهم تجنباً لرد فعل يفزعهم عند مشاهدة الدم، كي لا يكبروا كارهين أكل اللحم".

يتابع عبد العزيز بوصف طقوس العيد، إذ بعد صلاة العيد يقوم وعائلته بتحضير السكاكين بالشكل اللازم، ثم تتم تجزئة الأضحية وتقسيمها للأقارب والأصدقاء والفقراء، مشركاً أطفاله الراغبين بالتجربة، مع محاولة تلطيف التجربة قائلاً، "بعد سلخ الخروف نستخدم الجلد في نوع من الدعابة بوضعه كاللحية والشارب على وجوه الأطفال"، أما فيما يخص وجبه الإفطار فيكون الطبق الرئيس في المائدة هو كبد الخروف، معبراً عنها بأجمل طقوس العيد الذي تمتد أربعة أيام.

مسلسل المسالخ والانتظار

تنقسم الأسر في السعودية في أساليب التضحية إلى ثلاثة أساليب، فمنهم من يضحي في المنزل، وهو المعتاد سابقاً، أو يشتري أضحيته متجهاً بها في صباح العيد للمسلخ، أو الأسلوب الحديث، وهي تطبيقات الهاتف الذكي التي توفر الخدمة من الألف إلى الياء.

على خدمات تطبيقات الأضاحي واجهة موضحة بقائمة متنوعة من أنواع المواشي ومن ضمنها "خروف العيد"، تتضمن خيارات عدة، من حجم الأضحية إلى يوم التوصيل والكمية المطلوبة وأسلوب التقطيع لتصل للمضحي وهي جاهزة بطريقة احترافية في صحون مغلفة.

خدمة المسالخ في عيد الأضحى قد تكون مشابهة نوعاً ما، لكن نظراً إلى الأجواء الحارة في السعودية ومع الزحام الشديد والانتظار أمام أبواب المسلخ، يقول عمر، "قد يصل الانتظار إلى 4 ساعات حتى إن بعض الأضاحي نفقت من حرارة الشمس، وكثير من السيارات تعطلت في هذا الجو الحار"، معلقاً على ذلك بأن سلامة الناس وراحتهم مطلب مهم، فلماذا "لا نلجأ إلى التطبيقات الذكية التي تغنينا عن ذلك؟".

الخوف على رمزية العيد

وتقول ريم، وهي أحد مستخدمي تطبيقات الأضاحي، "سابقاً، كنا نبقى تحت الشمس الحارقة بانتظار المسلخ، حيث لا يسمح بالدخول إلا لعدد محدد من الأشخاص وأضاحيهم، والبقية ينتظرون في الخارج"، معلقه على ذلك، "كنا نخشى على أضاحينا وهي مربوطة تحت أشعة الشمس".

ويعتقد بعض المعتادين على الطرق القديمة أن الأساليب الحديثة تفقد العيد روحانيته وتحرم الأطفال متعتهم، فتكون ذبيحة العيد كغيرها من الذبائح التي يأكل الناس منها عشرات في العام، كلحوم يشترونها في الأسواق.

10-07-2022, 21:59
العودة للخلف