بغداد اليوم-متابعة
كشف تحقيق أجرته مجلس "فوربس" أن خاصية البث المباشر عبر تطبيق "تيك توك" (TikTok Live) توفر فرصة لدى بعض المشاهدين لإرسال تعليقات تحث الفتيات القاصرات على ممارسات جنسية، مقابل هدايا يمكن تحويلها لأموال.
وقالت المجلة إن المحتوى يقارب "المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال"، وتقوم الفتيات بتلبية رغبات من يشاهدهن عبر المنصة للحصول على هدايا رقمية من "تيك توك"، التي تأتي بشكل أزهار أو قلوب وغيرها من الرموز، ويمكن تصريفها إلى أموال.
كما يمكن تحويل الأموال مباشرة للقاصرات خارج التطبيق من خلال خدمات "فينمو" و"باي بال" و"كاش آب"، وتنشر الفتيات حساباتهن في تلك التطبيقات عبر "تيك توك".
"إنها المحاكاة الرقمية للتوجه إلى ناد للتعري مليء بفتيات يبلغن من العمر 15 عاما"، وفقا لما قالته ليا بلانكت، مساعدة عميد كلية هارفارد للقانون في مركز بيركمان كلاين للإنترنت والمجتمع، المتخصص في تتبع قضايا الشباب والإعلام.
وتضيف للمجلة "تخيل أنك تدخل محلا مليئا بالقاصرين يقفون على منصة مسرح وأمامهم جمهور من البالغين يمنحونهم المال" لأداء حركات جنسية "وفقا لأهوائهم"، مؤكدة "هذا استغلال جنسي. لكنه تماما ما يفعله تيك توك في هذه الحالة".
وتشير المجلة إلى أن بعض الطلبات تعد جنسية بشكل مباشر، حيث يطلب مشاهدون من الفتيات أن يقبلن بعضهن أو يفتحن أرجلهن أو أن يظهرن أجسادهن أمام الكاميرا، لكن تستدرك بأن حالات أخرى يصعب التقاطها، حيث يمكن أن تفسر بعبارت مبهمة أو طلبات قد لا يكون مدلولها خاطئا، إلا أن النتيجة جنسية.
وتضرب المجلة أمثلة من تحقيقها بأن عددا من المستخدمين طلبوا من الفتيات "التحقق من لباسهن" للنظر إلى أجسادهن، أو "التحقق من طلاء الأظافر" للنظر إلى أقدامهن، أو أن يقولوا "هناك عنكبوت على الحائط خلفك"، ليتمكنوا من النظر إلى مؤخراتهن.
عبارات أخرى مثل طلب لعب "ورقة حجرة مقص" قد تستدعي الفتيات إلى اللعب الوديع سويا أو "ارفعي ذراعيك إلى الأعلى" للحصول على فرصة النظر إلى جسد الفتاة إن كانت ترتدي سترة قصيرة.
رد "تيك توك"
تنص تعليمات تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة على أن المستخدمين يجب أن تفوق أعمارهم 18 عاما لإرسال الهدايا الرقمية أو الحصول عليها من خلال خاصية البث المباشر، ومن المفترض أن يحظر التطبيق المستخدمين تحت عمر 16 عاما من استخدام البث المباشر كليا.
وقالت متحدثة باسم الشركة للمجلة: "تيك توك لديها سياسات مشددة وآليات للمساعدة في حماية أمن وسلامة المراهقين".
وأشارت إلى أن التطبيق، يحظر على المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما، تلقي الرسائل المباشرة من مجهولين، مضيفا "نحظر فورا استخدام الخدمات إن كشفنا أن الحسابات لا تتوافق مع معايير الأعمار".
وذكرت الشركة في رسالة إلكترونية للمجلة أنها تزيل المحتوى الذي يضم نشاطات جنسية أو توحي بالإغراء، مؤكدة أن سياساتها تحظر كليا أي محتوى لاستغلال الأطفال جنسيا.
وأشارت المجلة إلى أن بعض الحسابات التي تتبعتها بالإيحاءات الجنسية في خاصية البث المباشر تم حذفها بعد عدة أسابيع.
مشكلات قانونية
تتزايد مخاوف الحكومة الأميركية والجهات التنظيمية بشأن التطبيقات التي تركز على الشباب مثل "تيك توك".
وفي أول خطاب له عن حالة الاتحاد في مارس الماضي، دعا الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى "محاسبة منصات وسائل التواصل الاجتماعي على التجربة المحلية التي تجريها على أطفالنا من أجل الربح".
وبينما نجا "تيك توك" من أسوأ الانتقادات التي تعرضت لها "ميتا" (فيسبوك سابقا)، بدأ تطبيق الفيديو الصيني في إجراء المزيد من التدقيق، بحثا عن المخاطر التي يقول الخبراء إنها تشكلها للقصر.
وفي شهر مارس، أطلقت مجموعة من أعضاء النيابة العامة الأميركية، من كلا الحزبين، تحقيقا في أضرار TikTok المزعومة للمستخدمين القصر، ووفقًا لصحيفة فاينانشيال تايمز، فإن وزارة الأمن الداخلي تدرس طريقة تعامل النظام الأساسي مع مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال.
وقالت متحدثة باسم "تيك توك" للمجلة: "نقدر أن المدعين العامين للولاية يركزون على سلامة المستخدمين الأصغر سنا"، لكن "تيك توك" لم تكن على علم بتحقيق الأمن الداخلي، على حد قولها.
ولم تستجب الوزارة لطلبات متعددة للتعليق من "فوربس".
ويشير خبراء للمجلة إلى أن قانونا فيدراليا مثيرا للجدل، معروف باسم "المادة 230 من قانون آداب الاتصالات"، الذي يحمي شركات الإنترنت من المسؤولية القانونية لاستضافة وتعديل المحتوى الذي ينشره المستخدمون على منصاتهم، قد يعفي "تيك توك" من مسؤوليتها عن الأنشطة التي تحدث عبر "TikTok Live".
ويقول جيف كوسيف، أستاذ قانون الأمن الإلكتروني في الأكاديمية البحرية الأميركية: "في الحالات التي يحتوي فيها البث المباشر على مواد تظهر استغلال الأطفال أو الاتجار بالجنس، فإن الأحكام الفيدرالية ستطبق، بصرف النظر عن المادة 230.. لكن الكثير من النشاطات المشكوك فيها والهدايا على TikTok Live لا ترقى إلى هذه الأشياء".