بغداد اليوم- متابعة
أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن الجمعة إنه لن يعقد اجتماعا ثنائيا مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مشيرا إلى أنه "ذاهب لاجتماع دولي"، في وقت تتبادر فيه تساؤلات حول النتائج "الحقيقية" التي يرجى تحقيقها.
ورغم تصريحات بايدن الأخيرة، إلا أن عليه إعادة ترتيب "المصالح الأميركية" مع السعودية، والتأكيد على أن الرياض لا تزال تتمتع بمزايا دولة "صديقة" مع واشنطن، وفق تحليل نشرته صحيفة "أتلانتك" للكاتب جرايم وود.
وأوضح التحليل أن "الرئيس بايدن لا يزال لا يحب ولي العهد السعودي"، ولكن المصالح والعلاقات الأميركية – السعودية تتطلب أن يلتقيا بالنهاية، وحتى إن كانت "السعودية مثيرة للمشاكل" إلا أنها دولة مفيدة للغاية لأن تكون "إلى جانبك".
بايدن قال عندما كان مرشحا رئاسيا إنه يريد أن يجعل السعودية "منبوذة"، واتخذ موقفا أكثر صرامة بشأن سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان.
وقال كاتب التحليل إنه كان قد سمع من ولي العهد السعودي قوله إنه "ببساطة، لا يهتم" برأي الرئيس الأميركي .
ويؤكد التحليل أن "المصالح الأميركية على المحك، وتركها من دون حماية أمر غير صائب"، مشيرا إلى أن واشنطن لطالما تعاملت مع أشخاص تراهم غير جيدين، إذ أنها تتعامل مع دولة مثل إيران، "فما الذي يمنعها من التعامل مع السعودية؟"
ودعا إلى معالجة "العلاقات مع السعودية من منظور موضوعي"، مشيرا إلى أن "جزءا من معالجة العلاقة السعودية من منظور موضوعي هو الإصرار على أن الاجتماع سوف يسفر عن نتائج موضوعية".
وذكر أن "الابتسامة والمصافحة هي نتيجة من منظور شخصي (للاجتماع). أما النتيجة الموضوعية هي صفقة يوافق فيها كل جانب على القيام بشيء جوهري لا يفضل القيام به".
وأكد التحليل أن "الاجتماع بات أمرا محتما"، ولكن يبقى السؤال ما الذي يمكن أن يحصل عليه بايدن مقابلة زيارته للرياض؟ وما الذي قد يتنازل عنه؟
ويشير التحليل إلى أن "النفط" هو الطلب الأبرز لبايدن، من أجل دفع "أوبك بلس" لضخ المزيد من الخام في السوق الدولية.
ولفت أن ما تسبب في جعل ولي العهد السعودي "منبوذا"، أنه قام "بحبس أو إخضاع كل من انتقدوه، أو كان لديهم فرصة لتشكيل تهديد على سلطته" ليتمكن من القيام بـ"إصلاحات ضخمة".
وأكد التحليل أنه يتوجب على ولي العهد "من أجل أن يعيد تأهيل نفسه" على المستوى الدولي، أن يركز على قضايا حقوق الإنسان، ويتخلى عن النظام القاسي الذي بدأه قبل خمس سنوات، والسماح بإطلاق سراح بعض المعتقلين أو الممنوعين من السفر، ناهيك عن إعادة بناء المؤسسات التي ستوفر له غطاء، لأنه لن ينظر إليه على أنه مسؤول بالكامل عن خطأ ترتكبه بلاده.
وأصبحت رغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع دول الخليج أكثر إلحاحا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في الوقت الذي تتطلع فيه أوروبا إلى تقليص اعتمادها على روسيا في الحصول على الطاقة، بحسب تقرير لوكالة رويترز.