بغداد اليوم _ متابعة
يعمل الشاب أحمد الصفدي في صيانة الدراجات الهوائية في قلب مدينة صيدا جنوبي لبنان، ويواجه صعوبة كبيرة في العمل وخدمة زبائنه لصيانة دراجاتهم عند انقطاع التيار الكهربائي، الذي يغذي البلاد حاليا لمدة ساعتين فقط من أصل 24 ساعة يوميا.
ولمواجهة أزمة ارتفاع سعر الوقود وانقطاعه المتكرر من المحطات، حاول الصفدي أن يحل المشكلة على طريقته الخاصة، وحوّل سيارته التي كانت تعمل بالبنزين في البداية إلى الكهرباء، بالاعتماد على 6 بطاريات عادية مخصصة أصلا للدراجات النارية.
لكن مع انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، زود الصفدي سيارته بلوحة من خلايا الطاقة الشمسية تكاد توازي حجم السيارة، ليستغني بشكل نهائي عن التيار الكهربائي الذي كان يؤمنه من المولدات الخاصة، ومن كهرباء وزارة الطاقة والمياه في لبنان.
وقال الصفدي (35 عاما) في حديث تابعته (بغداد اليوم): "عليك أن تتحرك سريعا لابتكار أفكار جديدة لمواصلة العمل وكسب الرزق في مواجهة الأزمات التي تعترض طريقك".
ويقضي الصفدي معظم وقته في ورشته لتصليح الدراجات الهوائية، ويستعمل السيارة للتنقل عند الحاجة، وفي أوقات العمل يوصل كهرباء السيارة بالورشة لتعمل أدواته الصناعية كذلك على الطاقة الكهربائية المستمدة من خلايا الطاقة الشمسية المثبتة على سطحها.
قصة الطاقة النظيفة
بدأت القصة عندما اشترى الصفدي سيارة صغيرة مستعملة تعمل بالبنزين، وبعد الارتفاع الكبير لسعر صفيحة البنزين عمد إلى نزع المحرك القديم منها، وقال: "زودتها بمحرك كهربائي يتم شحنه عبر المقبس بالطاقة الكهربائية المنزلية، وجهزتها لهذه الغاية بمجموعة من البطاريات الصغيرة التي كانت تفي بالحاجة تماما".
لكن مع الانقطاع شبه الكلي للكهرباء وتوقف محرك السيارة عن العمل، كان لا بد من طريقة أخرى لتطوير السيارة لتواكب الأزمات وتحل مشكلة التنقل من أساسها.
ولجأ الصفدي إلى تركيب لوح خلايا ضوئية على سطح السيارة، يستمد الطاقة من الشمس ليشحن نظام البطاريات الذي يدير سيارته.
وأضاف: "عندما أستخدم السيارة لمسافة طويلة في أيام الشمس المشرقة تستهلك الطاقة فقط من لوحة الخلايا الشمسية، وفي نفس الوقت يتم شحن البطاريات الست في السيارة، وأوفر كلفة الاشتراك بالمولدات الخاصة التي كانت تستنزف معظم ما أجنيه من المال خلال عملي اليومي".
وتابع: "جهزت مكانا أمام ورشة الصيانة لوصل جهاز توليد الكهرباء في السيارة بالورشة، لأتمكن من تشغيل المعدات الكهربائية التي استخدمها في مهنتي بتصليح الدراجات".
عملية على الطريق
على الطريق تندفع السيارة بعجلاتها الأمامية مع ذراع تحويل القوة للعجلات بنظامين: سريع وبطيء، ويبلغ وزن السيارة مع بطارياتها الست التي تأخذ مكانها في القسم الخلفي من السيارة والبطارية المخصصة للوح الطاقة الشمسية، حوالي 600 كيلوغرام.
وعن كلفة تحويل هذه السيارة من العمل بالبنزين إلى الكهرباء ثم الطاقة الشمسية، أوضح الصفدي: "بلغت حوالي 3 آلاف دولار، بما في ذلك سعر السيارة الأساسي".
وختم بالقول: "خطوتي التالية تحويل سيارة أكبر للسير بالطاقة الشمسية، وقد تكون عائلية كبيرة، لأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة يبدو أنها متواصلة مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي والارتفاع الكبير في أسعار الوقود. وصل سعر صفيحة البنزين حاليا إلى ما يقارب 700 ألف ليرة، أي ما يوازي الحد الأدنى للأجور في لبنان، ونصف راتب موظف في الدولة".