بغداد اليوم- تقرير مترجم
تعد المستنقعات ، الواقعة بين نهري دجلة والفرات والمعروفة أيضًا باسم أهوار بلاد ما بين النهرين ، واحدة من أكبر مناطق الدلتا الداخلية في العالم.
وبالكاد نجت الأراضي الرطبة من حنق الديكتاتور صدام حسين ، الذي أمر بتجفيف الأهوار عام 1991 كعقاب للمجتمعات.ولكن بعد الإطاحة بصدام ، تعهد العراق بالحفاظ على النظام البيئي وتقديم خدمات وظيفية لمجتمعات الأهوار ، وتم إدراجهم كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 2016 بسبب ما تمتاز به من التنوع البيولوجي والتاريخ القديم.
اليوم ، يكسب سكان الأهوار لقمة العيش من تربية الجواميس ، فضلاً عن صيد الأسماك والسياحة.
وقال تقرير ، اعدته وكالة الانباء الفرنسية ، (فرانس برس) ، انه "في الاهوار الجنوبية ، تتواجد العديد من الزوارق البخارية الصغيرة التي تمر عبر مستنقعات في المياه ، وتشابه كثيراً لتلك الذين يستخدمهم السائحون لاستكشاف المستنقعات الشاسعة"
واضاف :" لكن هذا القارب له فرق. حيث يتم استخدامه من قبل الأطباء البيطريين كسيارة إسعاف حيوانية لتقديم الرعاية الصحية الحيوية للماشية ، وخاصة جاموس الماء في الأهوار ، حيث يواجه تهديدًا متزايدًا من آثار التلوث المتفشي وتغير المناخ"
وقال الطبيب البيطري ،كرار إبراهيم هندي ،لفرانس برس ان"القارب يمثل سيارة اإسعاف بيطرية" مضيفاً ان" هذه هي المبادرة الأولى والوحيدة من نوعها في مستنقعات العراق"
ولفت التقرير الى انه "يوجد ما يقدر بنحو 30,000 جاموس في الأراضي الرطبة ، لكن القطعان تختلف في الحجم. يمتلك بعض المزارعين حفنة قليلة من الحيوانات ، بينما يمتلك البعض الآخر ما يصل إلى مائة”
وتابع انه "عندما تمرض الجواميس ، كافح المزارعون سابقًا للحصول على العلاج البيطري المناسب. من قبل ، كان عليهم تخمين سبب مرض الحيوان والذهاب للحصول على العلاجات بأنفسهم ، لكن مع وجود الزورق المزود بمعدات طبية، فقد ساعدهم ذلك كثيراً"
قال مختار محمد سعيد ، مدير منظمة المناخ الأخضر العراقية ، التي تمول مشروع قارب الجاموس إلى جانب الفرع الفرنسي لمنظمة "فيتس بلا حدود: "مع مرض الجواميس ، لا يمكن للمزارعين نقلها إلى المدينة ، لذا فهم يخاطرون بإجراء تشخيص غير صحيح"
واضاف "لذلك ، مع عدم قدرة المزارعين على إحضار جواميسهم إلى الأطباء البيطريين ، يذهب الأطباء البيطريون لزيارتهم بالقوارب"
ولفت الى انه "بالإضافة إلى المرض المعتاد الذي يواجهه الجاموس ، يساعد الأطباء البيطريون المزارعين على مواجهة التحدي المزدوج المتمثل في ارتفاع مستويات مياه الصرف الصحي التي يتم إغراقها في المياه ، والأثر المدمر لتغير المناخ مع تزايد حدة حالات الجفاف"
بهذا الصدد ، تابع الطبيب كرار هندي حديثه موضحاً ان "الخدمة تقلل المسافات بين المزارعين ومربين الجواميس الذين يعيشون في وسط الأهوار والأطباء البيطريين الذين يمارسون مهنتهم في المدينة".
تصنف الأمم المتحدة العراق على أنه "خامس دولة معرضة للخطر في العالم" لتغير المناخ ، والبلد الذي اسمه القديم بلاد ما بين النهرين يعاني من موجات جفاف متكررة وأطول مدة.
يستمر مستوى المياه في الأهوار في الانخفاض ، وهي مشكلة تفاقمت بسبب بناء السدود في البلدان المجاورة.وبذلك ترتفع ملوحة الماء مما يضعف الجاموس.
وقال عالم الأحياء ، عمر الشيخلي المدير الفني لمؤسسة المناخ الأخضر "الحيوانات تعاني لأن المياه شديدة الملوحة تسبب الأمراض".
واضاف "إذا استمر هذا ، حتى أقوى الجواميس سوف تموت".
ووضح تقرير الصحيفة الفرنسية ، ووفقًا لبيانات جمعتها الأمم المتحدة وأكاديميون فأنه "في العراق ، يتم إلقاء 70٪ من نفايات البلاد الصناعية مباشرة في الأنهار أو البحر ، في بلد تفتقر فيه الدولة إلى القدرة على ضمان الخدمات الأساسية"