بغداد اليوم - متابعة
كشف غزو روسيا لأوكرانيا، عيوب جيشها، وفق القائد العام السابق لقوات الجيش الأميركي في أوروبا، الجنرال المتقاعد، بن هودجز.
وتعتبر القوات المسلحة الروسية، خامس أكبر جيش في العالم، لكن تعثرها في أوكرانيا جعل هودجز يقول إن لديها الكثير من العيوب اللوجيستية.
الجنرال الأميركي السابق قال لبرنامج "سي بي إس مورنينغز": "لقد تم الكشف عن نقاط الضعف من حيث الخدمات اللوجستية، والصيانة الضعيفة، وحقيقة أن ليس لديهم رقباء مثلما نفعل، يمكن أن يفرضوا الانضباط، وهنا نرى الفرق".
في سياق تحليله، قال هودجز كذلك، إن ذلك كله، راجع لاستخفاف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالخصم، ولا سيما الشعب الأوكراني، الذي أظهر استبسالا في مقاومته للغزو الروسي.
هودجز وصف استماتة الأوكرانيين بالقول: "لديهم مورد لا نهاية له، يسمى القلب".
في المقابل، قال إن "الغزاة الروس الذين يقتلون المدنيين الأبرياء، ليس لديهم أي شيء من ذلك" ثم أردف "هذا هو الاختلاف الرئيسي بينهما".
وأدت مقاومة الأوكرانيين وحرب المدن والهجمات البرية المضادة للروس إلى تغيير بوتين والجيش الروسي لاستراتيجيتهم.
ونتيجة لذلك، غير الكرملين خطته إلى حرب استنزاف، وفق الرجل، مما يعني أنهم سيحطمون كل بلدة ومدينة لخلق تدفق رهيب للاجئين، للضغط على حكومة، فلودومير زيلينسكي، وكذلك الحكومات الأوروبية الأخرى التي لديها الآن أكثر من مليوني لاجئ، خصوصا في بولندا ودول وسط وشرق أوروبا الأخرى.
وكان هودجز ،وقّع إلى جانب 27 من خبراء السياسة الخارجية، خطابًا مفتوحًا يؤيد منطقة حظر طيران فوق الممرات البشرية في أوكرانيا.
وقال إنه وقع الرسالة للمساعدة في حماية الأوكرانيين الأبرياء.
وقال كذلك "لقد وقعت على تلك الرسالة لأنني كنت قلقا للغاية، وأنا حريص على رؤيتنا نفعل شيئا لوقف القتل والاستهداف المتعمد لهؤلاء المدنيين والمدنيين الأبرياء".
أسبوعان من الفشل..
وبعد أسبوعين من حربها على أوكرانيا، لم تحقق روسيا ما كانت تصبو إليه، وعانى جيشها أكثر مما كان متوقعًا في بداية أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وفق خبراء.
ولا يزال الهدف الرئيسي لموسكو، وهو الإطاحة بحكومة كييف واستبدالها بقيادة صديقة للكرملين، بعيد المنال، بينما تباطأ هجومها الشامل بسبب مجموعة من الإخفاقات، بما في ذلك الافتقار إلى التنسيق بين القوات الجوية والبرية وعدم القدرة على السيطرة الكاملة على أوكرانيا.
وقدّرت وزارة الدفاع الأميركية، الأربعاء، أن روسيا تحتفظ بنحو 90 في المائة من القوة القتالية التي نشرتها في أوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة والمركبات التي دمرت أو أصبحت معطلة وكذلك الجنود القتلى والجرحى.
"هذه الخسائر، وإن كانت متواضعة للوهلة الأولى، إلا أنها كبيرة لمدة أسبوعين من القتال" وفق البنتاغون.
وتسبب أسبوعان من الحرب في أزمة إنسانية في أوكرانيا تسارعت في الأيام الأخيرة، حيث تقدر الأمم المتحدة أن مليوني أوكراني فروا من بلادهم، ومن المتوقع أن يزداد العدد.
وقال الجنرال سكوت بيرييه، مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية، إن روسيا قتلت على الأرجح ما بين 2000 و 4000 جندي حتى الآن، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.
وقال مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز أمام لجنة بالكونغرس، الثلاثاء، إن بوتين محبط ومن المرجح أن "يتضاعف" إحباطه بفعل الخسائر في أوكرانيا. وكشف أن ذلك قد يعني أن "الأسابيع القليلة المقبلة ستكون قبيحة" مع اشتداد القتال.
ويشعر البعض بالقلق من أن إحباط بوتين قد يؤدي إلى تصعيد الصراع بطرق خطيرة.
وبعد أيام قليلة من الحرب، ساد تهديد باحتمالية نشوب حرب نووية بإعلان الرئيس الروسي أنه وضع قواته النووية في حالة تأهب قصوى، على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين لم يرصدوا أي تغييرات خطيرة في الموقف النووي لروسيا.
وقال أفريل هينز، مدير الاستخبارات الوطنية، للكونغرس: "ربما لا يزال بوتين واثقًا من قدرة روسيا على هزيمة أوكرانيا عسكريًا ويريد منع الدعم الغربي من تغيير التوازن وفرض صراع مع الناتو".