بغداد اليوم - ترجمة
كشفت دراسة حديثة، نِشرت اليوم الجمعة، أن اللوم قد يقع على إنسان نياندرتال واحد في نقل جينة وراثية إلى ما يصل إلى ملايين الاشخاص الذي اصيبوا وماتوا جراء فيروس كوفيد.
وبحسب تقرير صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الذي ترجمته (بغداد اليوم) ، قال الخبير الذي قاد الدراسة إن الفيروس "جاء من مجرد اتصال رومانسي جنسي واحد بين إنسان نياندرتال وعضو اخر منحدر من جنسنا البشري".
وأضاف "لو لم يحدث هذا الفعل الجنسي قبل 60 ألف عام، لكان من الممكن إنقاذ العديد من الأرواح من الفيروس القاتل".
قال البروفيسور جيمس ديفيز، الأستاذ المشارك في علم الجينوم في قسم الطب بجامعة أكسفورد: "إذا توقفت وفكرت في الأمر، فهذا يأتي من علاقة بين الأنواع وطفل واحد".
وتابع: "إذا كان موعد العشاء بين الإنسان والنياندرتال قد ساء، لكنا قضينا وقتًا أفضل بكثير في كوفيد، ولما كان لدينا مئات الآلاف من الوفيات".
يذكر انه تم الكشف عن دور إنسان نياندرتال في جعل البشر أكثر عرضة للإصابة بكوفيد لأول مرة في عام 2020، لكن تم الكشف عن "الارتباط الرومانسي" الوحيد وراء ذلك من خلال التحليل الدقيق للجينات التي قامت لها هذه الدراسة".
وأشار تقرير الدراسة الى أن "الاختلاف الجيني الذي يمتلكه بعض الناس الآن، والذي جاء من إنسان نياندرتال، يرتبط بجين يسمى LZTFL1 ويعتقد أنه يعمل على خلايا الرئة، وتطور هذه الخلايا بروتينًا مهمًا على سطحها، يستطيع فيروس كورونا أن يلتصق به وينتشر عبر الرئتين، مما يتسبب في مزيد من الضرر الذي يمكن أن يكون مميتًا.
ويعد هذا الانحراف الجيني أكثر شيوعًا لدى الأشخاص من أصل جنوب آسيوي، ويمكن أن يفسر جزئيًا ارتفاع عدد القتلى في الهند أثناء الوباء".
وانقرض إنسان نياندرتال في أوروبا قبل حوالي 24,000 سنة مضت.
عاش إنسان نياندرتال في أوروبا وآسيا الغربية (المساحة الممتدة من إسبانيا وحتى أوزبكستان في فترة تزامنت مع العصر الجليدي الذي جاب معظم أرجاء أوروبا وآسيا قبل مائتين وثلاثين ألف سنة. وكشفت أحدث الدراسات عن وجود هذا الإنسان في فلسطين وليبيا بالقرب من بلدة بلغراي تؤكد معاصرة هذا الإنسان للإنسان المعاصر ويعتقد العلماء بأن أجسامهم القصيرة والممتلئة والقوية هي من أهم أسباب بقائهم في العصر الجليدي. وبمراجعة الأدوات المكتشفة معهم عرفوا بأنهم صيادون ماهرون ويتغذون على الطرائد. ويسجل العلماء بأنهم كانوا يصطادون في جماعات وفرق مما أدى إلى مواجهة مصاعب الصيد والحيوانات المفترسة الأخرى. يسجل لهذا الإنسان مقدرته على الكلام ولكن يلاحظ عليه افتقاره لتركيب الكلمات المعقدة أو تكوين مفاهيم أكثر تعقيدا كالفن وغيره فقد ظلوا بدائيين جداً. کان معدل حجم مخ النیاندرتال البالغ أكبر من معدل حجم المخ للإنسان الحالي بنسبة 10% تقریبا. لا يعرف إلى الآن سبب انقراض هذا النوع من البشر، ولكن بعض الدراسات رجحت أن عيونه الكبيرة كانت أحد الأسباب لانقراضه.
يعود تاريخ أقدم مستحاثات النياندرتال في أوروبا إلى ما بين 450000 و 430000 عامًا، توسع النياندرتال بعد ذلك في جنوب غرب ووسط آسيا. يعرف النياندرتال من خلال العديد من المستحاثات وكذلك مجموعات الأدوات الحجرية. تدعى كل التجمعات التي تقل أعمارها عن 160000 سنة حضارة موستيرية، والتي تتميز بأدوات مصنوعة من رقائق الحجر.
كان النياندرتال ذوي بنية ضخمة مقارنة بالإنسان الحديث، وامتلكوا أرجل أقصر وأجساد أكبر. وكان ذلك على الأرجح تكيفًا للحفاظ على الحرارة في المناخات الباردة بحسب قاعدتي بيرجمان وآلن. امتلك ذكور وإناث النياندرتال قحف جمجمة بلغ متوسط حجمه 1600 سم مكعب للذكور (98 إنش مكعب) و 1300 سم مكعب للإناث (79 انش مكعب). وهي ضمن نطاق قيم الإنسان الحديث. بلغ متوسط طول الذكور نحو 164 إلى 168 سم (65 إلى 66 إنش) وطول الإناث 152 إلى 156 سم