بغداد اليوم - متابعة
باتت فنلندا والسويد على مقربة من الانضمام لحلف شمال الأطلسي، بينما تُشير التقديرات إلى أن تجري عملية الانضمام رسميا نهاية العام الجاري.
وتخلت الدولتان الاسكندنافيتان، عن سياستهما التاريخية بالتزام الحياد، نتيجة التداعيات المتفاقمة للأزمة الأوكرانية وحالة التجاذب السياسية العالمية.
ويأتي انضمام البلدين لحلف الناتو ضمن حزمة كبرى من التعزيزات العسكرية والاستراتيجية التي يسعى إلى تفعيلها خلال الفترة الراهنة لحشد قوته في مواجهة أي تمدد روسي محتمل.
وتحدث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتبيرغ، حول خطة مواجهة التمدد الروسي، قائلًا إن: "حرب بوتين خلفت أكبر أزمة أمنية منذ الحرب العالمية الثانية".
وقال في كلمته خلال الاجتماع الأخير للدول الأعضاء قبل أيام: "سوف نعزز قواتنا القتالية على الجانب الشرقي، ونزيد قوات الرد السريع لدينا إلى 300 ألف، وسننشر المزيد من المعدات والمزيد من مراكز القيادة".
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إن روسيا سترد بالمثل إذا أقام حلف شمال الأطلسي بنية تحتية في فنلندا والسويد بعد انضمامهما إلى التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال بوتن للتلفزيون الروسي الرسمي بعد محادثات مع زعماء إقليميين في تركمانستان الجمهورية السوفياتية السابقة: "ليست لدينا مشكلات مع السويد وفنلندا مثل تلك التي نواجهها مع أوكرانيا.. إنهم يريدون الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.. فليفعلوا".
وأضاف: "لكن عليهم أن يفهموا أنه لم يكن هناك تهديد من قبل، بينما الآن إذا تم نشر وحدات عسكرية وبنية تحتية هناك، فسيتعين علينا الرد بالمثل وخلق تهديدات بنفس القدر للأراضي التي تنشأ منها التهديدات تجاهنا".
وحسب الخبير الأمني ورئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، جاسم محمد، تستهدف التعزيزات العسكرية لحلف شمال الأطلسي إلى الحدود الشرقية، مع روسيا، تنفيذ "استراتيجية ردع"، لمواجهة التمدد العسكري لموسكو في المناطق الحدودية للحلف بما يهدد مصالح أعضائه.
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، يقول محمد إن الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ فبراير الماضي، دفعت الدول الأوروبية لتغيير جانب كبير من سياساتها، سواء فيما يتعلق بالتسليح والنظم العسكرية وآليات الردع وكذلك دعم الجيوش أو السياسات الخارجية الخاصة بدعم الحلفاء وتحقيق مزيد من التعاون بين كل أعضاء الاتحاد الأوروبي لمواجهة المخاطر القائمة.
ويرى الخبير الأمني أن "العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، جعلت دول أوروبا تشعر بأن تهديد روسيا لأمنها القومي أصبح مباشرا، وهذا ما دفع دولا مثل السويد وفنلندا للخروج من الحياد الدائم والإعلان عن رغبتهما بالانضمام إلى الناتو".