الصفحة الرئيسية / بايدن “يلعب بالنار” مجدداً.. هل تخوض أمريكا حرباً ضد الصين

بايدن “يلعب بالنار” مجدداً.. هل تخوض أمريكا حرباً ضد الصين

بغداد اليوم-متابعة

"نعم، سندافع عن تايوان عسكرياً إذا هاجمتها الصين!"، من الصعب أن يحدث سوء فهم لتلك الإجابة الحاسمة من جو بايدن، والتي وصفتها بكين بأنها "لعب بالنار"، فهل قد تدخل أمريكا حرباً للدفاع عن تايوان فعلا؟
تصريح بايدن القاطع جاء خلال زيارته الأولى إلى آسيا، وبالتحديد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، كما كرر الرئيس الأمريكي تصريحاته المتشددة تجاه ما يصفها بأنها نوايا الصين العدائية تجاه جيرانها، وعقد قمة لمجموعة "كواد" التي تراها بكين مرادفاً آسيوياً لحلف الناتو.
"كواد" تعني الرباعية، والأطراف الأربعة: هي الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند، وعقد قادة تلك الدول، الثلاثاء 24 مايو/أيار، قمة في العاصمة اليابانية طوكيو، سلطت الضوء على أول رحلة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى آسيا، منذ أن صار رئيساً للولايات المتحدة، في ظل مساعيه لتعزيز التحالفات والشراكات للتصدي لنفوذ الصين المتنامي في المنطقة، بحسب تحليل لشبكة CNN.
"زلة لسان" جديدة لبايدن حول تايوان هذه المرة!
وجَّه أحد الصحفيين سؤالاً مباشراً للرئيس الأمريكي بشأن إذا ما كانت الولايات المتحدة ستتدخل عسكرياً للدفاع عن تايوان إذا ما هاجمتها الصين، فلم يتردد بايدن وأجاب قائلاً: "نعم".
كانت "نعم"، تلك الكلمة المكونة من ثلاثة حروف (بالإنجليزية والعربية أيضاً)، بمثابة زلزال جيوسياسي بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، أو هي "طلقة رصاص" انطلقت بالفعل، لكن لا أحد يمكنه الجزم بأين استقرت أو من قد تكون قتلت.
فالصين تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها بموجب سياسة "الصين الواحدة"، وتقول بكين إنها الأمر الأكثر حساسية وأهمية في علاقاتها بالولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه تقوم سياسة الولايات المتحدة على الاعتراف بأن "الصين واحدة" ولا تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع تايوان.

كانت الصين وتايوان قد انفصلتا خلال حرب أهلية في الأربعينيات، وتعتبر تايوان نفسها دولة ذات سيادة وتحظى بدعم أمريكي وغربي، لكن بكين لا تزال تصرُّ على أنه ستتم استعادة الجزيرة في وقت ما، وبالقوة إذا لزم الأمر. ولا يعترف بتايوان سوى عدد قليل من الدول؛ إذ تعترف معظم الدول بالحكومة الصينية في بكين بدلاً عن ذلك. ولا توجد علاقات رسمية بين الولايات المتحدة وتايوان، ولكن لدى واشنطن قانون يلزمها بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.
وفي هذا السياق، تنظر الصين إلى النظام الديمقراطي ذاتي الحكم في تايوان على أنه محافظة صينية منفصلة، ولم تستبعد استخدام القوة لتحقيق الوحدة، ووصلت التوترات بين بكين وتايبيه إلى ذروتها منذ عقود، في ظل إرسال الجيش الصيني عدداً قياسياً من الطائرات الحربية بالقرب من الجزيرة، في استعراض للقوة لا يخفى على دول المنطقة الأخرى.
وبالتالي، فإن كلمة "نعم" التي قالها بايدن تمثل تغييراً جذرياً في سياسة الولايات المتحدة تجاه تايوان وهي السياسة التي تحمل عنوان "الغموض الاستراتيجي"، أي أن واشنطن لا تكشف عن نواياها في حالة إقدام بكين على ضم تايبيه بالقوة، وهو ما تشير إليه الصين بإعادة التوحيد، بينما تصفه الولايات المتحدة بالغزو.
ولا شك أن الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي تصفه موسكو بأنه عملية عسكرية خاصة بينما تصفه واشنطن بأنه غزو، قد أشعل التكهنات أيضاً بشأن خطوة الصين المقبلة تجاه تايوان، فأوجه التشابه بين الملفين حاضرة بقوة رغم نفي بكين وتايبيه وواشنطن أيضاً لذلك التشابه.
هل يلعب بايدن بالنار فعلاً؟
الرد الصيني على تصريح بايدن لم يتأخر بطبيعة الحال، وقال مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة الصيني الإثنين 23 مايو/أيار إن الولايات المتحدة "تلعب بالنار"، وفق ما ذكر موقع الإذاعة الألمانية دويتش فيلة نقلا ًعن وكالة شينخوا الصينية الرسمية.
وقال تجو فينغليان، وهو متحدث باسم المجلس الذي غالباً ما يُعتبر بمثابة الحكومة الصينية، إن الولايات المتحدة "تستخدم ورقة تايوان لاحتواء الصين وستحترق بنفسها".
ودعت بكين الرئيس الأمريكي إلى "عدم التقليل من شأن تصميمها الحازم" على "حماية سيادتها". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبن أمام الصحفيين: "نطالب الولايات المتحدة بتجنب إرسال إشارات خاطئة إلى القوى الاستقلالية" في تايوان.

25-05-2022, 00:24
العودة للخلف