بغداد اليوم
في الذكرى الثالثة للحريق الذي تعرضت له كاتدرائية نوتردام، قال علماء آثار فرنسيون، الخميس، إن تابوتا غامضا من الرصاص اكتُشف بعد الحريق سيفتح قريبا لمعرفة الأسرار التي يخفيها.
وفي 15 أبريل 2019، خسرت التحفة القوطية الشهيرة التي واكبت تاريخ العاصمة الفرنسية على مدى أكثر من 850 عاما لتصبح رمزا حقيقيا لفرنسا، سهمها الرائع وسقفها وساعتها وقسما من قبتها حين التهمتها النيران فيما كانت قيد الترميم، أمام أنظار آلاف المارة الذين وقفوا مشدوهين عاجزين يتفرجون على الكارثة.
وخلال أعمال إعادة بناء برج الكنيسة خلال الشهر الماضي، عثر العمال على تابوت محفوظ بشكل جيد ومدفون بنحو 20 مترا تحت الأرض، قرب أنابيب من الطوب بنيت في القرن التاسع عشر لنظام التدفئة.
ويعتقد العلماء أن هذا التابوت يعود للقرن الرابع عشر. وكشفت الكاميرا بمنظار خاص عن وجود هيكل عظمي ووسادة من الورق والقماش، وأشياء لم يتم تحديدها بدقة بعد في داخل التابوت.
وقال معهد البحوث الأثرية الوطنية الفرنسية، خلال مؤتمر صحفي إن التابوت الحجري استخرج من الكاتدرائية الثلاثاء الماضي، وهو موجود في مكان آمن، وسيتم إرساله إلى معهد الطب الشرعي في مدينة تولوز.
عالم الآثار كريستوف بيسنييه، قال إن "خبراء الطب الشرعي وعلماء سيفتحون التابوت بعد ذلك ويدرسون محتوياته، لتحديد جنس الهيكل العظمي والحالة الصحية السابقة له"، مضيفا أنه يمكن "استخدام تقنية التأريخ باستخدام الكربون".
وأشار "إذا اتضح أنه في الواقع تابوت من العصور الوسطى، فإننا نتعامل مع ممارسة دفن نادرة للغاية"، في إشارة إلى اكتشاف التابوت تحت كومة من التراب كان فيها أثاث من القرن الرابع عشر.
ويتوقع أن يكون المتوفى من بين النخبة في عصره، نظرا لمكان وأسلوب الدفن.
وبمجر الانتهاء من دراسة التابوت، سيُعاد ليس كقطعة أثرية بل كأصل أنثروبولجي، وفق ما قال رئيس معهد البحوث الأثرية الوطنية الفرنسية، دومينيك غارسيا.