بغداد اليوم - متابعة
تتحرى السلطات الصحية بأنحاء العالم أمر زيادة غامضة بحالات الالتهاب الكبدي الشديدة بين أطفال صغار أدت لوفاة 11 طفلا حول العالم، حسب إحصائية لصحيفة واشنطن بوست.
ويشارك محققون وباحثون من وكالات الصحة العالمية، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإسرائيل، وإيطاليا، واليابان، الآراء لمشاركة البيانات والفرضيات بشأن المرض.
والتهاب الكبد الوبائي مرض نادر في الأطفال الأصحاء. واحتاج أكثر من 20 طفلا إلى إجراء عمليات زرع كبد بسبب الإصابات الأخيرة.
وتنقل واشنطن بوست بدايات ظهور الحالات في مستشفى برمنغهام بولاية ألاباما حيث كان طفل صغير يتقيأ منذ أيام، مع اصفرار العينين والتهاب الكبد بشدة.
وقد أجرت له أخصائية أمراض الجهاز الهضمي للأطفال، هيلينا غوتيريز، اختبارات الدم التي استبعدت على الفور جميع الأسباب الشائعة لالتهاب الكبد الفيروسي، مشيرة إلى مدى ندرة تشخيص التهاب الكبد الحاد بسبب غير معروف في طفل يتمتع بصحة جيدة.
وفي غضون أسبوع، ظهر طفل آخر يعاني من نفس الأعراض في مركز "تشيلدز أوف ألاباما". ثم ثالث. تقول غوتيريز: "بدأنا نفكر، ربما ثلاث حالات فقط وينتهي الأمر".
لكن الحالات استمرت في الظهور. وخلال الأشهر الأربعة التالية، كان الأطباء يتابعون تسعة أطفال، جميعهم تقل أعمارهم عن 6 سنوات، ويعانون من التهاب حاد في الكبد لسبب مجهول. وقد تم نقل طفلين إلى مستشفى خارج الولاية لزرع الكبد.
ولم تقتصر ظاهرة هذه الإصابات غير المعروفة المصدر بالتهاب الكبد على الولايات المتحدة، إذ سجلت عشرات الحالات في كل أنحاء أوروبا، مما أثار مخاوف من إمكان تحولها وباء جديدا.
وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الأربعاء، إن ما اعتقد أطباء ألاباما أنه تفش محلي في أكتوبر الماضي تطور إلى مرض عالمي غامض أصاب ما لا يقل عن 520 طفلا في 20 دولة، بما في ذلك 180 في الولايات المتحدة.
وقد توفي 11 طفلا حول العالم، من بينهم خمسة في الولايات المتحدة. وأكثر من عشرين احتاجوا إلى عمليات زرع كبد.
تقول أخصائية الأمراض المعدية عند الأطفال في مركز إمبريال كوليدج في لندن، إليزابيث ويتاكر التي أبلغت دولتها عن 176 حالة: "إنه أمر غير معتاد للغاية لأن هؤلاء أطفال أصحاء"، ومعظمهم تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
وأوضحت أن التهاب الكبد الخفيف شائع إلى حد ما عند الأطفال، لكن الأطباء يرون شيئا مختلفا ومثيرا للقلق: وهي إصابة شديدة في كبد الأطفال لدرجة تتطلب عمليات زرع.
وقالت إن المملكة المتحدة تجري عادة ما بين 8 إلى 10 عمليات زرع من هذا القبيل في السنة. أما هذا العام، فقد أجرت 11 عملية في ثلاثة أشهر.
وحفزت الحالات المتزايدة عملية بحث دولية لتحديد السبب.
وفي أبريل الماضي، رجحت السلطات الصحية الأميركية، بناء على تحاليل لإصابات بالتهاب الكبد الحاد لدى أطفال صغار جدا في الولايات المتحدة، أن يكون فيروس غدي وراء هذه الحالات الغامضة، لكنها مع ذلك لم تجزم بأنه السبب المؤكد.
وعادة ما تتسبب الفيروسات الغدية، وهي شائعة، بأعراض تنفسية أو بالتهاب الملتحمة أو حتى باضطرابات في الجهاز الهضمي.
ومن المعروف أصلا أن الفيروسات الغدية تشكل أحدأسباب التهاب الكبد، ولكن كان يُعتقد أنها لا تؤدي إلى الإصابة به إلا لدى الأطفال الذين يعانون ضعفا في جهاز مناعتهم.