بغداد اليوم-متابعة
تشهد دور العرض السينمائية المصرية منافسة خلال عيد الفطر، إذ يتسابق أحمد السقا ومنى زكي وأحمد حلمي وروبي وعلي ربيع وعدد كبير من النجوم لاقتناص كعكة شباك التذاكر.
وبعد فترة من الارتباك، رشّحت خمسة أفلام للعرض، هي "العنكبوت" لأحمد السقا، و"زومبي" لعلي ربيع، و"فارس" لأحمد زاهر، و"أشباح أوروبا" لهيفاء وهبي، و"واحد تاني" لأحمد حلمي.
واستقر الأمر في النهاية على عرض ثلاثة أفلام فقط، "العنكبوت"، و"زومبي" و"واحد تاني"، وخروج اثنين في اللحظات الأخيرة "أشباح أوروبا، و"فارس". وهذا الموسم نعته البعض بـ"موسم المؤجلات وسباق ضحايا كورونا"، إذ إن الأفلام التي تتنافس مؤجلة منذ فترة لصعوبة ظروف العرض، وأخرى توقف تصويرها أكثر من مرة، بسبب أزمات كورونا وانعكاساتها على الحركة السينمائية.
عنكبوت السقا
بعد غياب سينمائي اقترب من خمس سنوات منذ فيلم هروب اضطراري، يعود الفنان المصري أحمد السقا بفيلم "العنكبوت"، بميزانية إنتاج ضخمة تقترب من 90 مليون جنيه (نحو 4.869 مليون دولار). ويشارك في بطولته نخبة من النجوم، على رأسهم منى زكي، وظافر عابدين، وريم مصطفى، تأليف محمد ناير، وإخراج أحمد نادر جلال.
تدور أحداث "العنكبوت" في جو تشويقي وإطار من الأكشن، حول صراعات يضطر إلى مواجهتها أحمد السقا، بسبب تورط شقيقه الأصغر في أعمال غير مشروعة مع رجال عصابات، ويتعرض لمافيا تجارة المخدرات، وتقدم منى زكي شخصية مرشدة سياحية، تواجه كثيراً من المشكلات، وتتورط في المواجهات مع السقا وبعض المجرمين.
وشهد الفيلم كثيراً من العراقيل في أثناء تصويره، بسبب انتشار فيروس كورونا في 2020، وبعد تصويره أيضاً ظل حبيساً في انتظار فرصة للعرض، حيث كان مقرراً عرضه في الموسم الشتوي، الذي بدأ في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن تراجع صناعه في اللحظة الأخيرة، خوفاً من عدم تحقيق إيرادات تناسب تكلفة الإنتاج.
أحمد حلمي "واحد تاني"
وبعد إخفاق كبير وغير متوقع بسبب فيلم "خيال مآتة"، يعود أحمد حلمي بعد غياب أربع سنوات بفيلم يحمل فكرة خيالية وفانتازيا بعنوان "واحد تاني"، ويشاركه البطولة الفنانة روبي، وأحمد مالك، وعمرو عبد الجليل، ومحمود حافظ، وسيد رجب، ونسرين أمين. تأليف هيثم دبور، وإخراج محمد شاكر خضير.
تدور أحداث "واحد تاني" حول شاب فاقد للشغف والحماس في عمله وحياته، ويخبره شاب قريب له باختراع جديد يعيد الحياة إليه، وهو عبارة عن لبوسة يجري تركيبها عن طريق مخترع يقوم بدوره سيد رجب، وتسير الأحداث في اتجاه معاكس، وتنقلب الأمور، ويضطر حلمي إلى مواجهتها والعودة إلى حقيقته.
زومبي علي ربيع
أما نجم مسرح مصر الفنان الكوميدي علي ربيع فيشارك في موسم عيد الفطر بفيلم "زومبي"، ويشاركه البطولة أشرف عبد الباقي، وحمدي الميرغني، وكريم عفيفي، وهاجر أحمد، وشيماء سيف، وعارفة عبد الرسول، ومحمد أوتاكا، وسامي مغاوري ومحمد محمود.
تدور الأحداث حول مطرب في فرقة شعبية، يقدم أغاني مهرجانات، وله صديق شاعر غنائي، ويمر الصديقان والفرقة بعديد من المواقف الطريفة.
ومن الأفلام المؤجلة منذ عامين تقريباً بسبب فيروس كورونا، وتوابعه السينمائية فيلم "الفارس"، الذي يعتبر أول بطولة سينمائية لأحمد زاهر، وتقرر عرض الفيلم بموسم عيد الفطر بنسبة كبيرة حتى هذه اللحظات، على الرغم من خطورة عرضه وسط أفلام ضخمة إنتاجياً، ومن حيث النجوم مثل فيلم أحمد حلمي وأحمد السقا.
فارس وأشباح أوروبا
وفي اللحظات الأخيرة، خرج فيلم "أشباح أوروبا" بطولة هيفاء وهبي من السباق، بسبب خلافاتها المعروفة مع منتجه محمد وزيري.
وجاء وقف عرض الفيلم بعد خطاب أرسله ياسر قنطوش، محامي وهبي، لدور السينما التي كانت ستعرض العمل، وأكد فيه "عدم حصول الفيلم على التصاريح اللازمة، نتيجة خلافات قانونية بين موكلته والمنتج".
وقال قنطوش إنه تواصل مع وزيري لحل الأزمة القانونية بينه وهيفاء التي لم تحصل على مستحقاتها المالية حتى الآن، لكنه لم يقدم حلاً قانونياً أو ودياً، بالتالي جرى اللجوء إلى هذه الطريقة.
واتهم محامي هيفاء، في أحد البرامج التلفزيونية، وزيري بأن تكلفة إنتاج الفيلم تشوبها عملية "غسل أموال"، إذ قال، "هناك جريمة غسل أموال وراء عرض الفيلم، ومن سيقبل بعرضه سأعتبره مشاركاً في هذه الجريمة".
وفيلم "أشباح أوروبا" يلعب بطولته إلى جانب هيفاء كل من أحمد الفيشاوي، ومصطفى خاطر، وأروى جودة، وعباس أبو الحسن، وعدد من ضيوف الشرف.
وقبل ساعات أيضاً من عرضه، انسحب فيلم "فارس". وجاء الانسحاب بناءً على رغبة منتجه أيمن يوسف، الذي قرر تأجيل عرض الفيلم إلى ما بعد عيد الفطر.
الفيلم بطولة الفنان أحمد زاهر في أول بطولة مطلقة له بمشاركة حسين فهمي وصلاح عبد الله ومنة فضالي وعابد عناني، ومحمد أبو النجا، وأحمد صفوت، ودارين حداد، ملك أحمد زاهر، تأليف حسام موسي، إخراج رؤوف عبد العزيز.
موسم المغامرة
من جانبه، يرى الناقد جمال عبد القادر أن موسم عيد الفطر السينمائي به مخاطر كثيرة، فعرض فيلمين كبيرين لنجمين مثل السقا وحلمي "قد يكون مغامرة، لأن الموسم قصير نسبياً، لكن يبدو أن المنتجين فضلوا المغامرة على فكرة التأجيل، بخاصة أن معظم الأفلام جرى تأجيلها أكثر من مرة على مدى الأعوام السابقة، ومنذ تفشي فيروس كورونا".
يقول عبد القادر، "الفرصة جيدة بالنسبة إلى تلك الأفلام بعيداً من موسم الصيف، الذي قد تطرح فيه أفلام أكثر ضخامة، والخوف أن تكون أفلام العيد ذات موضوعات قديمة ملَّ منها الجمهور، بخاصة أن أشباح أوروبا والفارس والعنكبوت وزومبي كلها مر وقت كبير على تصويرها، وقد تكون تغيرت ذائقة الجمهور حالياً، لذلك الأمور ستكون غامضة، وستحسم الأيام الأولى والإيرادات الأمور بشكل كبير".
وأشار الناقد مجدي الطيب إلى أن موسم عيد الفطر "يعتبر ضخماً، نظراً إلى وجود نجوم كبار يعودون بعد غياب مثل أحمد السقا، الذي اختفى سينمائياً منذ آخر أفلامه (هروب اضطراري)، وأعتقد أن فيلم العنكبوت بما يقدمه من نجوم مثل ظافر عابدين ومنى زكي والإخراج لأحمد نادر جلال يشيع الاطمئنان بالنسبة إلى أحمد السقا وعمله الضخم، وهناك جمهور كبير للأكشن ينتظر عودة السقا، وتلك الكوكبة من النجوم".
ويضيف الطيب، "أحمد حلمي على الرغم من إخفاقه الفترة الماضية في بعض الأفلام السينمائية، وآخرها خيال مآتة الذي فشل بشكل ذريع، فإن جمهوره ما زال يحبه، وينتظر عملاً جيداً، وتصدي المخرج محمد شاكر خضير للعمل مبشر، فهو مخرج جيد، ولديه الكثير. وهناك فرصة للأفلام الأخرى مثل أشباح أوروبا والفارس وزومبي، لأن نجومها لهم جمهور جيد أيضاً. وعموماً الجمهور السينمائي متعطش بعد الموسم الرمضاني الدرامي لأفلام سينمائية جيدة".