بغداد اليوم- متابعة
أكد تقرير دولي صادر عن "ريج زون"، أن أسعار النفط الخام انخفضت بأكبر قدر في ثلاثة أشهر، بعد إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عزمه كبح التضخم الأكثر سخونة منذ عقود عبر مزيد من عمليات رفع أسعار الفائدة.
ولفت التقرير إلى تراجع أسعار الخام الأمريكي بنحو 6.8 فى المائة، وهو أكبر انخفاض يومي منذ آذار (مارس) الماضي بسبب رفع الفائدة الأمريكية بشكل متوال، عادا هذه استراتيجية أدت في كثير من الأحيان إلى انكماش اقتصادي، ويمكن أن تقلل من استهلاك الطاقة، حيث يركز بنك الاحتياطي الفيدرالي على إعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2 فى المائة.
واختتمت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع الماضي على تراجع بنحو 6 فى المائة، إلى أدنى مستوى فى نحو شهر وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي نتيجة رفع أسعار الفائدة الأمريكية، إضافة إلى ارتفاع الدولار الأمريكي الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع النفط الخام.
وتتطلع السوق إلى مزيد من جهود تحالف "أوبك +" لتعزيز المعروض النفطي العالمي وتضييق الفجوة بين العرض والطلب بسبب شح الإمدادات وتقلبات الطلب.
ونقل تقرير "ريج زون" عن بنك "جي بي مورجان" تأكيده أن السوق تواجه نقصا في الإمدادات كما هي الحال في الإنتاج غير الأمريكي من خارج "أوبك" والطاقة الاحتياطية للمنظمة، مشيرا إلى بقاء أساسيات الطاقة صعودية، حيث من المتوقع أن تنشط عمليات الشراء مجددا بسبب الانخفاضات السعرية.
وحذر التقرير من أن أزمة أوكرانيا أدت إلى مضاعفة الزيادات في الأسعار العالمية، وساعدت على رفع تكلفة كل شيء من الغذاء إلى الوقود، حيث حطمت أسعار التجزئة للبنزين في الولايات المتحدة الأرقام القياسية مرارا وتكرارا، وتجاوز المتوسط أخيرا خمسة دولارات للجالون، لافتا إلى دراسة البيت الأبيض وضع قيود على صادرات الوقود، في محاولة لتخفيف المعاناة من أسعار المضخة.
ولفت إلى بقاء أسعارالنفط الخام مرتفعة بأكثر من 50 فى المائة هذا العام، حيث انتعش الطلب جنبا إلى جنب مع التدفقات التجارية المتقلبة عقب الأزمة الروسية - الأوكرانية، مشيرا إلى تأكيد بنك "جي بي مورجان" أن جميع تحركات أسعار السلع أصبحت أكثر تطرفا، حيث تراجعت سيولة السوق، وإذا تعرض النفط الروسي لمزيد من عقوبات غربية، فقد ترتفع أسعار النفط بشكل حاد.
وأضاف التقرير أنه "مع استمرار الحرب في أوكرانيا، يظل التركيز على المدى الذي ستتغير فيه تدفقات النفط الروسي"، مشيرا إلى قول ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء إن "الإنتاج في مصافي التكرير في البلاد قد ينخفض 10 فى المائة هذا العام".
من جانبه، سلط تقرير "وورلد أويل" النفطي الدولي الضوء على استجابة السعودية بشكل جيد لمتغيرات السوق وتجاوبها مع طلبات مستهلكي النفط من خلال قيادة التوافق في المجموعة لتسريع زيادات الإنتاج في يوليو وأغسطس، لافتا إلى أن المجموعة ستزيد الإمدادات بنحو 648 ألف برميل يوميا فى تموز (يوليو) وآب (أغسطس) المقبلين، رغم أن معظم أعضاء "أوبك" وشركاءها غير قادرين على زيادة الإنتاج بوتيرة أوسع، مشيرا إلى أن السعة الاحتياطية الوحيدة مقصورة على عدد قليل من أعضاء الشرق الأوسط. ونوه التقرير بترحيب المستهلكين بزيادة الإنتاج، في ظل تهديد الأسعار المرتفعة بدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود، إضافة إلى العقوبات المفروضة على روسيا التي تزيد من الاضطرابات.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط بنحو 6 في المائة إلى أدنى مستوى لها في أربعة أسابيع الجمعة وسط مخاوف من أن رفع البنوك المركزية الكبرى أسعار الفائدة قد يبطئ الاقتصاد العالمي ويخفض الطلب على الطاقة.
كما ضغط على الأسعار، ارتفاع الدولار الأمريكي هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى له منذ كانون الأول (ديسمبر) 2002 مقابل سلة من العملات، ما جعل النفط أكثر تكلفة بالنسبة إلى المشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 5.6 في المائة لتبلغ عند التسوية 113.12 دولار للبرميل، بينما هبط خام غرب تكساس 6.8 في المائة ليستقر عند 109.56 دولار.
وكان هذا أدنى إغلاق لخام برنت منذ 20 أيار (مايو) وأقل مستوى لخام غرب تكساس منذ 12 أيار (مايو)، إضافة إلى أنه أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية لبرنت منذ أوائل أيار (مايو)، وأكبر تراجع لخام غرب تكساس منذ أواخر آذار (مارس).
وعلى مدار الأسبوع، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت للمرة الأولى في خمسة أسابيع، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط للمرة الأولى في ثمانية أسابيع.
وخلال الأسبوع، رفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة، إضافة إلى بنك إنجلترا والبنك المركزي السويسري.
قال جون كيلدوف، الشريك في شركة Again Capital LLC في نيويورك "قيام البنوك المركزية بتحركات كبيرة للحد من النمو من خلال رفع أسعار الفائدة والتشديد النقدي، يظهر هنا في قطاع البترول". كما تراجعت العقود الآجلة للبنزين والديزل في الولايات المتحدة بأكثر من 4 في المائة وسط مخاوف من أن يؤدي ارتفاع أسعار الضخ إلى خفض الطلب.
قالت مجموعة السيارات AAA "إن سعر الديزل في المضخة سجل رقما قياسيا مرتفعا عند 5.798 دولار للجالون الجمعة، بينما سجل سعر البنزين أعلى مستوى قياسي له عند 5.016 دولار في وقت سابق من الأسبوع".
في غضون ذلك، قال نائب وزير الطاقة الروسي الجمعة، إن "روسيا تتوقع زيادة صادراتها النفطية في 2022 رغم العقوبات الغربية والحظر الأوروبي"، حسبما نقلته وكالة "تاس" للأنباء.
من جانب آخر، ارتفع إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار سبع منصات هذا الأسبوع، فقد ارتفع إجمالي عدد الحفارات إلى 740 هذا الأسبوع - 270 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021، لكنها غير كافية لتهدئة مخاوف السوق في سوق النفط الضيقة الحالية.
وذكر تقرير "بيكر هيوز" الأمريكي الأسبوعي المعني بأنشطة الحفر أن الحفارات النفطية في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار أربعة هذا الأسبوع إلى 584 وارتفعت منصات الغاز بمقدار ثلاث إلى 154 وبقيت الحفارات المتنوعة على حالها عند اثنين.
وأشار التقرير إلى أن عدد الحفارات في حوض بيرميان ظل ثابتا هذا الأسبوع عند 345، بينما ارتفع عدد الحفارات في "إيجل فورد" بمقدار واحد إلى 69، وحفارات النفط والغاز في "بيرميان" أعلى بمقدار 108 من حيث كانت هذه المرة من العام الماضي.
ونوه التقرير بارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام إلى 12 مليون برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 10 حزيران (يونيو)، وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2020 عندما انتشر الوباء، وفقا لأحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة.