الصفحة الرئيسية / مرض غامض يؤدي للطفح الجلدي والحروق.. كيف يمكن للإنسان أن يعيش بـ”حساسية الماء”؟

مرض غامض يؤدي للطفح الجلدي والحروق.. كيف يمكن للإنسان أن يعيش بـ”حساسية الماء”؟

بغداد اليوم-متابعة

 

 

يُعد تناول كمية كافية من الماء كل يوم أمراً حيوياً لكي يعمل جسمك. لذلك يبدو من المستحيل العيش بصورة طبيعية لشخص يعاني من حالة نادرة تسمّى "حساسية الماء". 
ما هي حساسية الماء؟
في حالات نادرة يمكن أن تؤدي ملامسة الجلد للماء إلى رد فعل تحسسي. الاسم العلمي لهذه الحالة النادرة هو شرى الماء. الطفح الجلدي المثير للحكة يتطور بسرعة بعد ملامسة الجلد للماء بكل أشكاله، بما في ذلك العرق أو الدموع.
تحدث الحالة فقط عن طريق ملامسة الجلد بالماء، وليس من مياه الشرب، لذا فإن المصابين بشرى الماء لا يتعرضون لخطر الجفاف كما قد تعتقد.
ويندرج الشرى المائي ضمن الحالات الصحية النادرة للغاية، ولا يمتلك الأطباء فهماً كاملاً لسبب حدوثها، أو طرق العلاج بشكل نهائي.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج، فإن هناك استراتيجيات للتحكم في الأعراض وموازنة قدرة الشخص المصاب على العيش بصورة طبيعية.

هل لديك حساسية من الماء؟
بمجرد أن يلامس الأشخاص المصابون بالحالة جلودهم بالمياه، فإنهم يصابون بحكة تسمى الشرى. وفوراً تتكون التهابات تشبه خلايا النحل من نتوءات بارزة على الجلد تسمى "الشروية".
وبمجرد أن يجف الجلد من الماء تماماً، فإن الاتهابات الحادة تتلاشى بشكل عام في غضون فترة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة.
الاستحمام، على سبيل المثال، أو التعرق بعد ممارسة الجهد البدني، عادة ما يتبعه شروخ في جلد الجسم بالكامل في غضون دقيقتين، في حين أن العلامات والأعراض التي يسببها البكاء مثلاً تقتصر على المناطق التي تلمس فيها الدموع الجلد فقط.
وفي الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تسبب الحالة أيضاً وذمة وعائية، وتورماً في الأنسجة تحت الجلد. هذا التورم دائماً ما يكون أعمق من خلايا النحل السطحية السالف ذكرها، ويمكن أن يكون أكثر إيلاماً بكثير.
وبشكل عام، تميل حساسية الماء المسببة للشرى والوذمة الوعائية إلى التطور عند ملامسة الجلد للماء في أي درجة حرارة.

تبعات الإصابة بالمرض نفسية في المقام الأول
تعتبر إدارة حساسية الماء أمراً مرهقاً للغاية. وفي حين أن شدة وتكرار التفاعل تختلف، فإن معظم المرضى يُصابون بأعراض التحسس كل يوم تقريباً، وحتى عدة مرات في اليوم.
وتلك الحالة عادة ما تؤدي إلى الكآبة والقلق واضطرابات التوتر المزمن، إضافة لمستويات عالية من الإجهاد.
حتى الأكل والشرب يمكن أن يكون عملية مرهقة للغاية، وذلك لأنه إذا انسكب الماء على الجلد، أو تسبب الطعام الحار في تعرق المريض مثلاً، فسيكون لديهم رد فعل تحسسي مؤلم للغاية.
الأعراض الجانبية لحساسية الماء
في غضون دقائق من التعرض للماء، يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة مما يلي، وفقاً لموقع Healthline للصحة والطب:
*         احمرار الجلد.
*         حرقان وشعور بالحرارة.
*         الكدمات.
*         حروق متفرقة.
في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يتسبب شرب الماء في ظهور أعراض تشمل الطفح الجلدي حول الفم، وصعوبة البلع، وصعوبة التنفُّس.
إدارة  حساسية الماء وعلاجها
نظراً لقلة عدد الأشخاص الذين يعانون من المرض حول العالم، فلا يوجد اهتمام كبير بإيجاد علاجات له حتى الآن. وعادةً ما يستخدم الأشخاص المصابون بهذه الحالة بعض الخطوات التالية لإدارة المشكلة، وفقاً لموقع WebMd للصحة والطب:
1- مضادات الهيستامين
العلاج المعتاد للحساسية والالتهابات، بغض النظر عن نوعها، هو مضادات الهيستامين. يفضل الأطباء مضادات الهيستامين من الجيل عن الحبوب التي يتم تناولها عن طريق الفم؛ لأنها لا تصيب الشخص بآثار النعاس الجانبية.
2- مرطبات وحواجز الجسم
الكريمات والمواد الأخرى التي تشكل حاجزاً بين الماء والجلد مفيدة أيضاً. يوصي بعض الخبراء بتجربة هذه العوامل قبل مضادات الهيستامين، خاصة مع الأطفال الذين يعانون حساسية من الماء.

3- العلاج بالضوء فوق البنفسجي
العلاج بالضوء باستخدام الأشعة فوق البنفسجية هو علاج أقل استخداماً، لكنه عادة ما يقوي الجلد، ويجعله أقل حساسية للماء.
تكمن الفكرة في جعل الجلد أشبه بنوعية الجلد الموجودة على راحة اليدين وباطن القدمين، حيث نادراً ما يتسبب الماء في حدوث رد فعل في تلك الأماكن.
أسباب حساسية الماء لا تزال لغزاً غامضاً
تم الإبلاغ عن حوالي 50 حالة فقط من الشرى المائي حول العالم، وفقاً لورقة بحثية نُشرت عام 2016 في مجلة الربو والحساسية الدولية للدراسات العلمية.
وبالتالي، لم يكشف البحث العلمي إلا القليل عن كيفية عمل المرض. ومع ذلك، يعرف الباحثون أنه عندما يلامس الماء الجلد، فإنه ينشط خلايا الحساسية في الجسم عند المصاب.
خلايا الحساسية هذه هي التي تسبب حساسية الماء. ومع ذلك، ما لا يعرفه الباحثون هو كيف يثير الماء خلايا الحساسية؟ ولماذا؟
تقول إحدى الفرضيات إن ملامسة الماء تتسبب في أن تصبح بروتينات الجلد مثيرة للحساسية تلقائياً، والتي ترتبط بعد ذلك بمستقبلات على خلايا حساسية الجلد.
ومع ذلك، فإن البحث محدود بسبب الأعداد المنخفضة للغاية من المرضى المصابين بالشرى المائي، ولا يزال هناك القليل من الأدلة لدعم أي فرضية.
وعلى الرغم من أن الشرى المائي لا يمكن التنبؤ به، فقد لاحظ الأطباء أنه يميل إلى التلاشي لاحقاً في الحياة مع تقدم سن الشخص المصاب.

6-07-2022, 18:55
العودة للخلف