بغداد اليوم – تقرير : محمود الحسيني – ترجمة ياسمين الشافي
الواضح ان العراق بدأ يبحث عن مصادر أخرى للغاز، غير الغاز الإيراني، لتعويض حاجته، وخاصة في توفير الطاقة الكهربائية المتهالكة، استعدادا للصيف الحالي، الذي عادة ما يشهد احتجاجات وتظاهرات نتيجة نقص الطاقة الكهربائية.
وكشف مسؤول عراقي، اليوم الخميس، ان العراق يخطط لتوقيع اتفاق الشهر المقبل لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر في محاولة لتأمين ما يكفي من الوقود المستخدم لتوليد الطاقة ولتنويع مصادر إمدادها.
وقال وزير الكهرباء العراقي عادل كريم في مقابلة مع صحيفة "بلومبيرج" ترجمتها (بغداد اليوم)، إن "شراء الغاز الطبيعي المسال القطري سيساعد في استبدال بعض الغاز الذي ينقل حاليًا من إيران".
وأضاف، أن "إيران واجهت مشكلة في تلبية احتياجات العراق من الغاز بسبب طلبها المحلي، موضحا، ان "الأسعار مرتفعة ولكن ليس لدينا خيارات، نحن بحاجة إلى الطاقة، نحتاج الغاز القطري لسد النقص في امدادات الغاز الإيراني".
وبين، ان "شركة Excelerate Energy Inc. الأمريكية قد تزود السفينة التي ستنقل الغاز الطبيعي المسال من قطر وإعادة تحويله إلى غاز".
واشار الوزير العراقي الى انه "يخطط لترأس وفدا إلى إيران قريبا لبحث التوريد وطرق الدفع".
ولفت الى ان "الولايات المتحدة دفعت العراق لوقف شراء الغاز الإيراني وفرضت عقوبات على مبيعات الطاقة الإيرانية وغيرها من الأعمال التجارية مع البلاد للضغط على الجمهورية الإسلامية للتوصل إلى اتفاق للحد من برنامجها النووي".
وعن هذا الموضوع، المحت الخبيرة الاقتصادية، سلام سميسم، ان وجود تنسيق بشكل او باخر بين ايران وقطر في عملية تصدير الغاز.
وقالت سميسم لوكالة (بغداد اليوم)، ان "قطر وإيران ضمن ذات المحور ولاسيما في سياسة تصدير الغاز واتضح ذلك بعد مؤتمر قمة الدوحة للدولة المنتجة للغاز لذلك فإن تبديل المصدر مرتبط باتفاق المنتجين قطر وايران".
واستضافت قطر في 22 شباط الماضي قمّة لكبار مصدري الغاز الطبيعي ومن بينهم روسيا، وسط مخاوف أوروبية على الإمدادات في حال غزو روسي لأوكرانيا.
وكانت الولايات المتحدة طلبت من حليفتها قطر المساعدة في توفير إمدادات طارئة في حال قُطعت إمدادات الغاز الروسية عن غرب أوروبا، بحسب ما قال مسؤولون أميركيون.
ولم يؤكّد المنظمون على الفور ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحضر شخصياً هذه القمة السنوية ل"منتدى الدول المصدرة للغاز".
وتعد روسيا وإيران وقطر من أهم دول المنتدى الذي سيعقد أيضاً اجتماعات وزارية تستمرّ يومين. وفيما تُعتبر الولايات المتحدة وأستراليا من كبار مصدّري الغاز إلا أنهما ليستا من أعضاء التجمّع.
والإثنين تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال محادثات مع المستشار الألماني أولاف شولتس، إغلاق خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي يربط روسيا وبأوروبا، في حال قامت موسكو بغزو أوكرانيا.
وخط الأنابيب الضخم أُنجز لكنّه لم يبدأ بعد في ضخّ الغاز الطبيعي إلى ألمانيا. ويتوقع أن يزيد هذا الخط عند تشغيله من اعتماد أوروبا المتعطشة للطاقة على روسيا.
والاتحاد الأوروبي بدوره يسعى لبدائل للغاز الروسي في حال نشوب أزمة طاقة. والجمعة زارت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون أذربيجان، العضو المراقب في منتدى الغاز، سعياً لتنويع مصادر الطاقة في القارة العجوز.
ويضمّ منتدى الدول المصدّرة للغاز 11 دولة تتمتع بالعضوية الكاملة و7 دول لديها صفة عضو مراقب. ويؤكّد المنتدى أنّ هذه الدول مجتمعة تمثّل 70 بالمئة من احتياطي الغاز المؤكّد في العالم و51 بالمئة من الصادرات العالمية من الغاز الطبيعي المسال.
من جهته استبعد الخبير الاقتصادي، ضرغام محمد علي، دخول الغاز القطري الى السوق العراقية، لوجود موانع كثيرة منها النقل.
وقال محمد علي لوكالة (بغداد اليوم)، ان "قطر تعتبر من اكبر منتجي الغاز في المنطقة وتملك وفرة تصديرية لكن المشكلة عدم وجود انابيب بين العراق وقطر".
وأوضح، ان "النقل البحري للغاز مكلف اكثر من النفط وتكون الكميات الواصلة اقل من الحاجة المحلية، لذا فان استيراد الغاز من قطر لن يكون بديلا عن الغاز الايراني وممكن ان يكون معززا له لكن بكلفة اعلى".