بغداد اليوم _ متابعة
رغم رغبتها في توسيع مساعدتها لروسيا دون الاصطدام بالعقوبات الغربية، بدأت الصين تشتكي من "الطلبات الروسية المحبطة" في وقت يعاني فيه الكرملين من الفشل في أرض المعركة.
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" أن موسكو ضاعفت طلباتها من بكين، وطالبت الصينيين بالارتقاء إلى مستوى تأكيدهم السابق على "شراكة بلا حدود" التي تم الاتفاق عليها قبل أسابيع من بدء الحرب في أوكرانيا.
في المقابل، تنقل الصحيفة عن مسؤوليين أميركيين وصينيين، أن بكين تريد توسيع مساعدتها لكن دون التعرض للعقوبات الأميركية والغربية.
وضغطت موسكو في مناسبتين على الأقل على بكين لتقديم أشكال جديدة من الدعم الاقتصادي، وفق ما ينقل التقرير.
وتحدث المسؤولون المطلعون على المحادثات عن الموضوع، شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الأمر.
وامتنعوا عن الكشف عن تفاصيل طلبات روسيا، لكن مسؤولا قال إنها تشمل الحفاظ على "التزامات تجارية" اتفق عليها قبل غزو أوكرانيا في 24 فبراير، بحسب التقرير.
وقال مصدر صيني لواشنطن بوست" إن بلاده تتفهم "مأزق موسكو، ولكن لا يمكنها تجاهل الوضع"، مشيرا إلى أن الصين "ستعمل دائما من أجل مصلحة الشعب الصيني".
وقال مسؤولون صينيون وأميركيون إن الصين في مأزق وتحاول مساعدة أهم شريك استراتيجي لها، والذي بدأ حربا لم تتوقع بكين أن تدخل الآن شهرها الرابع.
وأضاف المسؤولون الذين تحدثوا للصحيفة "إن الرئيس شي جين بينغ كلف أقرب مستشاريه التوصل إلى طرق لمساعدة روسيا ماليا ولكن دون انتهاك العقوبات".
ويقول مسؤول أميركي إن الصين حاولت إيجاد "فرص أخرى" دبلوماسيا لإظهار دعمها، كإجراء تدريبات عسكرية مشتركة، لدعم روسيا.
وقال المسؤول الأميركي "ما تحاول الصين القيام به هو أن تكون مع روسيا وأن تلتزم الحياد علنا وألا تتعرض للخطر ماليا"، لكن هذه الأهداف المتناقضة يصعب الوفاء بها في نفس الوقت، بحسب ما يضيف للصحيفة.
ودعت الصين إلى إنهاء الحرب لكنها رفضت الانضمام إلى تحالف عالمي لفرض عقوبات على موسكو، وألقت باللوم في الصراع على الولايات المتحدة وتوسع حلف شمال الأطلسي في أوروبا.
وأشار المسؤول الصيني، بحسب التقرير، إلى أن الحرب في أوكرانيا استمرت لفترة أطول بكثير مما كان متوقعا، وأوضحت بكين لموسكو أن إنهاء الصراع سيسمح للصين بمزيد من الفسحة لمعارضة العقوبات وتنمية العلاقات التجارية داخل روسيا في أعقاب نزوح الشركات الأجنبية.
وفشلت القوات الروسية في السيطرة على أوكرانيا وتواجه صعوبات في التقدم على طول خطوط الجبهات المختلفة.
وأصيب القادة العسكريون الغربيون بالذهول أمام الانطلاقة الفاشلة للروس في حربهم ضد أوكرانيا قبل شهرين، بناء على أخطاء كبيرة في التقدير تمثّلت بهجمات على عدة جبهات دون تغطية جوية، وأرتال مدرعات بدون دعم وغياب التنسيق والاستخفاف بالمقاومة الأوكرانية.