الصفحة الرئيسية / تحت الحصار.. مزارع أوكراني يدافع عن أرضه أمام الجيش الروسي

تحت الحصار.. مزارع أوكراني يدافع عن أرضه أمام الجيش الروسي

بغداد اليوم - متابعة 

بعد أن ظل يعمل بمزرعته على مدار 20 عاما الماضية، يخشى المزارع، أولكسندر تشابليك، أن يتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا من خسارة الأرض التي كانت تزود قريته باللحوم ومنتجات الألبان والمواد الغذائية الأخرى.

 

وقال تشابليك البالغ من العمر 55 عامًا لصحيفة "نيويورك تايمز": "نحن محاصرون من جميع الجهات. إنه ثاني شهر بلا ضوء ولا ماء ولا غاز ولا اتصال ولا إنترنت ولا أخبار".

 

وأضاف أن حياة القرية باتت "في رعب"، مستدركا: "لكن الناس بحاجة لتناول الطعام. أنا رجل أعمال. لذلك أنا أقوم بعملي".

 

يمتلك تشابليك حوالي 75 فدانًا من الأراضي في قرية بالقرب من مدينة سيفيرودونيتسك، حيث يشتد القتال بين القوات الروسية والأوكرانية للسيطرة على البلدات والمدن الشرقية خلال الأيام الأخيرة. 

 

ويتعرض الريف المحيط بمزرعة تشابليك لقصف مستمر تقريبًا من قبل القوات الروسية التي تحاول محاصرة القوات الأوكرانية الواقعة في أقصى شرق البلاد وفرض حصار على سيفيرودونتسك وليسيتشانسك.

 

تسبب هدير أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة التي يتم إطلاقها جنوب المزرعة في هز نوافذ وأبواب منزله. وقال وهو يقوم بجولة في مزرعته للصحيفة الأميركية: "لا تقلق، هؤلاء أوكرانيون. الحمد لله، الرجال صامدون".

 

لكن الحرب اقتربت بشكل خطير، حيث باتت القنابل وقذائف المدفعية الروسية تصل لمزرعته مما شكل ندوبا في حقوله المليئة بالأبقار. وأضاف أن الصواريخ أطلقت قنابل عنقودية ما زالت متناثرة في حقول القش.

 

قال وهو يسير بجانب أقفاص أبقاره الحلوب: "إنهم يريدون أن يأكلوا العشب. لكن لا يمكنني ترك الأبقار ترفرف على هذا العشب بسبب هذه القنابل، وأخشى أن تسقط في الحفر التي أحدثتها" الحرب.

 

"لا أستطيع ترك الناس"

 

وبينما يتابع تقدم الحرب والتقدم المطرد للقوات الروسية، فإن تشابليك يعرض نفسه لخطر كبير بالبقاء في قريته التي طلب عدم ذكر اسمها حتى لا تتعرض للانتقام من القوات الروسية.

 

ويعمل تشابليك على تفوير الإمدادات الغذائية والمعلومات الأساسية لسكات قريته على الرغم من الحرب التي أدت لفرار الكثير من عمال مزرعته.

 

ويبرر عدم فراره من ويلات الحرب قائلا: "لا أستطيع ترك الناس. إذا غادرت، فلن أتمكن من العودة إلى القرية، ولن أتمكن من النظر في أعين الناس مرة أخرى".

 

واضطر تشابليك إلى تقليص عمله بينما كان يحاول الحفاظ على إنتاج المزرعة وإطعام العمال ودفع أجورهم، إذ يدير ماكينات الحليب بالمولدات الكهربائية، لكن لا يمكنه تشغيل ثلاجاته إلا لمدة 12 ساعة في اليوم.

 

وتابع: "كنا نصنع ما يقرب من 100 من منتجات الألبان المختلفة. لدي جبنة بارميزان عمرها سنتان. لقد صنعت منتجات فريدة لم يكن أحد يصنعها، قشدة حامضة، كريمة، موزاريلا، بوراتا".

 

وأضاف أنه بدون كهرباء اضطر إلى خفض الإنتاج بشكل كبير، لا سيما مع انخفاض عدد العمالة لديه. وأردف: "لدي حقول وآلات وديزل لكن ليس لدي عمال". وبقي معه 10 عمال فقط يعيشون سويا ويأكلون معا.

 

وقال إن هناك طعام سيتوفر لسكان القرية من البطاطس المزروعة بالفعل لكن اللحوم والحليب سيصبحان شحيحين في قادم الأيام.

 

ومضى قائلا: "إذا لم أقوم بإعداد العلف لأبقاري فإنها ستموت هذا الشتاء. لا يمكنني قطع الحشائش بسبب القنابل العنقودية في الحقول وأنا بحاجة إلى 12 ألف رزمة قش وليس لدي العمال".

 

وكانت القوات الانفصالية المدعومة من روسيا سيطرت على المنطقة ذاتها في عام 2014 لكنها تراجعت بعد أشهر قليلة. وقال تشابليك إنه لا يتوقع أن يتوقف الرئيس فلاديمير بوتين هذه المرة. 

 

وأضاف أن الرئيس الروسي يريد الاستيلاء على مساحات شاسعة من البلاد من مدينة خاركيف في الشمال الشرقي إلى أوديسا في الجنوب الغربي.

وتابع: "لن يهدأ. سيقاتل لمدة عام، اثنان، وثلاثة حتى يصل إلى هدفه".

4-06-2022, 22:30
العودة للخلف