بغداد اليوم-باريس
بقلم: الدكتور والمؤرخ حسن الزيدي
1.الوطن بقعة أرض صغيرة جدا أوكبيرة جدا أومتوسطة، محاطة بموانع طبيعية منها: المحيطات والبحار والانهار والجبال والصحارى.
2. لا يوجد ولا معنى للوطن بدون بشر أو شعب قليل العدد جدا اوكثير العدد جدا أو بين هذا وذاك.
3.سكان(شعب) الوطن الواحد قد يتكلمون لغة واحدة أو فيه أكثر من لغة تكون احداها هي الأكبر والاكثر انتشارا ولربما اكثر تكاملا وأكثر ثراء في الأفعال والضمائر وبقيةالمفردات...
4.بحكم الجغرافية والعوامل المناخية والطقسية تتكون وتتولد حاجات وضرورات ومصالح وعلاقات متعددة ومتنوعة بين أبناء الوطن الواحد تفرض عليهم إيجاد صيغا للتعايش والتكاتف لمواجهة العوامل الطبيعية مثل الجفاف أو الحرائق او الفيصانات أو للتصدي للضروف الطارئة مثل الغزوات والاعتداءات الخارجية.
5.بمرور الزمن تتكون وتنموا عادات وتقاليدا واعرافا وقيما وقوانينا مشتركة بين أبناء الوطن الواحد قد تختلف كثيرا أو قليلا عن عادات وتقاليد واعراف شعوبا مجاورة.
6.بمرور الزمن ايضا تظهر بين أبناء الشعب الواحد مشتركات اخلاقية وفلسفات مثالية تدعو للسلام والتآخي والايمان بقيم روحية تسمى اديانا، تدين مجاميع صغيرة اوكبيرة بها فيما تدين مجاميع أخرى بقيم روحية تسمى هي الأخرى اديانا تدعو هي الأخرى للسلام والتآخي والايمان مع فروقات صغيرة في الطقوس التي تعبر كل منها عنها، لان كل الأديان تدعوا للايمان والحب والتآخي وليس للاحقاد والنزعات والحروب.
7. اللغات والأديان والمصالح هي ليست قيما وراثية لا يمكن تبديلها، مثل لون شعر الرأس والعينين والبشرة والطول والقصر بل التي هي صفات طبيعية أي وان اللغة والدين هما من الصفات المكتسبة يتعلمهما ويتطبع عليهما الوليد (الرضيع) الذي يمكنه عندما يبلغ سن الرشد أن يبدلهما ويكتسب أو يتطبع بغيرهما
8.أن كان ممكنا ومحقا للانسان -المواطن -الفردان يبدل وطنه باخر ولغته باخرى ودينه بدين اخرى ومهنته وحرفته بأخرى، غير انه (لايجوز ولا يحق له أن يتخلى عن واجباتها تجاه وطنه الذي هو بيته الكبير)، لان تخليه عن وطنه ولغته ودينه هو خيار وحق فردي يتعلق به وحده في حين أن تخليه وتجاهله عمدا عن واجباته تجاه وطنه كأن يمارس اساليب التخريب الاقتصادي أو العمالة أو التجسس لصالح دولة أخرى هو خيانة وطنية واخلاقية.
9.هذه الأفكار المختصرة والموجزة يفترض أن يفهم الناس منها بأن الاخلاص للوطن ورعاية مصالحه تتقدم وتسبق وتفوق على أي شي اخر، فلا ايمان بدون الاخلاص للوطن والحفاظ على مصالحه المشروعة المتعلقة بمصالح الغالبية النسبية 50/49 أو المطلقة أي /51 أو العظمى أي/ 75 فما فوق.