بغداد اليوم-متابعة
رفعت عائلتا طفلتين أمريكيتين دعوى قضائية على "تيك توك"، الثلاثاء 5 يوليو/تموز 2022، زعمتا فيها أن الطفلتين توفيتا بسبب تحدٍّ انتشر بشكل واسع على المنصة، متهمين "تيك توك" بأن خوارزمياته "الخطيرة" هي المسؤولة عن وفاة طفلتيهما، حسب صحيفة The Guardian البريطانية.
ويزعم والدا الفتاتين أنهما توفيتا أثناء مشاركتهما في "تحدي الإغماء" الذي انتشر على تيك توك عام 2021، والذي يحفز المستخدمين على خنق أنفسهم حتى الإغماء واختبار الإحساس الموصوف بأنه مقارب لإحساس الموت.
يمثِّل العائلتين أمام محكمة مقاطعة لوس أنجلوس العليا، "المركزُ القانوني لضحايا وسائل التواصل الاجتماعي" (SMVLC)، وهو مرجع قانوني لأولياء أمور الأطفال المتضررين من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والانتهاكات المرتبطة بها.
الخوارزمية الخطيرة للمنصة
ويزعم المركز أن "السياسة الخوارزمية الخطيرة للمنصة أبرزت مراراً ونشرت عن قصد" مقاطع فيديو تحدي الإغماء على صفحات الموجز (feeds) الخاصة بالأطفال، ما حفزَّهم للمشاركة في التحدي الذي أودى بحياتهم في النهاية.
بدوره، قال ماثيو بي بِرغمان، المحامي المؤسِّس لمركز ضحايا وسائل التواصل الاجتماعي: "يجب أن تتحمل (تيك توك) المسؤولية عن نشر المحتوى الذي أفضى إلى مقتل هاتين الفتاتين الصغيرتين".
وأضاف: "لقد استثمرت (تيك توك) مليارات الدولارات لتصمِّم عن عمدٍ هذه المنتجات الخطيرة، رغم علمها بأنها خطيرة ويمكن أن تؤدي لوفاة مستخدميها".
وقالت عائلة الضحية "لالاني إريكا ريني والتون" في الدعوى إن طفلتهم البالغة من العمر 8 سنوات كانت "في غاية اللطف والانفتاح على الناس".
وزعم ذوو الفتاة الضحية في شكواهم أن ابنتهم توفيت في 15 يوليو/تموز 2021 على إثر ما وصفته الشرطة بأنه "محاولة مقصودة" للمشاركة في تحدي الإغماء على تيك توك.
في يوليو/تموز 2021، بدأت عائلة لالاني في ملاحظة كدمات على رقبتها، وزعمت الفتاة أنها آثار عارضة، والواقع أنها أخذت تشارك دون علمهم في تحدي الإغماء، الذي كان قد ظهر على المنصة لأول مرة قبل ذلك ببضعة أسابيع.
وقالت العائلة في شكواها: "كانت لالاني تظن أنها إذا نشرت مقطع فيديو لقيامها بتحدي الإغماء، فستصبح مشهورة، ولذا قررت تجربة التحدي. لالاني كانت تبلغ من العمر 8 سنوات في ذلك الوقت، ولم تكن تملك أن تحسب أو تفهم الطبيعة الخطرة للفعلِ الذي كان (تيك توك) يحفزها على الإقدام عليه".
"تملكها الهوس بتطبيق تيك توك"
أما الضحية الأخرى المذكورة في الدعوى، فهي أرياني جايلين أرويو، وهي فتاة كانت تبلغ من العمر 9 سنوات وتأتي من مدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن الأمريكية.
وتقول المزاعم الواردة في الدعوى إنها كانت قد "تملكها الهوس بتطبيق تيك توك شيئاً فشيئاً"، وأصبحت "مدمنة" على استخدامه.
وزعمت الدعوى أن شقيق أرياني البالغ من العمر 5 سنوات وجدها صريعة لا تتنفس في 26 فبراير/شباط 2021، وأنها نقلت بسرعة إلى مستشفى محلي، لكنها فارقت الحياة في النهاية.
وجاء في الدعوى: "ليس ثمة شك في أن (تيك توك) كانت تعلم أن تحدي الإغماء القاتل كان ينتشر بواسطة تطبيقها، وأن خوارزميات الموجز الخاصة بالتطبيق كانت تتعمد عرض التحدي على الأطفال، ومنهم الفتاتان اللتان توفيتا".
وتسرد الدعوى القضائية كثيراً من الشكاوى الأخرى ضد تيك توك، زاعمة أن خوارزميات المنصة تروج محتوى ضاراً، وتسمح للمستخدمين القصر باستخدام التطبيق، ولا تحذر المستخدمين الكبار أو الأوصياء القانونيين على الأطفال من طبيعة التطبيق الباعثة على إدمانه.
وزعم محامو المركز القانوني لضحايا وسائل التواصل الاجتماعي، أن "تيك توك اهتمت بأرباحها أكثر من سلامة مستخدميها عموماً، وسلامة الأطفال المعرضين للخطر خصوصاً، وقد كانت المنصة تعرف أو كان ينبغي أن تعرف أنهم يستخدمون منتجاتها على وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة".
تسعى عائلتا والتون وأرويو للحصول على تعويض مادي، وطلبتا إجراء المحاكمة أمام هيئة محلفين في ولاية كاليفورنيا.