بغداد اليوم-متابعة
تُربّى معظم الحيوانات المستخدمة في إنتاج اللحوم للاستهلاك الآدمي بمساعدة جرعات يومية من المضادات الحيوية التي تدخل في نظامها الحيوي، والتي نستهلكها بالضرورة عند تناول لحومها لاحقاً بصورة غير مباشرة.
وبحلول عام 2050، ستتسبب مقاومة المضادات الحيوية الناتجة عن التجاوز في استهلاك هذه المركبات دون الحاجة الضرورية إليها في وفاة 10 ملايين شخص سنوياً، وفقاً لتقديرات الخبراء في الصحة والطب.
وتؤثر تلك التدخلات في القيمة الغذائية وحتى المذاق الذي تتمتع به تلك اللحوم، وذلك لأن الهدف من التدخل هو تحقيق الوفرة والاتساق والسرعة في الإنتاج.
لكن باستمرار على مدى عقود، يتم إطعام الدجاج، وتقريباً كل حيوانات اللحوم الأخرى، بجرعات روتينية من المضادات الحيوية بشكل يومي تقريباً، وعلى مدار حياتها.
هذا بالإضافة إلى التدخل بتعديلها وراثياً لتحقيق أكبر أرباح ممكنة من حجم البروتين الذي توفره كل قطعة من لحوم تلك الحيوانات.
تأثير المضادات الحيوية على الحيوانات
لا تخلق المضادات الحيوية طعماً لطيفاً للحم بعد تحضيره للاستهلاك، ولكنها خلقت الظروف التي تسمح للدجاج بأن يكون مسالماً، ما يسمح لنا بتحويل طائر مشاكس ونشط إلى كتلة من البروتينات سريعة النمو وبطيئة الحركة وسهلة الانقياد والتحكُّم.
واليوم تتم تربية معظم حيوانات اللحوم التي يستهلكها البشر، في معظم أنحاء الكوكب، بمساعدة جرعات من المضادات الحيوية في معظم أيام حياتها، وتحديداً 63,151 طناً من المضادات الحيوية سنوياً، وفقاً لصحيفة The Guardian.
بدأ المزارعون في استخدام الأدوية لأن المضادات الحيوية سمحت للحيوانات بتحويل العلف الذي تستهلكه إلى عضلات لذيذة في لحومها بشكل أكثر كفاءة وأسرع؛ عندما لاحظ المزارعون هذه النتيجة وأصبح وضع المزيد من الماشية والدواجن في الحظائر أمراً مغايراً وواعداً بمزيد من الأرباح المادية، وبالتالي حل خيار استخدام المضادات الحيوية لحماية الحيوانات في تلك الظروف احتمالية الإصابة بالأمراض.
هذه الاكتشافات، التي بدأت مع الدجاج بادئ الأمر، خلقت "ما نختار أن نطلق عليه اليوم بالزراعة الصناعية"، كما كتب أحد مؤرخي الدواجن في ولاية جورجيا الأمريكية في عام 1971.
وبناءً على ما سبق، انخفضت أسعار الدجاج إلى حد كبير، لدرجة أنها أصبحت اللحوم التي يأكلها البشر أكثر من أي نوع من اللحوم الأخرى.
ومع ذلك، تُعد لحومها هي الخيار الأرجح في نقل الأمراض التي تنقلها الأغذية، وكذلك في مقاومة المضادات الحيوية. إذ تتم تربية معظم حيوانات اللحوم، في معظم أنحاء الكوكب، بمساعدة جرعات من المضادات الحيوية في معظم أيام حياتها.
مخاطر الغذاء المعدل وراثياً
الغذاء المعدل وراثياً هو قضية ساخنة تتجدد كل عام مع تنامي تبعاتها الصحية على البشر.
فبينما تشير معظم الأبحاث بحسب موقع One Green Planet للصحة والمعلومات الغذائية، إلى أن الأطعمة المعدلة وراثياً جيدة للأكل وصالحة للاستخدام الآدمي، إلا أن لاستخدام الهرمونات الزائدة والتغيرات الأخرى في الإمدادات الغذائية تأثيراً سلبياً على صحة الإنسان.
وهناك العديد من الدراسات المتعمقة في هذا التأثير، فمن خلال استهلاك أنواع محددة جداً من الأطعمة المعدلة، قد يتناول البشر كميات ضارة ومدمرة من المركبات الكيميائية والهرمونات المختلفة التي لم يعتادوا عليها.
ظهور اللحوم المعدلة وراثياً
كان الطعام المعدل وراثياً موضع جدل منذ استحداثه، ففي تسعينيات القرن الماضي شقت المواد الغذائية والمكونات الغذائية المعدلة وراثياً طريقها إلى موائدنا بشكل أو بآخر.
وتمت الموافقة على الكائنات المعدلة وراثياً لأول مرة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 1982، عندما تم طرح الأنسولين الذي تنتجه بكتيريا الإشريكية القولونية المعدلة وراثياً في الأسواق.
أما اليوم، فتحتوي الكثير من الأطعمة الموجودة على أرفف المتاجر على مكون تم تعديله وراثياً. وتشمل هذه المنتجات الغذائية أيضاً الدجاج.
وبينما يجادل البعض بأن الدجاج المعدّل وراثياً قد يكون صحياً أكثر عند الاستهلاك، ويُسهم في سد الحاجة إلى الإنتاج المتزايد عالمياً، لكن يظل هناك نسبة من المخاطر الصحية لتناول الدجاج المعدل وراثياً الذي يتم تغذيته بمكونات معدلة وراثياً.
بداية تعديل الدجاج وراثياً لتعزيز الإنتاج
ولكن منذ عزل الحمض النووي في عام 1935، ركز العلماء على إنشاء كائنات معدلة وراثياً، بما في ذلك النباتات والأغذية الأخرى.
الدجاج ليس الغذاء الوحيد الذي يتم تعديله، ولكنه جزء رئيسي من الاقتصاد العالمي في عصرنا الحالي.
ورغم أنه تم إجراء قدر كبير من الكتابات العلمية على كلا الجانبين من هذه الحجة، فلا شك في أن مخاطر هذا المصدر الغذائي المشترك لديها القدرة على التأثير على ملايين المستهلكين، بما في ذلك الأطفال.
الدجاج مريض ويعاني من قصور القلب!
أحد مخاطر الدجاج المعدل وراثياً هو الهرمونات التي يتم ضخها فيها لجعلها أكثر سمنة وأكبر وتنمو بمعدل أسرع.
وفي حين يتم تغذيتها بالمضادات الحيوية المتعددة وهرمونات النمو عبر الأنبوب بجرعات كبيرة، يؤدي الأمر إلى مشاكل صحية عديدة.
ووفقاً لموقع PETA لصحة الحيوان والإنسان، فإن متوسط صدور الدجاج البالغ من العمر 8 أسابيع هو اليوم أثقل 7 مرات مما كان عليه قبل 25 عاماً.
وتؤدي الزيادة غير الطبيعية في الوزن إلى موت الدجاج بسبب مشاكل الرئة والقلب وتردي الصحة العام. إذ لا يستطيع القلب والرئتان مواكبة النمو المتسارع لبقية جسم الدجاج، وبالتالي يموت العديد من الدجاج بسبب قصور القلب، ويحظى بصحة متردية عن المعتاد.
صحة المستهلك في خطر بدورها
تشكل هرمونات النمو في الدجاج واللحوم الأخرى خطراً كبيراً على صحة الناس عند استهلاكها في نهاية المطاف.
وأظهرت الدراسات وفقاً لموقع Eat this للغذاء الصحي، أن "بقايا الهرمونات الموجودة في لحوم هذه الحيوانات يمكن أن تعطل التوازن الهرموني للمستهلكين، وتسبب مشاكل في النمو، وتتداخل مع كفاءة الجهاز التناسلي".
ليس هذا فحسب، بل وتؤدي إلى تطور السرطانات في بعض الحالات.
وعادة ما تكون النساء الحوامل والأطفال أكثر عرضة لهذه الآثار الصحية الضارة، فقد تكون الهرمونات في الدواجن والماشية الأخرى هي السبب أيضاً في بداية البلوغ المبكر عند الإناث على مدى العقود القليلة الماضية، عن معدلاتها في العقود السابقة للتعديل الوراثي.
ومع ذلك، يصر المدجنون أحياناً أن الدجاج أكبر وأكثر سمنة لأنهم يختارون أفضل الطيور للنمو والتربية والتدجين.
أضرار الدجاج المعدل على صحة الجسم
يوضح موقع HTV أن المشكلة تبدأ عندما لا يكون لديك أي فكرة عما تتناوله في لحم الدجاج الذي تشتريه من الأسواق والمتاجر المعتادة.
إذ يحتوي الدجاج المزروع في المصنع على جميع أنواع الأشياء التي لا تريدها أبداً في الطعام الذي تتناوله أنت وعائلتك.
1- حجم اللحم تضاعف على حساب القيمة الغذائية
على سبيل المثال، الدجاج المكتنز الذي نحصل عليه عموماً من أي متجر دجاج، قبل التطورات التكنولوجية في القرن العشرين، كان يزن حوالي 905 غرامات وهو على قيد الحياة.
بينما يزن نفس الدجاج اليوم أكثر من 4 كيلوغرامات على قيد الحياة.
من المنطقي الاعتقاد بأن الدجاج المعدل وراثياً كان يستهلك علفاً معدلاً وراثياً. لكن يؤدي عدم الاهتمام من جانب البائع والمستهلك إلى إحداث جميع أنواع الأضرار التي تلحق بصحتنا.
فجأة أصبحت لدينا معدة أضعف، ومناعتنا الهضمية ليست جيدة مثل أقراننا الريفيين أو الأجيال السابقة، ونشعر بالشبع رغم أننا تناولنا بضع قضمات من وجبتنا.
2- مخاطر التلوث الشديدة والأمراض المنقولة
في جميع أنحاء العالم يتم تفريخ ما يقرب من 52 مليار دجاجة بشكل مصطنع. ويتم ذبحها في غضون 42 يوماً. العمر الافتراضي لها هو 10-15 سنة.
صناعة الدواجن تنتج بمعدل لا تستطيع حتى السيطرة عليه، هذا لأننا نستهلك الدجاج بشكل مفرط، والقائمة في سلاسل الوجبات السريعة والمطاعم تتميز باللحوم البيضاء بشكل كبير، ما يضطر المنتجين إلى القيام بحيل غير أخلاقية أو نزيهة على الدجاج، وجعلها تنمو وتصل إلى أحجام متضاعفة في غضون 40-50 يوماً فقط.
وبالتالي تعتبر النظافة داخل منشآتهم أمراً مزعجاً للغاية، لدرجة أن الكثير من المستهلكين قد يقررون التحول لنظام غذائي نباتي بمجرد معرفة ما يدور على أرض الواقع.
هذا التردي في نظافة المكان يجعل الدجاج معرضاً للأمراض التي تنقلها بسهولة من حظائرها إلى محلات اللحوم، ومن هناك مباشرة إلى مطبخنا.