بغداد اليوم - متابعة
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الخميس، مقتل زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم القرشي في غارة أمريكية شمال غربي سوريا.
وذكر بايدن في بيان اصدره البيت الأبيض: "في الليلة الماضية، وتحت إشرافي، نجحت القوات العسكرية الأميركية في شمال غرب سوريا في تنفيذ عملية لمكافحة الإرهاب لحماية الشعب الأميركي وحلفائنا، وجعل العالم مكانا أكثر أمانا".
وأضاف: "وبفضل مهارة وشجاعة قواتنا المسلحة، تمكنا من القضاء على أبو إبراهيم الهاشمي القريشي - زعيم داعش".
وتابع: "وقد عاد جميع الأميركيين سالمين من العملية. وسأوجه كلمة إلى الشعب الأميركي في وقت لاحق اليوم".
فمن هو القرشي؟
اسمه الكامل أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى ويحمل عدة أسماء مستعارة، إذ يقدمه تنظيم داعش على أنه "الأمير" أبو إبراهيم الهاشمي القرشي الساعي إلى ترسيخ سلطته من خلال إعادة بناء تنظيم لا يزال قادراً على التحرك رغم خسارته المساحات التي كان يسيطر عليها.
نصب المولى في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2019 من قبل قيادة تنظيم "الدولة الإسلامية" خلفاً لأبو بكر البغدادي الذي قتل في هجوم أميركي.
أكثر "الإرهابيين" المطلوبين في العالم
ويبدو أن المسار الذي أوصل هذا الرجل ذو الأصول التركمانية، المولود على الأرجح في العام 1976، إلى سدة القيادة، غير واضح داخل تنظيم كان جميع قيادييه السابقين من العرب، ومن نسب هاشمي قرشي فعلي، فلم يكن اسمهم لقباً للتغطية على أصوله، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى الإشارة في تقرير صادر في كانون الثاني/يناير 2020، إلى أنه "خيار مؤقت، إلى حين إيجاد التنظيم 'أميراً' يتحلى بشرعية أكبر".
ففي الرابع والعشرين من آذار/مارس الماضي، حددت وزارة الخارجية الأميركية رسمياً المولى، الملقب بالقرشي، كزعيم جديد لتنظيم الدولة الإسلامية، وأدرجته على قائمة أكثر "الإرهابيين" المطلوبين في العالم.
سجن بوكا الأميركي
انضم هذا الضابط السابق في جيش صدام حسين، وهو خريج العلوم الإسلامية من جامعة الموصل، إلى صفوف تنظيم القاعدة، بعيد الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، بحسب مركز "مشروع مكافحة التطرف" البحثي.
سُجن المولى في العام 2004 في سجن بوكا الأميركي، الذي كان يعتبر أرضاً خصبة للفكر الجهادي، وهناك التقى بالبغدادي.
وبعدما أطلق سراحه لأسباب غير معروفة، انضم إلى زميله في السجن، الذي سيطر في العام 2010 على الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، قبل إنشاء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، ثم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وبحسب مركز الأبحاث نفسه، فإن "المولى صعد سريعاً إلى الصفوف القيادية في التنظيم، وكان يلقب بـ"البروفيسور" و"المدمر" واكتسب سمعة الرجل المتوحش، لا سيما من خلال القضاء على خصوم الأمير داخل تنظيم الدولة الإسلامية.
شهد مسقط رأسه في تلعفر التي تبعد نحو 70 كيلومتراً عن الموصل كبرى مدن محافظة نينوى بشمال العراق، طفرة في مصانع المتفجرات وغرف التخطيط لشن هجمات.
تصفية الأقلية الأيزيدية
ووفق متخصصين في شؤون الجهاديين فإنه "إضافة إلى مسؤولياته ضمن ذاك الإطار الإرهابي الجماعي، لعب أبو عمر التركماني دوراً كبيراً في حملة تصفية الأقلية الأيزيدية من خلال المجازر والتهجير والسبي".
وعمل المولى على إعادة إحياء تنظيم موهن مقارنة بـ"العصر الذهبي للخلافة" (2014-2019)، ولكنه استفاد من تراجع الالتزام الأميركي في المنطقة.
فخلال الأشهر الأخيرة، شن تنظيم داعش هجمات عنيفة في العراق وسوريا، وأثار مخاوف من عودة بروز التنظيم في المنطقة.