الصفحة الرئيسية / مواقف خجولة تجاه الاعتداءات.. من أباح لتركيا ملاحقة "حزب العمال" بالعمق العراقي ؟

مواقف خجولة تجاه الاعتداءات.. من أباح لتركيا ملاحقة "حزب العمال" بالعمق العراقي ؟

بغداد اليوم- تقرير: احمد فاضل 

يواصل طيران الجيش التركي غاراته المتوالية التي ينفذها في أراضي إقليم كردستان، وسط إدانات محلية ودولية للعمليات بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.

وفي أخر مستجدات التوغل التركي في العمق العراقي، نفذ طيران الجو التابع لوزارة الدفاع التركية غارة جديدة على تجمع لعناصر حزب العمال بقضاء كلار في محافظة السليمانية.

من جانبه، أعلن جهاز مكافحة إرهاب كردستان، حصيلة القصف في بيان رسمي تلقته (بغداد اليوم)، حيث  قال فيه إن " أربعة قتلى وجريح واحد حصيلة قصف عجلة تابعة لحزب العمال بقضاء كلار من قبل طائرة مسيرة تركية".

وعلى صعيد متصل، وفي أول رد فعل على حادثة القصف الجديدة التي استهدفت عناصر من الحزب العمال الكردستاني.، علقت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية.

وقال عضو اللجنة مهدي تقي، لـ (بغداد اليوم)، إن "القصف التركي في قضاء كلار تطور خطير، فالجانب التركي يتمادى يوما بعد يوم  وأصبح ألان يقصف المدن السكينة".

ووصف تقي عملية القصف الجديدة في كلار، بأنها " تهديد خطير لأمن العراق وحياة المواطنين"، فيما شدد بالوقت نفسه على ضرورة "عدم اكتفاء الحكومة العراقية ببيانات الاستنكار والشجب".

وأكد النائب، أنه "على الحكومة التحرك وفق الطرق الدبلوماسية وغيرها لحفظ سيادة العراق وأمنه والحفاظ على حياة المواطنين من العدوان التركي، الذي أصبح يهدد الأمن القومي".

وفي ذات السياق، لم تظهر لغاية كتابة هذا التقرير أي تصريحات او إدانات رسمية سواء من الحكومة الاتحادية أو حكومة إقليم كردستان، رغم أن حزب العمال مصنف كتنظيم إرهابي دولياً، ما يوضح حجم الخجل من مواجهة هذا التوغل المستمر منذ سنوات دون أي تحركات عسكرية لإيقافه.

وبوقت سابق من اليوم، أعلنت وزارة الدفاع التركية، قتل ستة عناصر من حزب العمال الكردستاني، شمالي العراق، من دون تحديد مكان العملية بالضبط.

وقالت الوزارة في بيان، اطلعت عليه (بغداد اليوم)، إن "الجيش التركي تمكن من تحييد 6 إرهابيين من بي كى كى في إطار عملية المخلب ـ القفل شمالي العراق"، على حد وصف البيان.

وأكدت الوزارة وفق بيانها الذي نقلته وكالة الأناضول التركية، "استمرار العملية بعزيمة وإصرار كبيرين.

و قتل شخص على الأقل في قصف، الأربعاء الماضي، استهدف قضاء سنجار، وفقا لمصادر أمنية ومحلية اتهمت تركيا بالوقوف وراء الهجوم.

وتتعرض منطقة سنجار المعقل الرئيسي للأقلية الإيزيدية في العراق، لهجمات تركية متكررة تستهدف مقار لحزب العمال الكردستاني.

بالمقابل، أكد النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني بريار رشيد، أن تكرار القصف التركي على المناطق العراقية هو بسبب صمت الحكومة.

وقال رشيد لـ (بغداد اليوم)، إن "القصف التركي كان يختصر على المناطق الحدودية في الإقليم، ولكن اليوم يطال مناطق سكنية وتجمعات مدنية".

وأضاف، أن "الحكومة في موقفها الضعيف أعطت تركيا الشرعية في تكرار الانتهاكات لسيادة البلد، ويجب وجود مواقف حازمة من البرلمان في المرحلة المقبلة للتصدي لهذه الاستهانة بالسيادة".

وخلال الـ 24ساعة الماضية، عقدت قوى الإطار التنسيقي في بغداد اجتماعا هاما استضافت فيه رئيس حكومة تصريف الإعمال، مصطفى الكاظمي لمناقشة الاعتداءات التركية المستمرة على الاراضي العراقية.

وذكر الاطار في بيان تلقته (بغداد اليوم) أنه "عقد اجتماعه الدوري مساء اليوم الخميس، لبحث عدد من القضايا الأمنية والسياسية مع رئيس مجلس ابرزها الانتهاكات التركية، فضلا عن التحديات التي تشهدها البلاد في مجال الحرب على الارهاب".

ويخوض حزب العمال الكردستاني تمرّدا ضد الدولة التركية منذ عام 1984، ويتمركز في مناطق جبلية نائية في العراق، 

في منتصف نيسان/ابريل، أعلنت تركيا التي تقيم منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق، تنفيذ عملية جديدة ضد المقاتلين الأكراد.

وتأتي العملية التي أطلق عليها أسم "قفل المخلب" بعد عمليتي "مخلب النمر" و"مخلب النسر" اللتين أطلقهما الجيش التركي في شمال العراق عام 2020.

خلال شهر أيار/مايو، كانت سنجار مسرحا لمواجهات بين الجيش العراقي ومقاتلين إيزيديين تابعين لحزب العمال الكردستاني، الأمر الذي أدى لنزوح أكثر من عشرة ألاف شخص.

ويُقدّر عدد العسكريين الأتراك (ضباط وجنود)، الموجودين في القواعد والمعسكرات التركية شمالي العراق، بأكثر من 7 آلاف عنصر يتحركون بمساحات جغرافية واسعة تصل إلى حوالى 100 كلم في عمق الأراضي العراقية. 

وإضافةً إلى القواعد والمقرات العسكرية، ينشط جهاز الاستخبارات التركي (MIT) على نطاق واسع في إقليم كردستان. وبحسب التقارير، هناك 4 مقرات رئيسية له في كلٍّ من العمادية وماتيفا وزاخو وكاراباسي في مركز مدينة دهوك.

وبما أنَّ أنقرة ترى أنَّ الاقتصاد يمثّل أحد أهم وأبرز مرتكزات وأسس التوسع والتمدّد، فإنها لم تكتفِ بتكريس وجودها العسكري والاستخباراتي في العراق وترسيخه، إنَّما راحت تعززه بحضور اقتصادي في مجال الاستثمارات النفطية، إذ يعمل عدد من شركات النفط التركية في 8 حقول في إقليم كردستان.

ولدى شركة "كنل إنيرجي" حصصاً، وبنسب مختلفة، في البلوكات النفطية في الإقليم، فهي تملك 25% في بلوك طاوكي، و40% في بلوك بيربهر، و40% في بلوك دهوك، و44% بلوك بناوي، و44% في بلوك طقطق، و75% في بلوك ميران، و60% في بلوك جيا سورخ.

وتملك شركة "بيت أويل" أيضاً حصصاً في حقول جيا سورخ وبلكانة بنسبة 20%، فضلاً عن أنَّ الجزء الأكبر من أنبوب نفط الإقليم الذي يمتدّ إلى ميناء جيهان التركي يقع داخل الأراضي التركية، إذ يبلغ طوله 896 كلم، ويبدأ من حقل خورملة جنوب أربيل، ويمتدّ داخل أراضي إقليم كردستان إلى مسافة 221 كلم، حتى منطقة فيشخابور قرب الحدود مع تركيا، ويقع 675 كلم منه داخل الأراضي التركية، ويخضع لإشراف شركة "بوتاش" التركية التي تجني عوائد مالية كبيرة منه.

وبعد كل هذه التطورات والاعتداءات التركية مع استمرار القوى السياسية في العراق والجهد العسكرية بالصمت الكبير وعدم ردع التوسع التركي، يبرز السؤال الاهم، هل سيستطيع العراق كبح جماح الاندفاع التوسعي التركي تجاهه؟ وماذا عن تبعاته وآثاره وتداعياته المستقبلية؟.

17-06-2022, 13:34
العودة للخلف